انتقاد سوريا وحزب الله، باطل يراد له باطل
Sep ٠٣, ٢٠١٧ ٠٧:٥٤ UTC
بعض الامور ليست بحاجة الى التفسير، فهي واضحة وضوح الشمس، لكن الغباء كان ملازما لبعض الاشخاص على مدى التاريخ!، حتى حين كانوا يواجهون ابسط المسلمات.
فعلى سبيل المثال من الاحاديث النبوية المتفق على صحتها من قبل ائمة كل المذاهب هو قول رسول الله (صلى الله عليه واله) لعمار بن ياسر "ويْحَ عَمَّارٍ، تَقْتُلُهُ الفِئَةُ البَاغِيَةُ، يَدْعُوهُمْ إِلَى الجَنَّةِ، وَيَدْعُونَهُ إِلَى النَّارِ"... ولا من احد ينكر وضوح هذا الحديث ان عمار يقف الى جانب من يقاتل البغاة الذين قاتلوا علي بن ابي طالب (عليه السلام). وعلى الرغم من كل هذا الوضوح يروى ان احد المسلمين كان يتبع عمارا (رضوان الله عليه) في معركة صفين اينما ذهب وحين سُئِل عن السبب قال اريد ان اعرف من الذي سيقتل عمارا هذا حتى اعرف الفئة الباغية !!!!.. قمة الشك مرهونة بقمة الغباء، فلم يسأل ذلك الرجل نفسه " الى جانب من يقاتل عمار وضد من؟.
هذا هو حال البعض عندما يتعرضون خبثا او غباءا الى سوريا وحزب الله وعلى رأسهم سيد المقاومة السيد حسن نصر الله.
فبمجرد النظر الى عمامة السيد حفظه الله يجب ان يعرفوا ان هذا الرجل حسب الاعراف وعلم الرجال، هو من سلالة رسول الله (صلى الله عليه واله) وان حزب الله يعني من يعادون حزب الشيطان، أي الحق ضد الباطل وان هذا السيد حتى لو فرضنا جدلا عدم رضاه، فهو مجبر ان يسير على خطى جده خاتم الانبياء المبعوث الى العرب والاعراب وكافة الشعوب والقبائل، لكن ماذا نفعل مع الذين جعلوا الدين مطية للسياسة الفاسدة، فحرفوا الكلم عن موضعه ليصطادوا في الماء العكر.
وبمناسة الماء الكل يتذكر كذبة ان الرسول (صلى الله عليه واله) قد امر بردم الابار في معركة بدر ومنع الماء عن المشركين، ليبرروا بذلك قتل الامام الحسين (عليه السلام) وال بيت النبي (صلى الله عليه واله) عطشا في كربلاء. حتى روج لهذا الامر علنا في فلم الرسالة للمرحوم مصطفى العقاد، لكن وللاسف الشديد لم نر من يسأل نفسه بعقلانية ما الجدوى من منع الماء في معركة بدر، هل هو رديف لقطع الهواء فيموتوا قبل ان تنال ايديهم المسلمين، اليس قطع الماء سوف يشكل دافعا للمشركين كي يقاتلوا بشراسة اكثر ضد المسلمين؟ لكن الذين روجوا ودعموا هذه المعلومة انما يشككون والعياذ بالله بعقل الرسول (صلى الله عليه واله) الذي ما نطق عن الهوى انما كل اعماله كانت بسبب وحي يوحى. والاهم من هذا هو تذكير الجميع بان الرسول (صلى الله عليه واله) عقد معاهدة في الحديبية مع من اوغلوا في قتل المسلمين، من المشركين وانه لم ينكث ذلك العهد حتى نكثوه ، فكيف للمقاومة في حزب الله ان لا تقبل باتفاق على اقل تقدير يحفظ من خلاله دماء قواتهم في حزب الله؟.
هذا في الدين واما في السياسة نقول ان الذين رفعوا الاصوات زورا وصاحوا في الملاء ان سوريا وحزب الله اتفقوا ونقلوا داعش الى حدود العراق وهذا امر خطير وان دماء العراقيين غالية وجرموا وعاتبوا ونددوا، لم يسألهم احد انكم حين مهدتم ودعمتم سقوط الموصل وتوسعه الى الانبار وتلعفر والقائم وووو. الم يشكل ذلك تهديدا للتراب السوري؟ وحين ذهبتم لتحرير الموصل وبقيت تلعفر وغيرها، الم تمهدوا لتهديد سوريا أم ان هنالك في اعرافكم دم غال واخر رخيص؟ والاهم من كل ذلك من الذي سهل هروب اكثر من الف داعشي من جنسيات اجنبية من تلعفر والعياضية الى كردستان؟ الا يشكل هؤلاء خطرا على ابنائنا في القوات المسلحة البطلة والحشد الشعبي المقدس؟.
من هنا نقول لا يجوز لاحد ان ينتقد دون قراءة شاملة وعلم بكل ما يجري اليوم على الساحتين السورية والعراقية، وقول الحق بحاجة الى شجاعة يفتقرها البعض وللاسف ومن ينظر الى يحضر الى ما بعد داعش للعراق يعرف السبب من وراء يعالي هذه الاصوات وهذه الاسطوانة المشروخة وان من يمتلك ذرة عقل وانصاف يعرف جيدا ان جميعنا في خندق واحد من الجنوب اللبناني مرورا بسوريا والعراق.
رائد دباب