الهجوم الذي شنته طائرات حربية صهيونية على مراكز أبحاث تطوير الصواريخ في ريف حماة السورية، وأدى..." /> الهجوم الذي شنته طائرات حربية صهيونية على مراكز أبحاث تطوير الصواريخ في ريف حماة السورية، وأدى..." /> الهجوم الذي شنته طائرات حربية صهيونية على مراكز أبحاث تطوير الصواريخ في ريف حماة السورية، وأدى..." /> الهجوم الذي شنته طائرات حربية صهيونية على مراكز أبحاث تطوير الصواريخ في ريف حماة السورية، وأدى..." />
رسالة نتنياهو للسوريين والحلفاء من الغارة الصهيونية
(last modified Fri, 08 Sep 2017 23:21:17 GMT )
Sep ٠٨, ٢٠١٧ ٢٣:٢١ UTC
  • نتنياهو لم يجد آذانًا صاغيةً من بوتين لمخاوفه من وجود قواتٍ إيرانيةٍ في سوريا
    نتنياهو لم يجد آذانًا صاغيةً من بوتين لمخاوفه من وجود قواتٍ إيرانيةٍ في سوريا

الهجوم الذي شنته طائرات حربية صهيونية على مراكز أبحاث تطوير الصواريخ في ريف حماة السورية، وأدى إلى سقوط سبعة شهداء لا يشكل إحراجاً للحكومة السورية، وإنما للحليف الروسي وأنظمته الدفاعية الجوية أيضًا.

 

بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الصهيوني، الذي لم يجد آذانًا صاغيةً من الرئيس فلاديمير بوتين لمخاوفه من وجود قواتٍ إيرانيةٍ على الأراضي السورية، خاصةً في القنيطرة ودرعا والجولان، ومطالبته بإخراجها فورًا، أراد من خلال هذا الهجوم الرد على هذا التجاهل بطريقة تنطوي على الكثير من الاستفزاز والتحدي.

 

وما يؤكد هذه النظرية، أن أفيغدور ليبرمان، وزير الدفاع الصهيوني، اعترف وللمرة الأولى، وبعد إكثر من مِئة غارةٍ طِوال السنوات الماضية، متباهيًا بتنفيذ الطائرات الصهيونية لهذا العدوان، مؤكدًا في الوقت نفسه بأن حكومته لن تسمح لأحد باختراق الخطوط الحمر التي وضعتها في سورية حِفاظًا على أمنها.

 

لا نستبعد النظريات التي وردت على ألسنة محللين عسكريين صهاينة، وتقول أن هذهِ الضربة جاءت انتقامًا لزيارة السيد حسن نصر الله، أمين عام حزب الله، السرية إلى دِمشق ولقائه مع الرئيس السوري بشار الأسد للتداول حول مواضيع استراتيجية عدة بينها التعاون العسكري، وبناء مصانع صواريخ جديدةٍ متطورة، وربما لتسخين الجبهتين اللبنانية والسورية مع دولة الاحتلال الصهيوني.

 

المركز المستهدف بالغارة التي قيل أنها جاءت عبر لبنان، كان مخصصًا لتطور صواريخ جديدة عالية الدقة من حيث إصابة أهدافها، وأفادت تقارير إخبارية أن صواريخ أنتجها هذا المركز جرى نقلها إلى "حزب الله" في لبنان.

 

ما زال من المبكر معرفة رد القيادة الروسية على هذا الاستفزاز، فلم تعلق حتى كتابة هذه السطور على الغارة، ولكن ما نعرفه أنها أكدت فشل منظومات الدفاع الروسية في منعها لأسباب نجهلها، وأكدت قدرة الطائرات الصهيونية في المقابل على اختراق الأجواء السورية، حيث توجد قواعد روسية، بكل حرية.

 

خطورة هذا الاستفزاز الصهيوني يأتي من توقيته الذي جاء في الذكرى العاشرة لتدمير غارةٍ صهيونية لمفاعل نووي سوري جديد في دير الزور، وفي وقت تحتفل فيه القيادتان السورية والروسية بإنجازها الأكبر في كسر الحِصار على المدينة (دير الزور)، شرق سورية، واستعادة أكثر من 65 بالمئة من أراضيها ذات الموقع الاستراتيجي القريب من الحدود العراقية والأردنية، والغنية بالنفط والغاز.

 

هل سترد القيادة الروسية على هذا الاستفزاز العسكري الصهيوني بشكلٍ مباشرٍ، بإسقاط الطائرات الصهيونية لرد الاعتبار إلى منظوماتها الدفاعية الجوية، وهي تملك قدرات هائلة في هذا الصدد، أم بشكلٍ غير مباشر، أي تزويد الدفاع الجوي السوري بصواريخ "إس 300" أو "إس 400" المتطورة، للتصدي لأي غارات صهيونية مستقبلية دِفاعًا عن السيادة والكرامة السورية معًا؟

 

لا نملك الإجابة على هذهِ الأسئلة المشروعة، ولكن ما يمكن أن نقوله أن هذه الإهانات الصهيونية لسورية وحليفها الروسي يجب أن تتوقف، وأن يتم الرد عليها بشكلٍ صاعقٍ وتأديبي لأنها عدوانٌ واضح، فقد طفح الكيل وفاض، ولا نعتقد أن الرئيس بوتين سيسكت على هذهِ الإهانات، أو هكذا نأمل.

 

 عبد الباري عطوان