التفاؤل سید الموقف

ابرز ما تناولته الصحف الايرانية الصادرة في طهران اليوم: التفاؤل سید الموقف. اهداف جولة شرمن. لعبة اوباما المكررة. الدروس من فشل مؤتمر جنيف.

التفاؤل سید الموقف

ونبدأ مع صحيفة (الوفاق) التي قالت تحت عنوان "التفاؤل سید الموقف": إنتهت المفاوضات النوویة الخاصة بالخطوة النهائیة في فیینا، واتفق الجانبان خلالها على جدول أعمال وإطار للمفاوضات المقبلة. وبات هناك إطار متفق علیه بین ایران و(5+1) بعد المفاوضات الأخیرة، هو في الواقع بمثابة خارطة طریق للتوصل الى الإتفاق النهائي. الا انه وعلى الرغم من تصریحات الجانبین عن النتائج، وعدم تسرب الشيء الکثیر عن الموضوعات التي لم یتم التوافق بشأنها في هذه الجولة، فان الامریکان الذین أبدوا ارتیاحهم، لازالوا یتمسکون بمواقفهم المتناقضة، التي تدعو الى مناقشة موضوع الصواریخ الباليستیة والقدرة الدفاعیة الایرانیة، وهو ما رفضته طهران بقوة لعدم علاقته بالمفاوضات النوویة اصلاً.

وتضيف الوفاق تقول: لقد أعلنت الوکالة الدولیة للطاقة الذریة تزامنا مع الجولة الأخیرة انها لم تلحظ إنحرافا في نشاطات ایران النوویة. ومثل هذا الاعلان ینبغي ان یکون رسالة للأطراف الغربیة سیما الامریکان، بأن ایران عملت بما کان علیها ولا یجب ان یتوقعوا منها إنجاز أکثر مما ورد في إتفاق جنیف، وقد حان الدور علیهم للکف عن طرح مطالب ومزاعم مغایرة إذا کانوا حقا بصدد التوصل الى حل مع الجمهوریة الاسلامیة الایرانیة. وان طهران في رفضها مناقشة موضوع الصواریخ البالستیة والقدرة الدفاعیة الایرانیة، لا ترید أن تلوّح بتهدیدات لدول إقلیمیة مجاورة، وانما تسعى دائماً الى ترسیخ الأمن في المنطقة برمتها.

اهداف جولة شيرمن

واما (سياست روز) فقد قالت تحت عنوان "اهداف جولة شيرمن": اعلن عن قيام مساعدة الخارجية الامريكية وممثلة امريكا في مجموعة 5+1 بجولة تضم السعودية والاراضي الفلسطينية المحتلة، لبحث ابرز التطورات في المنطقة. ومع ان امريكا ادعت بان شيرمن ستقدم تقارير عن المفاوضات النووية بين ايران ودول الست الى الرياض وتل ابيب الا انه ومن خلال نظرة الى السياسات الامريكية خلال الاعوام الثلاث الماضية يتضح بان لواشنطن اهدف اخرى، خصوصا وهي قد فقدت القدرة على التدخل المباشر في التحولات، وتسعى لتطبيق سياساتها عبر الاطراف الهامشية. 

وتضيف سياست روز: في ضوء هذه المعطيات يتبين بان زيارة شيرمن للاراضي المحتلة والسعودية، هي في الحقيقة تأتي في سياق اعطاء جرعة قوية لهذه الدول عسى ان تقدم شيئا لامريكا التي فقدت ابرز حفائها في المنطقة كمبارك وبن علي وصالح، اي ان واشنطن تخطط لارغام الصهاينة على فرض اجندتها على السلطة الفلسطينية، ودفع الرياض لايجاد التحديات للمقاومة، كما ان ادعاء امريكا بان شيرمن تقدم التقارير للصهاينة والسعوديين بشأن البرنامج النووي الايراني، يأتي في اطار محاولة لايجاد نوعا من الربط بين المفاوضات النووية وقضايا المنطقة. بمعنى آخر ان واشنطن تسعى وعبر جولة شيرمن الى ايجاد ضجة اعلامية، الغرض منها رفع معنويات ما تبقى لها من حلفاء في المنطقة، ودفعهم للمزيد من التنسيق مع مشاريعها.

