حين ارسل صدام رسالة الى الشهيد محمد باقر الصدر قدس سره يرغبه تارة ويهدده..." /> حين ارسل صدام رسالة الى الشهيد محمد باقر الصدر قدس سره يرغبه تارة ويهدده..." /> حين ارسل صدام رسالة الى الشهيد محمد باقر الصدر قدس سره يرغبه تارة ويهدده..." /> حين ارسل صدام رسالة الى الشهيد محمد باقر الصدر قدس سره يرغبه تارة ويهدده..." />
زيارة الصدر للسعودية .. بين العقائدية والسياسة العرجاء
(last modified Sun, 06 Aug 2017 12:28:11 GMT )
Aug ٠٦, ٢٠١٧ ١٢:٢٨ UTC
  • ما السر من وراء زيارة السيد مقتدى الصدر للسعودية
    ما السر من وراء زيارة السيد مقتدى الصدر للسعودية

حين ارسل صدام رسالة الى الشهيد محمد باقر الصدر قدس سره يرغبه تارة ويهدده بالقتل تارة اخرى، لعله يتراجع عن ثوابته العقائدية، أجابه الشهيد "لكم في كل أرض صريع وفي كل دار فجيع تخضمون مال الله فاكهين وتكرعون في دماء الابرياء شرهين، فانتم والله كالخشب اليابس أعيى على التقويم او كالصخر الجامس أنأى عن التفهيم فما بعد ذلك يأساً منكم، شذاذ الآفاق، واوباش الخلق، وسوء البرية وعبدة الطاغوت واحفاد الفراعنة، واذناب المستعبدين".


 

ثم يسترسل الشهيد رضوان الله عليه بالقول: فاجمعوا امركم وكيدوا كيدكم واسعوا سعيكم فامركم الى تباب وموعدكم سوء العذاب لا تنالون من امرنا ولا تطفئون نورنا واعجب ما في امركم مجيئكم لي بحيلة الناصحين تنتقون القول وتزورون البيان، تعدونني خير العاجلة برضاكم وثواب الدنايا بهواكم.

 

وهذا النص المقدس، هو الذي يجعل البعض منا يسأل والله يقول: "واما السائل فلا تنهر" ما السر من وراء زيارة السيد مقتدى الصدر الى السعودية في هذا الوقت؟ وهل هنالك فرق بين ال سعود وصدام؟ وهل هم ابعد من الخشب اليابس والصخر الجامس؟ ام انهم اعلنوا توبتهم وشدوا عزيمتهم، للانكفاء عن قتل العراقيين واليمنيين والسوريين والبحرينيين من اطفال رضع وحرائر وشيبة وشباب بين عالم وعامة؟ وهل هنالك فرق في قتل الشهيد الصدرعلى يد صدام، والشهيد النمرعلى يد جلاوزة ال سعود؟

 

وللتذكير فقط نقول ان اكثر المراقبين يرون ان دول الخليج "الفارسي" وعلى راسها السعودية هي التي دفعت صدام لخوض الحرب ضد ايران وإن عزل احمد حسن البكر جاء على خلفية امتناعه عن ادخال العراق في حرب متوقعة نتائجها الكارثية على العراق شعباٌ وحكومة وان السعودية استثمرت في أمنها وسلامتها خصوصاٌ أن العراق استنزف خلال الأشهر التسعة الأولى من الحرب 17 مليار دولار تمثل احتياطاته النقدية الأجنبية حينها وعلى اقل تقدير فان دولارات النفط السعودية شكلت المصدر الرئيسي لتمويل آلة الحرب الصدامية ضد ايران، ففي عام 1982 تم الكشف عن مساعدات مالية سعودية بقيمة 20 مليار دولار الى نظام صدام الذي فعل مافعل بالشهيد الصدر والعلوية بنت الهدى طاب ثراهما، وبين عامي 1984 و1987 قدم هؤلاء 29 مليار دولار أخرى، كما لعب السعوديون دور الوسيط لشراء الأسلحة لصدام واعلنوا أنهم سيدفعون فاتورة مشتريات الأسلحة العراقية من فرنسا التي بلغت 10 مليارات فرنك طوال الحرب.

 

وليس الهدف هنا استعراض ما قامت به السعودية لدعم صدام. لكننا نريد ان نعرف الهدف من وراء كل ذلك الدعم الذي وصل الى مئات المليارات من الدولارات واستمر بعد السقوط بمئات المليارات لداعش، التي قتلت خيرة شباب العراق سنة وشيعة وسبت النساء العراقيات وباعتهم في الرقة وذبحت واكلت الاكباد كما فعلت هند بنت عتبة بحمزة عم النبي ..

