السينما الايرانية تتألق في المهرجانات الدولية
Oct ٣٠, ٢٠١٦ ٠٣:٢٤ UTC
تعيش السينما الايرانية ذروة الازدهار والتألق على المستوى العالمي بعد حصدها للعديد من الجوائز في المهرجانات والمسابقات الدولية في السنوات الاخيرة وذلك رغم الصعوبات التي تواجهها في الداخل.
وما يزيد من قيمة هذه النجاحات هو وجود شروط الرقابة الصارمة من المسؤولین الایرانیین التي تهدف الى ضمان انسجام نصوص الافلام ومحتواها ومشاهدها مع الحالة الاجتماعية والمعتقدات الدينية والثقافية في المجتمع الايراني الامر الذي ساهم في ان تنتج هذه السينما مجموعة من الاعمال ذات القيمة الفنية العالية.
ونالت هذه السينما التي شقت طريقها بسرعة وصعوبة نحو الشهرة العالمية اعجاب الكثير من المشاهدين والنقاد السينمائيين العالميين لانها استطاعت بخصوصيتها الفريدة تحقيق النجاح بعيدا عن مشاهد الاثارة والاغراء والعنف التي غالبا ما تشتهر بها السينما الغربية.
ولابد هنا من الاشارة الى ان المخرج والسيناريست الايراني الراحل عباس كيارستمي كان بمثابة بوابة ايران نحو العالمية من خلال مجموعة من الاعمال ذات القيمة العالية والمرموقة التي قدمها للسينما الايرانية ابرزها فيلم (طعم الكرز) الذي فاز بالسعفة الذهبية بمهرجان كان عام 1997.
وتحتل السینماء الإيرانیة المكانة المرموقة على الصعيد الخارجي لاسيما بعد فوزها ولاول مرة في تاريخها بجائزة الاوسكار في عام 2012 عن فيلم (انفصال نادر عن سيمين) للمخرج الشهير اصغر فرهادي.
وقال الممثل الايراني الشاب عباس غزالي في تصريح لوكالة الانباء الكويتية (كونا) ان السينما الايرانية تحمل الكثير من مقومات النجاح وهذا ما جعلها تتميز في المهرجانات الدولية وتكسب احترام الاخرين على رغم من تمسكها بالأصالة والثقافة الخاصة بها والالتزام بقيمها.
واعتبر ان هذا الالتزام لم يحد من حركة وتطور السينما في بلاده "بل شاهدنا الجوائز العالمية التي حصلت عليها لدى مشاركاتها الدولية خاصة جائزة الأوسكار عام 2012 التي سلطت الاضواء العالمية اكثر على هذه السينما".
وتنتج ايران سنويا 80 فيلما يتوقع ان تتخطى عائداتها هذا العام 30 مليون دولار امريكي وتعرض هذه الافلام في 250 دار للسينما منتشرة في 60 مدينة وتمتلک العاصمة طهران وحدها 106 قاعات عرض سينمائية.
ويعود تاريخ هذه السينما العريقة الى ما قبل 100 عام أي سنة 1900 عندما كان الملك الايراني مظفر الدين شاه في رحلة الى عدد من البلدان الاوروبية حيث اشترى في وقتها اول آلة تصوير ونقلها الى بلاده إلا ان الحقبة الذهبية لهذه السينما بدأت متأخرة أي اوائل عقد التسعينات بوصول اول افلامها الى المهرجانات الدولية.
وافتتحت اولى صالات العرض السينمائي في ايران عام 1904 بطهران وشکل اول فيلم ايراني ناطق آنذاک نقطة بداية لصناعة الافلام في ايران.