اجتماع جنيف وهالة الغموض
Jan ٢٣, ٢٠١٤ ٠٤:٢٠ UTC
اهتمت ابرز الصحف الايرانية الصادرة في طهران اليوم بمؤتمر جنيف وتداعياته ونتائجه.
اجتماع جنيف وهالة الغموض
ونبدأ مع صحيفة (سياست روز) التي قالت تحت عنوان "اجتماع جنيف وهالة الغموض": لايزال العالم ينظر الى مؤتمر جنيف 2 ونتائج الاجتماعات اللاحقة بعين الريبة، ويعتقد بانه لن يخرج عن اطار المؤتمرات الصورية. اذ عقد المؤتمر في ظل هالة كبيرة من الغموض التي تحيط به، بدليل نوع الدول المشاركة وحقيقة نواياها ازاء سوريا ومواقف الغرب، الذي اكد بان المؤتمر يجب ان يكون مكملا لمؤتمر جنيف الاول. ما يؤكد بان سياست الغرب تشير الى عدم وجود ادنى رغبة لديه لحل الازمة السورية. وما يؤكد ذلك ايضا هو طريقة تعامل الامم المتحدة مع المؤتمر. اذ ان دعوتها الانتقائية للدول المشاركة ومن ثم سحبها الدعوة من ايران اكد وجود مخطط لاطالة الازمة في سوريا، وعدم الاكتراث بمطاليب الشعب السوري الذي لا يريد الدمار لبلاده. فابعاد طهران عن المؤتمر جاء بطلب من جهات لا تمت للقضية السورية بصلة، سوى انها تريد اضعاف هذا البلد خدمة للصهاينة الذين هزموا امام قوة حزب الله.
وتضيف الصحيفة: ان اجتماع جنيف 2 الذي عقد يوم امس، لا يمكن ان يشكل مرهما لآلام الشعب السوري، واكد عدم وجود ارادة حقيقية لدى الغرب والامم المتحدة لحل الازمة السورية، لانها تعمل فقط لخدمة مصالحها ومصالح الصهاينة في المنطقة عبر اطالة امد الازمة، وتوتير اوضاع الدول الداعمة للمقاومة.
ابتزاز العالم
صحيفة (حمايت) قالت تحت عنوان "ابتزاز العالم": تشهد المنطقة تصعيدا خطيرا في العمليات الارهابية. فوتيرة العمليات الارهابية في العراق تزداد يوما بعد اخر، وفي لبنان هناك مؤشرات لتفجير الوضع واشعال فتيل حرب بين مناطق السنة والشيعة، واما سوريا فحدث ولا حرج. ومع ان هذه التحركات نسبت كالعادة الى العصابات الارهابية، الا ان وراء ذلك هدف حيوي مهم بالنسبة لامريكا والصهاينة وهو تزامن التصعيد مع مؤتمر جنيف 2. فواشنطن التي فشلت ميدانيا في دفع العصابات الارهابية في سوريا لاسقاط نظام الاسد او حتى زعزعته، وفشلت ايضا في تشكيل وفد موحد من المعارضة للمشاركة في مؤتمر جنيف 2، حاولت ان تفرض كلمتها وشروطها على المؤتمر وتأخذ بزمام المبادرة عبر الضغط على المجتمع الدولي.
وتابعت حمايت تقول: لقد بذلت امريكا ومنذ اندلاع الازمة في سوريا جهودا مضنية للترويج الى ان سبب ازمات المنطقة هو بقاء نظام الاسد ونشاطات حزب الله وباقي اركان المقاومة، لتشير الى ان سبل انهاء الازمة تكمن في القضاء على المقاومة. الا ان امريكا ومن خلال ابتزازها للمجتمع الدولي، تؤكد استمرارها بسياسة القطب الواحد في التعاملات الدولية، رغم ان تحولات المنطقة تبشر بتبدد احلامها وانها ماضية في منزلق العزلة والانهيار.
فشل المؤتمر قبل ان ينتهي
(كيهان العربي) قالت في هذا الشأن: في قراءة سريعة لما طرح على لسان الحضور في مؤتمر جنيف ــ 2 يتبين بان الازمة السورية تعيش اجواء وظروف معقدة، فتباين الرؤى الذي بدا واضحا في كلمات الوفود الحاضرة في المؤتمر تشير الى استحالة التوصل الى حل للازمة السورية، وان هذا المؤتمر سيصبح وكما قال لافروف منصة خطابية ليس الا. ولهذا يمكن القول ان المؤتمر فشل قبل ان ينتهي. واذا لم تتم معالجة المشكلة الاساسية، اي مكافحة الارهاب الذي أخذ يضرب باطنابه ويشكل تهديدا كبيرا للبشرية، فان العالم لن ينعم بالامن ابدا. لذا لابد للمؤتمرين ان يصدروا قرارات حازمة وقوية للقضاء على الارهاب وتجفيف منابعه، وتقديم الدول الداعمة له الى المحاكم الدولية لتنال جزاءها العادل، وبغير ذلك فان ابواب الفشل قد تكون مشرعة امام جنيف 2 وسيكون لها تداعيات خطيرة على الشرق الاوسط.
مؤتمر جنيف كان فاقداً لجدول الاعمال
واما صحيفة (جوان) فقد قالت بشأن المؤتمر: بالنظر الى ان التباين في الرؤى في جنيف 2، اي تمسك المعارضة السورية بشرط تنفيذ بنود جنيف1 وتشكيل حكومة انتقالية بدون مشاركة الاسد، وبالمقابل تأكيد الحكومة السورية على ضرورة ايجاد السبل الكفيلة بانهاء المجازر التي ترتكبها العصابات الارهابية في سوريا. يتبين بان مؤتمر جنيف 2 كان فاقدا في الاساس لجدول الاعمال، وهذا ما يؤكد فشله مسبقا. فمع تأكيد روسيا والحكومة السورية على ضرورة اقرار وقف اطلاق النار اولا، ومن ثم تشكيل الحكومة الانتقالية بدون تدخل خارجي وبمشاركة السوريين انفسهم. نشاهد ان ما يسمى بائتلاف المعارضة السورية طالب بتنفيذ بنود جنيف الاول كمقدمة، اي تشكيل حكومة مؤقتة بدون بشار الاسد، ما يعني ان المعارضة وحماتها الذين فشلوا في تحقيق اهدافهم عسكريا، يسعون لتحقيق ما يحلمون به عن طريق جنيف 2.
وبخصوص ايران قالت الصحيفة: في اطار التهم التي توجهها المعارضة والغرب الى ايران بتنصلها عن تنفيذ بنود جنيف الاول، لابد من الاشارة الى ان ايران لم تشارك في ذلك المؤتمر، وان الغرب والرجعية العربية هم الذين تهربوا من بنود جنيف 1 من خلال سعيهم لتحقيق المكاسب ميدانيا، وما ان فشلت محاولاتهم حتى حثوا الخطى صوب جنيف 2. وفي الوقت الذي كانت ايران تؤكد دعمها لمبادرات الابراهيمي وعنان منذ البداية لانهاء النزاع عبر السبل الديمقراطية، نشاهد ان امريكا واتباعها في المنطقة لم يدخروا جهدا منذ جنيف 1 لتدمير سوريا، ووظفوا المليارات لارسال الارهابيين الى هذا البلد.