 

وللاجابة على اي سؤال علينا ان نبحث في النتائج التي انتهت اليها تلك الحرب، ووجهة السياسة السعودية في الاساس وموقفها من العراق بشكل عام والشيعة على وجه الخصوص.

 

فلا ينكر اي عاقل ان المذهب السعودي لايرى في الشيعة الا مشركين روافض يستحقون القتل، وهذا امر معلن في اكثر فتاوى ال الشيخ اليد اليمنى لال سعود .. وان الحرب التي دعمتها السعودية، كان الجزء الاكبر من وقودها من الجانبين العراقي والايراني هم الشيعة، وقد يكون السبب هو ان الشيعة يتبعون المراجع وليس الحكومات في فتاواهم الدينية، وان الامام الخميني رحمة الله عليه وجه البوصلة بعد انحرافها الى تحرير القدس من دنس الصهاينة.

 

وكانت النتائج متوقعة كما اسلفنا وتتلخص في دمار العراق وقتل شبابه وزيادة ارامله وتمهيد احتلاله من قبل الامريكان .. ولو كانت السعودية حريصة على العراق بشكل عام لما حاصرت الشعب العراقي مع اخواتها في الخليج "الفارسی" بعد حرب الكويت، ولذهبت لمواجهة صدام مباشرة بدل تجويع الشعب الى درجة أنه اودى بحياة الاف الاطفال الرضع من الشعب العراقي الذي كان يقوده بالامس سيف العرب كما كانوا يسمونه.

 

ولو كان العراقيون يشكلون اهمية تذكر للسعوديين لما ادخلت ومولت داعش في العراق ليعيثوا ببلد الشهيدين الصدرين الاول والثاني، فساداً وافساداً.

 

وبغض النظر عن كل هذا، جاءت هذه الزيارة بعد انتصار العراق جيشا وحشدا على داعش في الموصل، داعش التي وصلت الى اطراف بغداد لتقتل وتذبح وتهدم الاضرحة والقبور ولا اظن ان قبرالشهيد الصدر رضوان الله عليه كان سيستثنى من هذا الأمر.

 

والاهم من كل ذلك ان السعودية مستمرة بقتل اليمنيين الذين تسميهم باتباع ولي الفقيه، وتعني  بذلك شيعة أهل البيت والأنكى من كل هذا ان زيارة السيد مقتدى جاءت في وقت يوغل آل سعود في قتل الشيعة في العوامية ولازالوا يعتبرونهم مواطنين من الدرجة الثانية، ناهيك عما يقومون به في البحرين، ثم ان السيد الصدر لايمثل جهة سياسية حكومية للعراق، اي انه ليس وزير خارجية العراق حتى نقول انه يقوم بمهمة سياسية موكولة اليه من قبل حكومة الشعب العراقي الذي ذاق الامرين من السعوديين الدواعش الذين لم يزل المئات منهم قابعين في السجون العراقية لما اتركبوه من جرائم يندى لها جبين البشرية جمعاء.

 

ولرب من يقول ان السيد قد ذهب للتوسط ما بين ايران والسعودية، وهذا -كما يقول العراقيون- هو عذر اسوء الذنب، فهل ايران التي فاوضت اعقد الملفات مع الدول العظمى التي يدفع آل سعود لهم مليارات الدولارات كاتاوة وخراج  وأجبرتهم على الرضوخ لمطالبها، غير قادرة من أن توسط السيدة موغيريني على سبيل المثال وليس الحصر، بدلا من السيد مقتدى، ولماذا لم توسط ايران السيد الجعفري؟ اليس هو وزير خارجية العراق.

 

على اية حال يراى مراقبون ان ذهاب السيد مقتدى الى السعودية واعلانه عن ضم من سماهم بالمنضبطين في الحشد الشعبي الى القوات المسلحة بعد عودته ودعوته لتظاهر انصاره في وسط بغداد، انما ياتي في اطار سعيه للحفاظ على ثقله الذي تضاءل بعد كل الانتصارات التي حصلت على داعش في العراق وخروجه من المولد بلا حمص كما قال احد الاخوة، وان كل ما يذهب اليه هذا السيد الجليل انما اثبات لوجود ينافي على اقل تقدير موقف الشهيد محمد باقر الصدر طاب ثراه في مواجهته أعتى حكام العرب وهو صدام حين خاطبه بالقول: "تريدون مني ان ابيع الحق بالباطل وان اشتري طاعة الله بطاعتكم وان اسخطه وارضيكم وان اخسر الحياة الباقية لاربح الحطام الزائل، ضللت اذاً وما انا من المهتدين".

 

رائد دباب