هل يحتاج الصغير "الكويتي" الى تأديب؟!
رغم الزيارات المتبادلة بين الطرفين الايراني والكويتي، فاجئتنا الاخيرة أمس الخميس بقرارها خفض عدد الدبلوماسيين الايرانيين واغلاق بعض مؤسسات الملحقية الثقافية الايرانية في الكويت، وقد سبقها اعادت الحديث عن ما يسمى بخلية العبدلي المفبركة من الاساس والتي يتهم فيها شخصية كبيرة من الاسرة الاميرية.. فما عدى مما بدى؟! وهل هي استجابة كويتية جديدة للضغوط السعودية؟! والى متى تبقى علاقة طهران بالكويت امثالها خاضعة للأمزجة والتأثيرات السعودية والاميركية؟!
صراحة لماذا الكويت تشعر بالمنّة السعودية عليها في غزو صدام حسين للكويت عام 1990 ومن ثم استعادتها عام 1991، حيث فرّ آل الصباح الى هناك واستجلبت السعودية القوات الاميركية على اراضيها فيما عرف بالعدوان الثلاثيني على العراق.. ولا تشعر بهذه المنةّ ازاء ايران التي شاركت الكويت وعلى مدى 8 اعوام نظام صدام حسين في العدوان عليها، لكن ايران صارت ملجأ للكويتيين اثناء هروبهم من جيش صدام ونزوحهم خارج بلادهم، ولم تطالب بتعويض ولم تحاول الانتقام من آل الصباح؟!
هل لأننا في ايران او العراق او اليمن او سوريا او البحرين (كشعب) لا نحسن استخدام اوراقنا في الكويت ولازلنا نصرّ على مداراة الآخر مهما تصرف معنا بجلف البداوة وفضاضتها؟!
أضرب مثلاً آخر من العراق ذو الغالبية الشيعية: فقد سلمت الكويت في اواسط ثمانينيات القرن الماضي آلاف الاشخاص من العراقيين الهاربين من بطش نظام صدام حليف آل الصباح السابق ونقل بعضهم الى العراق بالحقائب وصناديق السيارات!
وهؤلاء اغلبهم في عداد المفقودين والشهداء اليوم، ولم يتحدث احد عن ذلك ولا مطالبة عراقية من الكويت بتعويضات خسائر او اعتذار.. لكنها صدّعت رأس العراقيين بما تقوله 650 كويتي اسرهم الجيش العراقي في الساعات الاولى لاحتلاله الكويت.. ناهيك عن فرض ترسيم جديد للحدود مع العراق استقطع نصف المياه الاقليمية ومساحات شاسعة من البرّ العراقي!
والكويت لاتزال تأخذ من العراقيين تعويضات غزو صدام التي بلغت عشرات المليارات من الدولارات.. ومنها انطلق الغزو الاميركي للعراق في 2003 والذي قتل فيه مئات الالاف من العراقيين.
وبالنسبة لايران فأن الكويت شريكة بكل قطرة دم طاهرة سفكها نظام صدام حسن خلال عدوانه على الجمهورية الاسلامية، لأنها وشقيقاتها الخليجيات كانوا الممول الرئيس لنظام ابن العوجة.. بل ذهبت الكويت ابعد من ذلك عندما سلمت جزرها لقوات صدام ومن ثم فهي التي استجلبت القوات الاميركية الى الخليج الفارسي بحجة حماية ناقلات نفطها.
لا يتصور الكويتيون اننا سننسى رقصات وقصائد طباليها لبطل القادسية وحارس البوابة الشرقية في حربه مع الفرس المجوس ولا سكر اميرتها سعاد الصباح في مهرجانات المربد وعشقها لنخلة صدام وسيفه الذي خنقها في آخر المطاف بعد هتك جيشه اعراض اهلها واستباح احيائها!
ابداً، اننا قوم نملك ذاكرة قوية ونقدس شهدائنا وفي كل خميس نزور موتانا.. وان بدى منا الحلم على الجاهل.
