توضوحت الصورة ... ماذا جنت ايران وما جنته السعودية واخواتها؟..
Jul ٢٠, ٢٠١٧ ٠٣:١٨ UTC
لم تكن السياسة الامريكية اكثر وضوحا وواقعية واستهتارا، كما اصبحت عليه اليوم و منذ ترشح ترامب وفوزه بالاتخابات الامريكية.. فقد كشف عنها بكل صراحة ووقاحة " منذ حواره مع المذيعة الامريكية الشهيرة اوبرا وينفري عام 1988 اي مع نهاية الحرب التي فُرضت على ايران حيث قال" إن بلاده ستحصل على الكثير جدا من الأموال من دول الخليج (الفارسي) "متسائلا "لماذا لا يدفعوا لنا 25% من دخلهم". وتغريدته على التويتر فور عودته من جولته الخارجية الاولى واجتماعه بدول مجلس التعاون لدول الخليج الفارسي وعلى رأسها السعودية، والتي كتب فيها يقول "أعدت مئات المليارات إلى الولايات المتحدة من الشرق الأوسط مما يعني المزيد والمزيد من فرص العمل"...
ولا اظن ان احدا قد نسي ما وعد به ترامب خلال حملته الانتخابية بإجبار دول الخليج (الفارسي) على أن تدفع لبلاده حين صرح بالقول "لأنهم لا يملكون سوى المال، إن دول الخليج (الفارسي) بدون أمريكا لم تكن لتوجد". ولابد لنا ان نعترف ان كل ما ذهب اليه ترامب هو عين الحقيقة التي لايمكن لاحد ان ينكرها. حيث ان مجلس ما سمي بالتعاون الخليجي تاسس بايعاز امريكي في 25 مايو1981 في الرياض عقب انتصار الثورة الاسلامية في ايران في 1 نيسان/أبريل 1979 ورفعها للعلم الفلسطيني على السفارة الاسرايلية بطهران .. ونشوب الحرب عليها من قبل صدام في سبتمبر/أيلول 1980 والذي استمر لثمان سنوات وانتهى بغزو صدام للكويت.
ولاينكر احد ان نفس هذه الدول هي التي غررت صدام لشن الحرب ضد ايران التي كانت عضوا مؤسسا لمنظمة الدول الاسلامية.
وللتذكير نقول ان تنظيم القاعدة هي الاخرى تأسست في الفترة بين أغسطس 1988 وأواخر 1989 ، اي بعد فشل كل هذه الدول وعلى راسها امريكا، من اجهاض الثورة الاسلامية في ايران. ومن يدقق في هذه التواريخ والاحداث التي حصلت خلالها يفهم ما الذي يجري اليوم في العالم العربي وفلسطين بشكل اساسي، والعالم الاسلامي والقدس بشكل خاص.
الحرية والاستقلال هما الشعاران الاساسيان اللذان رفعهما الشعب الايراني مقابل الغرب وامريكا والاتحاد السوفيتي في ذلك الحين وتلخص ذلك في شعار لاشرقية ولاغربية جمهورية اسلامية. وهذا هو الخطرالاساس الذي دفع ببعض الدول العربية التي لازالت لاتستنشق حتى الهواء دون سماح المايسترو الامريكي من معادات تلك الثورة الفتية ... ولذلك نراى هؤلاء قد منعوا بيع كل انواع السلاح عن ايران للدفاع عن شعبها ، بينما كانت طهران تتلقى القصف بالصواريخ على مدى ثمان سنوات من الحرب المفروضة ...
لكن وكما يقال رب ضارة نافعة .. فالحصار والحرب جعلت من عود الثورة صلبا جلدا كالفولاذ ، مقابل كل المؤامرات التي لازالت مستمرة الى يومنا الحالي .. وحولتها من بلد مستهلك تابع كما هو حال دول الخليج (الفارسي)، الى بلد مصدر متطور في كافة المجالات وخاصة في الصناعات العسكرية ..
والجلي ان هذا جعل بعض الدول العربية الرجعية تستشعر الخطر من شعوبها في الداخل اكثر مما سبق وانها تجلس على برميل من البارود. وبنظرة عابرة يمكن لنا ان نفهم لماذا اكثر الذين قاتلوا تحت لواء القاعدة والدواعش هم من دول محددة بذاتها. ولماذا جندت هذه الدول مشايخها للتغرير بكل هؤلاء الشباب ان يقاتلوا في افغانستان والعراق وسورية ، لضرب بني جلدتهم في الدين والخلق، بدلا من توجيه فوهات البنادق الى الكيان الصهيوني نصرة للشعب الفلسطيني العربي السني..
فامريكا لاتمسك العصا من الوسط في سياساتها مع هذه الدول ..بل تقول وبالحرف الواحد "العصى لمن عصى ومن يدفع اكثر هو في امان اكثر من شعبه" .. وهذا ما لم تفعله ايران طيلة هذه العقود التي مرت على انتصار ثورتها الاسلامي ، فجنت الاستقلال والحرية والتطور والكرامة واصبحت غريما كفوءا للغرب وابطال مؤامراته..
بينما بعض هذه الدول المتخمة بالمال والنفط جنت !!!على شعوبها والعرب والمسلمين بانصياعها الاعمى لكل ماتمليه عليهم امريكا . فلا كرامة ولاعزة ولا استقلال . وباتت الاموال توفر للامريكي الوظائف بدل العربي، واصبح النفط في خدمة الامريكان الذين يعلنون جهارا ان كل الامة العربية لاتوازي قدرشعرة من اسرائيل.. وقيل قديما " كيفما كنتم يولى عليكم.
وهذا هو الفرق مابين ما جنته ايران وما جنته السعودية وبعض الدويلات الخليجية.
رائد دباب
كلمات دليلية