هواجس عشية المفاوضات
-
اجتماع سابق بين الوفد الايراني و5+1
ابرز ما طالعتنا بها الصحف الايرانية الصادرة في طهران اليوم: هواجس عشية المفاوضات، سبل تعزيز الوحدة الوطنية الفلسطينية وعبودية الفتياة وجاهلية بوكوحرام.
هواجس عشية المفاوضات
ونبدأ مع صحيفة (همشهري) التي قالت تحت عنوان "هواجس عشية المفاوضات": لاشك ان الدول التي تعمل طبقاً لآلياتها الخاصة، لرفع قوة مناورتها السياسية والامنية في العالم، تواجه التحديات لعرقلة مسارها.
ومن خلال متابعة سريعة للمفاوضات النووية بين ايران ومجموعة 5+1 منذ عام 2003 وحتى 2014 نشاهد ان القوى الكبرى حاولت جهد امكانها تشديد الضغوط على ايران الاسلامية لإجبارها في تغيير آليات العمل في المفاوضات.
وان ما يسميها الغرب بالعقوبات كانت من الاجندة الغربية في هذا السياق. واليوم نشاهد ان الغرب يقوم بإيجاد تعديلات في ادبيات التعامل الدبلوماسي النووي واستخدام آليات جديدة في الحوار تختلف كلياً عما كان في السابق للتعامل مع ايران الاسلامية، من قبيل طرح مواضيع جديدة في اطار ايجاد المحدوديات للنشاطات النووية الايرانية، كالتحقيق في نظام التخصيب والماء الثقيل او حتى طرح قضية حقوق الانسان.
ولفتت الصحيفة الى انه في ضوء هذه المعطيات يستوجب على الجميع في ايران الاسلامية وفي اي موقع ومسؤولية، العمل وفقاً للاليات التنفيذية المتفق عليها لتجاوز المحدوديات المفروضة، وتقديم الدعم الكامل للفريق الايراني المفاوض. وفي غير ذلك فان القلق يضع الشرعية في جو من الشك وعدم اليقين.
صناعاتنا النووية تكبل الغرب
واما صحيفة (كيهان العربي) فقد قالت تحت عنوان "صناعاتنا النووية تكبل الغرب": لاشك ان المفاوضات بين ايران والسداسية الدولية التي تبدأ غداً الثلاثاء لصياغة الاتفاق النهائي، لن تكون سهلة لأنها ستغوص في التفاصل. وكما يقال ان الشيطان يكمن في التفاصيل وعلى الدول الغربية وخاصة امريكا ان تعي الدرس جيداً، وتبتعد عن اية خطوة ابتزازية رخيصة تهدف الى جني بعض المكاسب او حمل ايران على التراجع عن حقوقها المبدئية والمشروعة.
فالاسطوانات الفارغة التي كررتها واشنطن حول البرنامج النووي الايراني اصبحت من الماضي ولم تعد اليوم تنطلي على احد في العالم، وان بعض الدول الاوروبية بدأت تتحرك في منحى آخر بعيداً عن السلوك الامريكي الارعن.
واشارت (كيهان العربي) الى ان واشنطن تطرح قضايا اخرى خارج الملف، كقضية الصواريخ الايرانية او حماية الامن الصهيوني او رفع يافطة حقوق الانسان وهذا يعني افلاسها.
وما يزيد من فضيحة الغرب وانكشافه امام العالم هو ما انجزته ايران بالأمس وعرضته على الدنيا من صناعات نووية متطورة في مجالات الطب والزراعة والصناعة وهذا ما سيأخذ طريقه مستقبلاً الى مرحلة الانتاج التجاري. كما ستعرض ايران قريباً منتجاً نووياً جديداً في المجال الطبي لتوجه صفعة اخرى لاعدائها من المغرضين والحاقدين.
سبل تعزيز الوحدة الوطنية الفلسطينية
تحت هذا العنوان، قالت صحيفة (جام جم): لاشك ان التدخلات الصهيونية الغربية كانت السبب الاساس في انفراط العقد الفلسطيني. لذا فان اي اتفاق يجهض التدخلات الرامية لضرب الوحدة الفلسطينية يعد انجازاً مهماً لفلسطين.
ان عدول السلطة الفلسطينية عن الاستمرار في العملية التساومية جاء بسبب ثبوت عدم جدوى المفاوضات مع الصهاينة. فمع كل التنازلات التي قدمتها السلطة الفلسطينية نشاهد انها ليس فقط لم تحقق اي انجاز يذكر، بل ان شعبيتها هبطت معها وان الاوضاع باتت تنذر باندلاع انتفاضة جديدة في الضفة الغربية لمواجهة الصهاينة واسقاط السلطة الفلسطينية، وهو ما دفع بمحمود عباس الى تدارك الموقف والتمسك بحبل المصالحة.
والسؤال المطروح حالياً هو؛ ماذا ستكون ستراتيجية الوحدة الوطنية الفلسطينية بعد المصالحة وما هي المقومات التي يمكن ان تعزز الوحدة الوطنية الفلسطينية؟
وفي الجواب، اشارت الصحيفة الى نقطتين هما التمسك بالمقاومة وبالانتفاضة، وهذا ما ثبت في حرب الـ22 يوماً. وبالمقاومة وحدها يمكن تحرير الاسرى واثبات حق العودة للاجئين الفلسطينيين ومواجهة الهجمات الصهيونية وكسر حصار غزة.
لذا لابد لحكومة الوحدة الفلسطينية التمسك بحبل المقاومة لتقوية عودها في مقابل المؤامرات الصهيونية الامريكية، وتكسب في ذات الوقت دعم دول خط المقاومة التي ستغير المعادلات لصالح فلسطين وتعزز دوره في الاوساط الدولية.
عبودية الفتيات وجاهلية بوكوحرام
واخيراً مع صحيفة (إطلاعات) التي قالت تحت عنوان "عبودية الفتيات وجاهلية بوكوحرام": لاشك ان خبر اختطاف 275 طالبة من فتيات مدرسة اعدادية في نيجيريا من قبل عصابة بوكو حرام التكفيرية الارهابية يشكل صدمة ويقرح القلوب. لكن ذلك لم يحصل وكأن العالم اصابه الصم. والانكى من ذلك هو ان العصابة الارهابية اعلنت بان جريمتها جاءت لرفع راية الاسلام وتنفيذ قوانين الشريعة، ما يعكس عمق المؤامرة الغربية لتشويه صورة الاسلام.
وتضيف الصحيفة: حسب المحللين فإن بوكو حرام قسم من مشروع القاعدة العالمي في غرب المنطقة العربية وان الانظمة العربية وغير العربية التي كانت ولاتزال تدعم القاعدة في العراق وسوريا وافغانستان وباكستان وافريقيا هي بلاشك شريكة في الجريمة.
فمثل هذه الجرائم تأتي في اطار مخطط غربي صهيوني لترسيخ الشعور بالخوف من الاسلام والمسلمين في العالم. كما ان وقوعها في بلد يشكل المسيحيين نصف سكانه، يكون وقع المؤامرة ضد الاسلام اقوى من اي مكان آخر.
ما يعني ان المطلوب من الدول الاسلامية ان تهبّ هبّة رجل واحد ضد العصابات التكفيرية الارهابية لتجفيف منابع تمويلها، والمسؤولية الاكبر تقع اليوم على عاتق علماء المسلمين لاصدار الفتاوى لإجهاض هذه المؤامرات.