لعبة اوباما المكررة

صحيفة (حمايت) قالت تحت عنوان "لعبة اوباما المكررة": استقبل الرئيس الامريكي باراك اوباما في البيت الابيض، زعيم الانفصاليين في الصين، المعروف بالدلاي لاما المثير للجدل والذي يشير ملفه بانه وقبل ان تكون له شعبية في التبت، مدعوما من الغرب وامريكا. وهو ما اعتبرته الصين بالخطوة الاستفزازية والمعادية لامنها القومي، وطالبت واشنطن بتقديم توضيحا على ذلك.

وتضيف حمايت قائلة: حسب المراقبين ان امريكا ومن خلال تفوقها النسبي على روسيا في تحولات اوكرانيا، تعمد اليوم على تنفيذ سيناريو ايجاد التحديات امام الصين، والتي تتضمن ايضا العمل على تحريض بعض الدول كاليابان وكوريا الجنوبية واندونيسيا وفيتنام ضد الصين، فضلا عن ورقة الدلاي لاما، والثأر من بكين التي سدت الطريق امام امريكا في مفاوضاتها مع تايوان. ما يعني ان زيارة الدلاي لاما الى امريكا تأتي في اطار سيناريو امريكي جديد لمواجهة الصين، والتي ستترك تردداتها آثاراً مباشرة على دول منطقة شرق آسيا. اي ان امريكا التي خسرت الجولة امام الصين في الكثير من النقاط تخطط للانتقام منها في مجال الحرب الناعمة، عبر تسليط الاضواء على زيارة الدلاي لاما لواشنطن.

الدروس من فشل مؤتمر جنيف

واخيراً مع صحيفة (رسالت) التي قالت تحت عنوان "الدروس من فشل مؤتمر جنيف2": في اطار الفشل الذي لحق بامريكا وبريطانيا ومعهم الصهاينة وتركيا والرجعية العربية في ايجاد الوصفة البديلة للازمة السورية، يستوجب على هذه الاطراف ان تأخذ العبر من هذا الفشل الذريع، وكما هو معلوم ان الغرب بذل المستحيل لارسال الارهابيين الى سوريا وتأزيم اوضاعها. اذ هو الذي اوجد هذه العصابات الارهابية ودعمها بكل ما أُوتي من قوة للضغط واسقاط نظام الاسد، وكانت النتيجة انها شكلت النقطة الاساسية في فشل اجتماع جنيف 2 بضعفها وعدم قدرتها على تقديم وفد متفق عليه الى المؤتمر.

وتابعت الصحيفة تقول: اليوم وبعد ان ثبت لدى الغرب واذنابه في المنطقة عدم جدوى الاستمرار في المؤامرات في سوريا، بدأ يخطط للهروب الى الامام والتخلص من فضيحة الفشل التي لحقت به، والذي يتحمل تبعاتها لوحده. فالعالم شاهد تصاعد الخلافات بين العصابات الارهابية بحيث وصلت الى درجة الاقتتال فيما بينها، ويشاهد ايضا تقدم القوات السورية على كافة الجبهات، والنقطة الابرز التي برزت الى العلن هي قوة ايران الجيوسياسية على الصعيدين الاقليمي والدولي، فرغم انها البلد الوحيد الذي اثبت جدارته وقوته طيلة العقود الثلاث الماضية وحقق اكبر الانجازات على كافة الاصعدة، فقد اتضح جلياً الفراغ الذي تركته جراء ابعادها عن المؤتمر، اذ ان الرأي العام العالمي يعترف بان مشاركة ايران كانت ستحقق النجاح للمؤتمر.