فلسطين أدبا وفنا بمشروع لشاعر إسباني
Dec ٢٩, ٢٠١٣ ٠٣:٣١ UTC
-
غلاف المجموعة الأولى من الأنطولوجيا الشعرية الفلسطينية
باللغتين البشكنسية(لغة إقليم الباسك بشمال إسبانيا) والإسبانية، بدأ الشاعر والكاتب خابيير سوسبيريخي، وهو إسباني من أصل باسكي، بإعداد سلسلة كتب
رقمية وورقية، جمع فيها قصصا شعبية وحكايات لبعض البلدان والثقافات التي استهدفت عبر التاريخ، بينها مختارات قصصية وقصائد كتبها شعراء من إسبانيا وأميركا اللاتينية عن فلسطين.ومن أجل نجاح مشروعه الثقافي، فقد تعاون مع عدد من الكتاب والمؤلفين الذين ينتمون لتلك الثقافات، ليصدر عددا من الكتب التي تؤرشف هذه القصص أواخر العام الحالي(2013).
وضمن هذا المشروع أصدر سوسبيريخي كتابا ورقيا بالبشكنسية موجها لأبناء المدارس يضم مختارات قصصية عن فلسطين، بالإضافة لكتاب رقمي آخر بالإسبانية يضم ثلاثين حكاية شعبية، سيصدر الجزء الثاني منه في بدايات العام الجديد. وقد علق على الموروث القصصي الشعبي الفلسطيني بأنه أقرب للحقيقة منه للخيال.
وتكمن أهمية مشروع سوسبيريخي الثقافي كونه محاولة لإنقاذ تلك الموروثات الشعبية التي تحاول الدول الإستعمارية طمسها، وخصوصا أمام الغرب الخاضع لآلة إعلامية غير محايدة على حد قوله، بل إنه يرى أن عليه واجبا مقدسا يدفعه للعمل في هذا الاتجاه.
يروي الكاتب الباسكي كيف أنه من عائلة، تعرضت للقصف من القوات الألمانية خلال الحرب الأهلية الإسبانية، وكيف إضطر والداه لترك منزلهما والإنتقال لمكان آخر جراء ذلك القصف الذي أودى بحياة الكثير من أقربائهم. ويقارب بين ما حدث مع عائلته وبين ما يحدث مع الشعب الفلسطيني الذي يقصف ويهجّر ويقتل، والأسوأ من ذلك كله طمس ثقافته.
وبوصفه كاتبا وشاعرا، اتخذ سوسبيريخي موقفه الإنساني الذي جعله يتجاوز الإمكانيات المادية القليلة ليفكر بنشر الثقافة الفلسطينية والحديث عنها بالفنّ، وهو السلاح الوحيد الذي يملك.
وإضافة للقصص والحكايا الشعبية، فقد أصدر كتابين رقميين يوزعان على نطاق واسع عبر الشبكة العنكبوتية، يضمان قصائد كتبها شعراء من إسبانيا وأميركا اللاتينية عن فلسطين ومعاناة أهلها. أما الجزء الثالث فسيضم قصائد عن فلسطين لكتاب عرب باللغتين العربية والإسبانية.
وتعود معرفة سوسبيريخي بالأدب الفلسطيني إلى اطلاعه على أشعار محمود درويش، وهي الأكثر انتشارا بسبب الترجمة، ويتمنى أن تتوسع الترجمات للأدب الفلسطيني خاصة والعربي عامة كي يتمكن القارئ الأجنبي من الإطلاع أكثر على تلك الثقافات الأصيلة.
يعمل سوسبيريخي حاليا على مشروع يحمل اسم«مكتبة الأمم العظيمة»، وهو قائم على نشر الكتب الرقمية كي تبقى في متناول يد الجميع بهدف حماية الأدب الشعبي وفنون الشعوب المستهدفة.
ولأن الصورة أيضا أصبحت صوتا شعريا وفنيا بحد ذاتها، فقد ضمن الديوانين أعمالا تشكيلية لفنانين فلسطينيين وعرب، بينهم أيهم أنور محمد، وحمزة كنعان، وإبراهيم العلي، وعماد أبو شتية وغيرهم.
يذكر أن الكاتب هابيير سوسبيريخي ولد عام 1971 في إقليم الباسك بإسبانيا. بدأ بنشر أعماله في بداية التسعينيات من القرن المنصرم في مجلة«كيتيدوي» المتخصصة بنشر الشعر والقصص القصيرة. بدأ مشروعه الثقافي الأول بعمل سلسلة من الكتب الموجهة لطلاب المدارس من الجيل الجديد في بلاد الباسك والتي تحتوي قصصا تراثية باللغة البشكنسية.
ويعمل حاليا على مشروع يحمل اسم«مكتبة الأمم العظيمة»، وهو قائم على نشر الكتب الرقمية كي تبقى في متناول يد الجميع بهدف حماية الأدب الشعبي وفنون الشعوب المستهدفة، بالتعاون مع عدد من الكتاب والأدباء والفنانين، وفي هذا المضمار فقد نشر أعمالا من الأدب الفلسطيني، والأفريقي والإيرلندي والمقدوني وغيرها.
كلمات دليلية