الإیرانیون یحتفلون ب«لیلة یلدا» الأطول في السنة
(last modified Mon, 21 Dec 2015 05:42:45 GMT )
Dec ٢١, ٢٠١٥ ٠٥:٤٢ UTC
  • الاحتفال بـ «لیلة یلدا» من التقاليد الايرانية القديمة
    الاحتفال بـ «لیلة یلدا» من التقاليد الايرانية القديمة


«لیلة یلدا»هي أطول لیلة في السنة (أي اللیلة الأولی من شهر دي الشهر العاشر في التقویم الهجري الشمسي) وتعد إحدی المناسبات والأعیاد التاریخیة التي یحتفل بها الایرانیون.



الایرانیون ومنذ القدم یحیون المناسبات بما فیها المفرحة، ویزینون هذه الاحتفالات والطقوس بالضوء والنور ویعتبرون الشمس رمزاً للمحبة والنور في احتفالاتهم وطقوسهم الدینیة. وحسب عاداتهم الضاربة في جذور التاریخ یسهرون هذه اللیلة، وهم ینتظرون بزوغ الشمس وطلوع الفجر، لیروها بأمّ أعینهم. کما أن تناول الفواکه والأطعمة واقامة مراسیم وحفلات أخری هي مما یجعلهم یسهرون هذه اللیلة.

وتسمي هذه اللیلة في ایران والدول المجاورة والتي لها ثقافات مشترکة معها بلیلة «بدء الشتاء» أو «یلدا» أو «لیلة المربعانیة». ونظراً لمدی الدقة التي یحظی بها الجدول الزمني والتقویم الایرانی وکذلک تطابقه الکامل مع التقویم الطبیعي، یصادف الانقلاب الشتوي في کل عام اللیلة الثلاثین من شهر «آذر» الشهر التاسع وشروق فجر الیوم الأول من الشهر العاشر أي شهر «دي» في التقويم الايراني.

من بدایة فصل الصیف، تأخذ الشمس بالشروق من أفق أدنی قلیلاً عن مکانها في الیوم السابق عند البزوغ، وتستمر هذه الحالة حتی تصل الشمس في بدایة الشتاء الی أدنی مستویً جنوبي لها یعرف بنقطة «الإعتدالین». وانطلاقاً من هذا الیوم وما بعده، تتّبع ظاهرة شروق الشمس حرکة عکسیة، وتتجه مجدداً إلی الأعلی وتعود مرة ثانیة الی الانقلاب الصیفي.

فهذه العودة الجدیدة للشمس الی الجهة الشمالیة الشرقیة وتصاعد وتیرة طول الأیام، کانت لها مکانة خاصة عند معتقدات الناس في الماضي السحیق. فکان القدماء یعتبرونها لحظة ولادة جدیدة للشمس، ما یجعلهم یحتفون بها باجلال واکرام.

کان الناس في الماضي یقیمون طقوساً وتقالید فی اللیلة الاطول في السنة، ومن التقاليد التي تصحب هذا التجمّع الاسري في "ليلة يلدا"هي مشارکة الأقارب وخاصة کبار السن، وذلک یرمز الی شیخوخة الشمس في نهایة الخریف، فضلاً عن توفیر أطعمة وفواکه عدة لقضاء هذه اللیلة الطویلة منها البطیخ الأحمر الذي یعتبر سید المائدة ثم الرمان والعنب والفاکهة الطازجة والمکسرات وکل ما یمیل لونه الی لون الشمس أي اللون الاحمر.

ومن العادات والتقالید التي مازال الایرانیون یحتفون بها في «لیلة یلدا» أيضا هي التفأل من دیوان الشاعر الكبير والمحبوب حافظ الشیرازی، وهم یقرأون أبیاتاً من أشعاره وقصائده، من أجل أن ینتابهم السرور والحظ السعید في الحیاة. وفي بعض أرجاء ایران، یقبل الناس علی قراءة وانشاء اشعار من کتاب «الشاهنامة» (أی سیر الملوک) للشاعر الملحمي ابوالقاسم الفردوسی. كما أن سرد القصص والذکریات من لسان الآباء والأجداد في الأسرة هو الآخر یضفي صفاءً وهناءً خاصاً علی الأجواء التي تسود هذه الاحتفالیة اللیلیة. وتأتي کل هذه العادات والمراسم أساساً لتجتمع الأسر والعوائل مع بعضها، وهم یحتفلون بأطول لیلة في السنة بکل فرح وسرور ومحبة.

وفي کل أرجاء ایران، لا نری عائلة الا وهي تشتری البطیخ الأحمر وتتناوله، فذلک جزء مهم من العادات والتقالید الخاصة بـ "لیلة یلدا" لأن عدداً کبیراً من الناس یعتقدون بأن تناول البطیخ ولو بکمیات قلیلة فی هذه اللیلة یحمیهم من الاصابة بالزکام والنزلات الصدریة طیلة فصل الشتاء.