مجلس تعاون الخليج الفارسي وبوادر الانهيار

أبرز ما نطالعه في الصحف الصباحية الصادرة في طهران اليوم: مجلس تعاون الخليج الفارسي وبوادر الانهيار. عودة كيسنجر الى امريكا اللاتينية. التاريخ يكرر نفسه.

 مجلس تعاون الخليج الفارسي وبوادر الإنهيار

ونبدأ مع صحيفة (جمهوري إسلامي) التي قالت تحت عنوان "الخلافات في مجلس تعاون الخليج الفارسي": شكل استدعاء البحرين والامارات والسعودية لسفرائها من الدوحة، ضربة قاضية لمستقبل مجلس تعاون الخليج الفارسي والعلاقات بين الدول الاعضاء. ما يعتبر مؤشراً على أن المجلس لا يمكن ان يستمر اكثر من هذا، كما ان التحركات السعودية لبسط السلطة، ومليارات الدولارات التي تصرفها الرياض، تجعل قضية تبديل الخلافات في المجلس الى تقارب وتآلف امراً مستحيلاً. فالخلافات بين الدول الاعضاء في مجلس تعاون الخليج الفارسي، والتي تحولت الى هوة كبرى وازمة بالغة التعقيد، ليست وليدة الساعة. وبالرجوع إلى دوافع تأسيس المجلس والمتمثلة في دعم نظام صدام ابان حربه المفروضة على الجمهورية الاسلامية خلال القرن الماضي وتوظف 180 مليار دولار من عائدات النفط لخدمة ذلك النظام، يتأكد أن الدول الست الاعضاء كانت تفتقد منذ البداية لعناصر الاتحاد والتعاون، وما بني على باطل فهو باطل.

وتضيف الصحيفة: اليوم وبعد تصاعد الرغبة السعودية في بسط السلطة على المجلس من خلال الدعوة لتبديله الى مجلس الاتحاد، لاستعادة شيء من اعتبارها الذي فقدته من خلال دعمها للارهاب في المنطقة، ازدادت رغبة بعض اعضاء المجلس في الانفصال عنه في اطار رفضهم للسياسة السعودية، اي ان مجلس التعاون بات يسير في طريق الانقراض والانحلال بوتيرة اسرع من ذي قبل.

مستقبل مجلس التعاون

وأما (كيهان العربي) فقد قالت بشأن "مستقبل مجلس التعاون": من يراقب هذا المجلس يجد ان الخلافات قد دبت منذ اللحظة الاولى التي ارادت فيه السعودية ان تكون هي القائدة لهذا المجلس، وتتحول الدول الخليجية المنضوية فيه الى موظفين عليهم ان يوقعوا لما تريده ليس الا. وترجع بداية هذه الازمة التي تعتبر اكبر أزمة واجهت مجلس التعاون  منذ تشكيله، الى الوقت الذي حاولت فيه السعودية وخلال الاجتماع السابق لمجلس التعاون الخليجي  تطويع هذه الدول لكي تقع  تحت مظلتها من خلال دعوتها لتغيير المجلس الى اتحاد، والذي واجه رفضاً قاطعاً من سلطنة عمان وكذلك امتناع كل من قطر والكويت عن الموافقة على هذا الامر بحيث اصيبت السعودية بطعنة نجلاء من هذا الموقف وزاد من حقدها على المجلس.

وتضيف (كيهان العربي) تقول: ان اتخاذ مثل هذا القرار ضد قطر والذي تعاملت معه بعض الدول الخليجية الاخرى غير البحرين والامارات بصورة باهتة يعكس مدى حدة الخلاف بين هذه الدول، وان هذا الامر وفيما اذا اخذ ابعاداً اكبر فانه قد يؤدي الى انحلال هذا المجلس وقيام اتحاد بين السعودية والبحرين والامارات.

