القدس عروس عروبتنا
القضية الفلسطينيه ... تجاذب مستمر بين الحكومات والشعوب
لاشك ان ما يسمى بالنزاع العربي الاسرائيلي بدء بشكل جذري مع نشوء الصهيونية والهجرة اليهودية إلى فلسطين، والاستيطان فيها، ودور الدول العظمى في أحداث المنطقة وعلى رأسها بريطانيا التي اسست العديد من الدول العربية على انقاض الخلافة الاسلامية السنية العثمانية .
وما كان لذلك ان يتيسر للدول الغربية لولا وقوف بعض العربان او العرب الى جانبها تحت يافطة الاستقلال وتقرير المصير. وعلى سبيل المثال فان اليابانيين لم يقاتلوا اليابانيين نصرة لامريكا ولذلك لازالت خارطة الجغرافيا السياسية لليابان كما في السابق ، وكذلك الحال مع الالمانيين والفرنسسين وغيرهم كثير.
وهذا يشمل حتى الحروب الدينية التي حصلت على مستوى العالم والدول الاوربية ايضا . فجان دارك الملقبة بعذراء اورليان على سبيل المثال ولدت لعائلة من الفلاحيين الفرنسيين وليس من شيوخ وامراء ، وحالها حال الاخرين كانت تتبع الكنيسة الرومانية الكاثوليكية وقادت الجيش الفرنسي الى العديد من الانتصارات خلال الحرب المئة عام مابين فرنسا وبريطانيا والتي انتهت بطرد البريطانيين البروتستانت وفق تعاليم الكنيسة البريطانية.
لكن كل المؤشرات الموجودة في العالم العربي تؤكد ان من سموا انفسهم بنخب الشعوب العربية ، هي التي اعانت الغرب على تقطيع اوصال ما يسمونه اليوم بالامة العربية والتي يتعذراليوم على الفلسطيني العربي (السني) ان يدخل اي بلد عربي ، الا بعد حصوله على تاشيرة واذن من السلطات بالدخول ... وتتعامل معهم تلك السلطات في اكثر البلدان العربية اسوء بكثير مما يتعاملون به مع الكيان الصهيوني والغرب بالكامل . والسؤال الذي يطرح نفسه هو لماذا ؟ اليست اكثر هذه الحكومات تدعي انها حاربت اسرائيل في 1948 و56 و67 و1973 . فلماذا لم تتمكن كل تلك الجيوش من طرد اسرائيل او على اقل تقدير لجم جماحها ووقف اطماعها . ولماذا تخشى اسرائيل اليوم و،هذا غير قابل للانكار ، من المقاومة في لبنان رغم امكانياتها البسيطة ، وانتفاضة الشعب الفلسطيني في الضفة واراضي ال48؟
ولماذا انتهت مصر بكامب ديفد والسلطة الفلسطينية في اوسلو. وهل نجحت اسرائيل والغرب وعلى رأسها امريكا بسياسة ترويض الشعوب العربية واشغالها عن القضية الفلسطينية ؟
اليس على الشعوب العربية ان تسأل حكامها كل هذه الاسئلة وغيرها كثير ؟ هل العلة في السلاح ؟ اذا لماذا تشترون السلاح باموال الشعب من دولة عادة ما تعلن على الملاء ان امن اسرائيل اهم لها ليس من الشعب الفلسطيني العربي السني وحسب بل من كل الشعوب والحكومات العربية التي مافتئت تسمي نفسها بالامة العربية . ولماذا تشترون الطائرات من امريكا بامكانيات قتالية عادة ما تكون اقل من امكانيات نفس تلك الطائرات التي تقدمها الى اسرائيل .. ولرب قائل منهم يقول اذا ممن نشتري السلاح من روسيا والصين ؟ ونقول له وهل مصنعي السلاح لدى هؤلاء هم اذكى من مصنعي بلدانكم ؟ .. لماذا لاتصنعون السلاح الرادع بانفسكم بدل ان تستجدوه من هنا وهناك ؟
لكن يبدو ان المشكلة ليست في تجهيز الشعوب العربية بالسلاح ، بل في تجريد هذه الشعوب من مسؤلياته تجاه القومية العربية ، وتجريد من يسمون انفسهم بعلماء المسلمين من مسؤلياتهم الدينية تجاه القدس، قبلة العرب والمسلمين .
لو لم يكن هؤلاء الذين يتاجرون بشعوبهم العربية ويقدمون الخراج مجانا للامريكيين تارة وللفرنسيين والبريطانيين تارة اخرى . لما تجرأ الكيان الصهيوني ان يوصل الحال الى تدنيس الاقصى ومنع حتى الاذان من مسرى النبي (ص) .
فالصهاينة يقاتلون على ارض اغتصبوها ، اذا لماذا لايقاتل اؤلائك الذين يتبجحون في كل خطاب بعبارة الامة العربية والامة العربية على ارضهم العربية المغتصبه ؟ وهل القدس في دمشق وبغداد وصنعاء ام في فلسطين ؟
وحين تمنعون الاخرين عن صون اعراض المسلمين ، فلماذا لاتحاربون بانفسكم او تساندون من يريد ان يحفظ عرضه العربي والاسلامي ..وليس لنا سوى ان نستشهد بالشاعر مظفر النواب حيث قال " من باع فلسطين وأثرى بالله. سوى قائمة الشحاذين على عتبات الحكام. ومائدة الدول الكبرى ؟ فإذا جن الليل. تطق الأكواب بأن القدس عروس عروبتنا.
رائد دباب