ليس هذا فحسب، فالدور الكويتي الرسمي وغير الرسمي ليس خافياً في الأزمة السورية وفي تمويل المجموعات الارهابية بالفتاوى والمال والدعم السياسي وحتى المشاركة الميدانية.. فالعالم كله شاهد نائبها وليد الطبطبائي وهو يشارك الارهابيين العمل المسلح ضد الدولة السورية.. وألم يقف المجرم الوهابي شافي العجمي في وسط الكويت ليتحدث بفخر عن "نحر" سيد شيعي وطفله وزوجته في احدى القرى السورية ويتوعد حزب الله بالنحر؟!
أليست الكويت هي من أسست ولاتزال تمول قناة صفا الارهابية الداعشية عبر احد تجارها (خالد العصيمي) وجعلتها منبراً للتيار التكفيري الوهابي فيها... هذه القناة التي تبث من مصر حليفة الدول الخليجية (بأستثناء قطر حالياً) والتي هدفها نشر التطرف ومعاداة الشيعة والدعوة الى قتلهم؟!
وفي معرض التبرير للسياسات الكويتية.. يقال ان هذه الدولة الصغيرة التي كانت يوما ما جزءا من ولاية البصرة العراقية والتي طالما تذكرت قصيدة الشاعر أحمد مطر عندما أذكرها (رسالة الى حكام الكويت!)، استجابت لطلب سعودي بعد تحريرها من غزو صدام بتجنيس 300 الف سعودي، اي خمس سكان الكويت الحاليين (المواطنين) وهؤلاء اليوم اليوم يشكلون عامل ضغط تستخدمه السعودية لترويض قرارات البلاط الاميري وسحبه كالذيل خلفها.. فهل يعني اننا نواجه السعودية في الكويت واين سيادة الأخيرة وقرارها الوطني.. ام ان وطنية الكويت تظهر ضد الفقراء اليمنيين والمسالمين البحرينيين فقط؟!
اعتقد انه من العبث الرهان على هذه الانطمة والسعي الى مداراتها بأمل ان تعود في لحظة ما الى وعيها وتكف شرّها عن اهلنا في العراق وايران والبحرين واليمن وسوريا، بل لابد من ردعها والضغط عليها لتعدّل سياساتها وتتصرف بعقلانية بشكل دائم.
لذلك ادعوا كل الاحرار وخاصة المسؤولين في محور المقاومة الى:
1. كف يدها وملاحقة عملائها وضرب مصالحها في محافظة البصرة العراقية واثارة مسألة الحدود والاراضي والمياه العراقية المحتلة.
2. التضيق على صياديها من قبل البحريتين الايرانية والعراقية.
3. تقوية ودعم الوجود الشيعي في الكويت بكل الطرق والامكانيات.
4. عم القوى الوطنية الكويتية المناوئة للهيمنة السعودية سياسياً والوهاية عقائدياً.
5. دعم التيارات المعارضة للوجود العسكري الاميركي في الكويت.
6. ملاحقة الكويت قضائياً بسبب الفضائع التي يرتكبها العدوان السعودي الخليجي في اليمن بأعتبارها احدى الدول المشاركة في العدوان ولو صوريا.. وضرب مراكز جنودها ومواقعهم.
7. رفع دعاوى قضائية ضد اعلامها الطائفي (صفا) وشخصيات سياسية وثقافية ورجال اعمال شاركوا في الحملة الأرهابية ضد سوريا ودعم الجماعات المتطرفة.
صحيح ان الكويت لاتشكل رقماً لكي ننفعل ازاءها فهي ليست بأفضل من جيبوتي والمالديف وجزر القمر والسودان، رغم انها بحاجة الى "الحنان!" وليست الى المال السعودي كالآتي ذكرتهن.. وان هذه الدول هي ذيل اميركي تدور حيثما دار العم سام.. لكن الصغير احياناً يحتاج الى تأديب وهذا الصغير الكويتي يتصرف بسوء أدب!
بقلم: علاء الرضائي