داعش ينهب الآثار لتمويل مذابحه
أفادت التقارير بأن «داعش» يعد أغنى تنظيم إرهابي في العالم، ويعزا ذلك جزئياً إلى عمليات نهب العراق وسوريا. فقد عزز بيع التحف المسروقة - التي تعد ضرورية لتعريف الثقافات السورية والعراقية التي سبقت المسيحية واليهودية والإسلام - من تقدم «داعش».
وفي الواقع، يشكل النهب المستمر لهذا التراث ضربة للإنسانية كلها. وكما أفادت صحيفة «الغارديان» البريطانية، كسب «داعش» ملايين الدولارات جراء أعمال النهب التي قام بها، بما في ذلك الحصول على 36 مليون دولار فقط من نهب أحد البنوك في سوريا. ومع استحواذ التنظيم على قطع أثرية يعود عمرها إلى 8 آلاف سنة، فإنه بذلك ليس بحاجة إلى دولة راعية؛ إنه يعمل على تمويل المذابح التي يرتكبها من خلال ثروة الحضارات القديمة.
ووفقاً لما ذكره عمرو العظم الأستاذ بجامعة ولاية شوني في أوهايو، الذي عاد مؤخراً من المنطقة: لم يكتف «داعش» بنهب هذه الآثار ذاتها فحسب، بل إنه سمح، بالأساس، أيضا بنهب القطع الأثرية الأخرى؛ حيث سمح لسكان محليين وعصابات منظمة بنهب تلك التحف شريطة حصول «داعش» على نسبة تتراوح بين 20 إلى 50 في المائة من العائدات. لقد تحول ربما ما بدا كعملية نهب محلية إلى تجارة دولية.
وفي سياق متصل، قال العظم: «لاشك أن أعمال النهب والاتجار غير المشروع في الآثار تعد مربحة للغاية، وبما فيه الكفاية بالنسبة لـ(داعش).. كي ينخرط بعمق ويتورط في أعماله فيها»، وأردف: «لذلك ينبغي أن يشكل وقف هذا الاتجار غير المشروع في الآثار ضرورة حتمية، ليس فقط لأنه يمثل مصدراً رئيساً للدخل بالنسبة للتنظيمات الإرهابية مثل (داعش)، ولكن أيضاً لأنه يشكل ضرراً يتعذر إصلاحه للتراث الثقافي السوري».