الاستفتاء المصيري

ابرز ما نطالعه في الصحف الايرانية الصادرة في طهران اليوم: الاستفتاء الشعبي حول مستقبل شبه جزيرة القرم. بوتين يفرض اجندته على الغرب. مستقبل القرم بعد الاستفتاء. نتنياهو الى اين؟.

الاستفتاء الشعبي حول مستقبل شبه جزيرة القرم

ونبدأ مع (سياست روز) التي قالت تحت عنوان "الاستفتاء المصيري": مع ان الاستفتاء في شبه جزيرة القرم باوكرانيا، بالغ الاهمية والحساسية ونتائجه ستنعكس على كافة المعادلات الدولية والاقليمية، الا ان انفصال هذه الجزيرة عن اوكرانيا بمثابة تأكيد على عجز الحكومة الجديدة على المحافظة على وحدة الاراضي الاوكرانية. فتصويت سكان شبه جزيرة القرم لصالح الانفصال والحصول على الحكم الذاتي يعني ان موسكو قد فرضت قوتها على الغرب وسينعكس ذلك على باقي الازمات الدولية. وبالمقابل فان التصويت لصالح الانفصال، يعتبر بمثابة فشلا للغرب وستراتيجياته في العالم. اي ان القرم ستحدد مستقبل العلاقات بين روسيا والغرب.

وتضيف الصحيفة: ان سلوك الغرب وذعره وخشيته من الاستفتاء يؤكد بانه فقد الامل في نتائج هذا الاستفتاء. اذ يعتقد بان سكان القرم سيصوتون لصالح انفصال الجزيرة عن اوكرانيا وانضمامها لروسيا. وان اعلام الدول الغربية دعمها للحكومة الاوكرانية الجديدة يأتي في سياق توجيه التهديدات لروسيا لارغامها على العدول عن نواياها بضم القرم الى اراضيها. اي ان نتائج الاستفتاء ستقرر قدرة نفوذ روسيا وامريكا في اوكرانيا.

بوتين يفرض اجندته على الغرب

تحت عنوان "بوتين يفرض اجندته على الغرب" قالت صحيفة (قدس): ان بوتين استخدم مخططا طالما استخدمه الغرب وعلى رأسه امريكا لتقسيم الدول، فبذريعة دعم الديمقراطية واحترام رأي الشعب عزلت امريكا تيمور الشرقية عن اندونيسيا باستفتاء شعبي، وبهذه الورقة ايضا قسمت السودان الى دولتين في افريقيا، فيما قامت بريطانيا وبوسيلة الاستفتاء بعزل البحرين عن ايران، واليوم تقوم روسيا باستخدام ذات الاوراق لعزل شبه جزيرة القرم عن اوكرانيا لضمها الى اراضيها. وبهذا الاستفتاء والمعارضة الغربية سيكشف العالم سياسات الغرب المزدوجة وحيله الخادعة للمجتمع الدولي من خلال تعامله مع نتائج الاستفتاء في شبه جزيرة القرم.

وتضيف الصحيفة: بعد اجتماع استمر 6 ساعات بين لافروف وكيري وتأكيد الوزير الروسي على مواقف بلاده اضطر الغرب الذي جاء بسلة من التهديدات، الى التراجع والانفعال، اذ اعلن كيري بان على بوتين ان لا يفسر التحذيرات الغربية بانها تهديدات، كما لوحت واشنطن الى رفضها لمطاليب الحكومة الاوكرانية المؤقتة بالتدخل العسكري لدعم اوكرانيا في مقابل روسيا، وهذا ما سيزيد بدوره من جرأت الكريملين على تنفيذ سياساتها.

واخيراً لفتت الصحيفة الى ان الخاسر الوحيد في هذه السجالات بين الشرق والغرب هو الشعب الاوكراني الذي فقد جزءا ستراتيجيا من اراضيه بسبب انقلاب صوري قامت به جماعة خاصة وبتحريض غربي.

مستقبل القرم بعد الاستفتاء

واما صحيفة (ابرار) فقد قالت تحت عنوان "مستقبل القرم بعد الاستفتاء": في ضوء  استمرار التهديدات بشأن مستقبل شبه جزيرة القرم، والاصرار الروسي على نتائج التصويت بشأن انضمام المنطقة الى روسيا اعلن وزير خارجية اوكرانيا عن ضرورة حل القضية بالطرق السلمية ، رافضا للاستفتاء واعتباره بانه غير قانوني. فيما اكد لافروف على انه مطابق للموازين القانونية الدولية. واما الغرب وعلى راسه امريكا فانه لايزال مستمرا في اطلاق التهديدات بشان تبعات العملية.

ولفتت الصحيفة الى ان ما يدعو للتأمل بشأن هذا الاستفتاء هو المشاركة المكثفة لسكان المنطقة في الاستفتاء، وحسب مؤسسة GFK الالمانية ان اكثر من 96% من سكان الجزيرة يطالبون بانضمام القرم الى روسيا. ما يعني انه سيشكل انتصارا كبيرا لروسيا في مقابل الغرب وسياساته.

نتنياهو الى اين؟

واخيراً مع (كيهان العربي) التي قالت تحت عنوان "نتنياهو الى اين؟": يمتلك المجتمع الصهيوني حالة غير مسبوقة من الضعف والارباك، فالمفاوضات التي حاول الصهاينة ايصالها الى مرحلة النجاح، قد تعثرت وبصورة معقدة، خاصة وان امريكا والاتحاد الاوروبي قد وقفوا وبصورة غير مسبوقة بالتنديد بعمليات التوسع الاستيطاني التي يرى فيها نتنياهو مجالا للضغط على الفلسطينيين. اما الضغط الاكبر الذي يتلقاه نتنياهو اليوم هو من الداخل سواء كان على مستوى المجتمع الصهيوني او الفلسطيني اذ تبرز وفي كل لحظة حالة جديدة تفرض صورة من صور الضغط بحيث يمكن ان تعرقل أي قرار عسكري مستقبلي قد يتخذه، الا وهو رفض الشباب اليهودي للاستجابة لاداء الخدمة العسكرية الاجبارية معلنين عدم رغبتهم بالمشاركة في حرب خاسرة.

واما حالة الارعاب التي يمارسها الصهاينة من خلال قصف المواقع الفلسطينية، قد فشلت هي الاخرى في تحقيق اي هدف لان الرد القاطع والسريع والمباشر للمقاومة على هذه الهجمات العدوانية، دفع بالمستوطنين الصهاينة الى التراكض كالجرذان الى الملاجىء. كما ان استهداف عدة مستوطنات وفي ساعة واحدة بوابل من الصواريخ المقاومة والتي تجاوز عددها المائة ادى بهذا الكيان الغاصب الى اللجوء الى مصر للتدخل لايقافها والوصول الى حالة من الهدنة مع ابناء المقاومة. اما في الشمال فان الحالة بالنسبة للكيان الصهيوني اسوأ بكثير، خاصة بعد ان وقع بالامس عدة جنود صهاينة في كمين للمقاومة من خلال زرع العبوات الناسفة. اي ان نتنياهو اليوم يعيش في حالة من الحيرة. وفي كل الحالات ستكون الخسارة والفشل هي النتيجة الحتمية لتصرفاته سواء كان على الصعيد السياسي او العسكري.