عودة كيسنجر الى امريكا اللاتينية

وتحت عنوان "عودة كيسنجر الى امريكا اللاتينية" قالت صحيفة (جام جم): تشهد فنزويلا اياما عصيبة. فالى جانب ازمتها الاقتصادية، تزداد الاحتجاجات الشعبية، التي قام على اثرها زعيم المعارضة (ليوبولدو لوبيز) بتحشيد المعارضة ضد الحكومة. واما بخصوص جذور هذه الازمة، هناك من يعتقد بأنها بدأت جراء التغييرات التي طرأت على الهيكلية السياسية والاجتماعية في فنزيولا بعد رحيل شافيز.

وتضيف الصحيفة: من خلال نظرة الى التحولات التي شهدتها فنزويلا ومنطقة امريكا اللاتينية خلال العام الماضي، والمواقف الامريكية والاوروبية والتحولات في اوروبا كالأزمة في اوكرانيا، ومواقف اوباما وكيري ازاء تحولات امريكا اللاتينية، يتبين بأن واشنطن التي تواجه تحديات في هذه المنطقة من قبيل الفكر الاستقلالي ومقارعة الامبريالية المتجذر في المجتمعات وبلغ الاوساط السياسية والاقتصادية، تخطط اليوم للبدء من فنزويلا لايجاد هذه التغيرات، نظراً لان فنزويلا شكلت نقطة البداية في مقارعة الاستعمار، لتسري بالتالي الى باقي دول المنطقة، وتغير على اثرها النظرة المناهضة للامبريالية فيها. وتعتمد واشنطن في ذلك خطة وزير الخارجية الامريكي الاسبق هنري كيسنجر (العقل المفكر في السياسة  الامريكية) في عقد السبعينيات الذي تمكن من خلال تصعيد الاحتجاجات العمالية والاطاحة بحكومة الندي في تشيلي وتعيين العميل بينوشة، تمكن من تصعيد الازمات الامنية والاجتماعية في فنزويلا لتسري الى باقي دول المنطقة. واللافت ان امريكا التي تتباكى على حقوق الشعوب في امريكا اللاتينية، ترفض اعطاء هذا الحق للشعوب في البحرين والسعودية، خشية تعرض مصالحها الى الخطر!!.

التاريخ يكرر نفسه

تحت عنوان "التاريخ يكرر نفسه" قالت صحيفة (حمايت): شهد العالم خلال تسعينيات العقد الماضي واحدة من اكبر تراجيديات التاريخ وأفظع المجازر الجماعية التي شهدتها القارة الأوروبية منذ الحرب العالمية الثانية، والتي تمثلت في مجازر الصرب في البوسنة والهرسك التي قتل فيها عشرات الالاف من المسلمين امام مرأى العالم المتحضر. ومع تدخل الامم المتحدة والناتو في تلك المنطقة بذريعة الدفاع عن حقوق الانسان، الا انها شجعت من خلال سكوتها على تلك الابادة، واكتفت في النهاية باعتقال بعض قادة الصرب كـ (ميلوسوفيتش) و(كارادزيتش) لتغلق ذلك الملف المأساوي، فيما لايزال العالم يتسائل عن سبب عدم محاكمة الشركاء في تلك المجازر.

وتضيف (حمايت) تقول: اليوم نشاهد تكرر احداث التاريخ، فالمجازر ترتكب بحق المسلمين في افريقيا الوسطى، التي قتل فيها عشرات الالاف من المسلمين، دون ان تحرك الامم المتحدة او القوات الفرنسية المرابطة هناك ساكناً، وكأنها تشجع على هذه الابادة لزرع بذور فتنة كبرى في المنطقة. وفي مقابل هذا العداء الغربي السافر والمؤامرة ضد المسلمين، يستوجب على العالم الاسلامي تنسيق المواقف والاتحاد للوقوف بوجه العداء الغربي المتعمد للمسلمين، وان عدم تحقق ذلك الى اليوم قد تسبب في مقتل مئات الالاف من المسلمين في البوسنة وافغانستان والعراق وسوريا وليبيا ومالي وافريقيا الوسطى.