مهمة أنقرة... تركيا تحولت إلى إحدى محاور التحرك الأمريكي في المنطقة
Oct ١١, ٢٠١٤ ٠٣:٠٠ UTC
-
تركيا تحولت الى بيدق فاقد للارادة تحركه الايدي الامريكية
في مطالعتنا للصحف الإيرانية الصادرة في طهران اليوم نطالع العناوين التالية: مهمة أنقرة، جار لا يمكن الاعتماد عليه، طهران العين الساهرة، التکفیریون وأنصار الله.. أین الثرى من الثریا.
مهمة انقرة
نبدأ مع صحيفة (سياست روز) التي قالت تحت عنوان "مهمة أنقرة": تحولت تركيا الى احدى محاور التحرك الامريكي في المنطقة، ففي الوقت الذي تحاصر "عصابات داعش البعثية الوهابية الارهابية" مدينة كوباني الكردية في شمال سوريا نشاهد ان تركيا وبأوامر غربية تلتزم الصمت وترفض توجه المتطوعين من تركيا لمساعدة اهالي المدينة المحاصرة. واللافت ان الغرب يدعي بأن تركيا غير مجازة للتحرك لمساعدة كوباني ما لم تحدد اولاً موقفها من الائتلاف ضد "داعش". ليشكل ذلك ذريعة لامريكا لنشر قوات الناتو في سوريا. وفي هذه الحالة يطرح هذا السؤال نفسه ماذا تريد تركيا؟ وما هو الدور المناط اليها من قبل الغرب في هذه المرحلة؟
وفي الجواب اكدت الصحيفة ضرورة الالتفات الى تحركات انقرة وواشنطن، "فالمسؤولون الاتراك يؤكدون ضرورة ايجاد منطقة عازلة ومنطقة حظر جوي بذريعة انقاذ المدنيين من قصف الطائرات السورية. وهذا طبعاً يأتي ضمن مناورة لاسقاط النظام، اذ ان مخطط المنطقة العازلة تم تنفيذه في ليبيا، فمهد الارضية لزحف المعارضة صوب العاصمة لاسقاط الدكتاتور القذافي، وهذا ما يريد الغرب تنفيذه اليوم في سوريا".
(سياست روز) أضافت: نشاهد ان امريكا تسارع الخطى لتشكيل العصابات الارهابية بذريعة انها معارضة سورية، وتتولى تركيا مهمة تدريبها فيما تتلقى التمويل المالي من السعودية. واللافت ان امريكا توعز الى تركيا والسعودية مهمة اعداد هذه العصابات لتشكل في المستقبل آلية للضغط على تركيا والسعودية. اي ان انقرة والرياض تصبحان الضحايا القادمة، أي توجيه الارهابيين الى الاراضي التركية والسعودية بعد اسقاط النظام في سوريا.
جار لا يمكن الاعتماد عليه
واما (جمهوري اسلامي) فقد علقت على الدور التركي فقالت تحت عنوان "جار لا يمكن الاعتماد عليه": ان التحركات التركية المشبوهة في سوريا ليست تأتي فقط في اطار المؤامرة الامريكية لإسقاط النظام في سوريا فحسب، بل انها تأتي أيضاً في اطار مخطط لايجاد شريط آمن للكيان الصهيوني. فمع ان اردوغان رفع شعارات اسلامية ومعادية للصهاينة فور توليه رئاسة الوزراء، الا انه اليوم وفي منصب الرئيس التركي تحول الى بيدق فاقد للارادة تحركه الايدي الامريكية الصهيونية، وشريك غير آمن للبلدان الاسلامية ودول الجوار؟
طهران العين الساهرة
تحت عنوان "طهران العين الساهرة" قالت صحيفة (كيهان العربي): شاء القدر ان تكون مدينة عين العرب اختباراً حقيقياً لمدى صدقية التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة لمحاربة "داعش" كما تدعي. فالمعارك لازالت على اشدها تدور في شوارع هذه المدينة بين عناصر "داعش" الارهابية ومقاتلي وحدات الشعب الكردي التي تستبسل في القتال موقعة المزيد من القتلى بين صفوف "داعش". حيث لازالت غالبية مناطق المدينة تحت سيطرة المقاتلين الاكراد، واذا لم تصل لها النجدة ربما ستسقط في اية لحظة وسيكون التحالف الدولي المزعوم مسؤولاً عن اية مجزرة تقع فيها لا سمح الله.
واضافت الصحيفة تقول: اليوم تدور في المنطقة مهزلة ما افظعها وافضحها في التاريخ. اذ تجتمع ثمانون دولة في اطار التحالف الدولي تحت قيادة امريكا لمحاربة "داعش" وهي عاجزة عن انقاذ مدينة صغيرة من مخالب عناصر "داعش" الارهابية في وقت اعلنت الجمهورية الاسلامية الايرانية عن استعدادها لانقاذ المدينة فيما اذا وافقت سوريا على ذلك. لكن المؤسف والمزري في هذا الوضع المعقد والمأساوي هو الموقف التركي الابتزازي والاستغلالي في اشهار ورقة المساومة امام الغرب. اما القبول بشروطها واما سقوط المدينة وحصول المذابح فيها وهو ابتزاز ما افظعه انسانياً واخلاقياً ومن دون ان تلتفت الى داخلها المتفجر والذي أخذ بالتصعيد الى مآلات خطيرة لا تحمد عقباها. وان طهران العالمة والخبيرة بشؤون المنطقة ودهاليزها المظلمة والاعيبها الخبيثة سبق ان حذرت انقرة من أي تحرك يمس بالسيادة الوطنية السورية او الاعتداء على اراضيها، فهي من غير الممكن ان تسكت امام أي اعتداء تتعرض له سوريا، فان ردها سيكون قوياً وحاسماً وفورياً وهذا ما ابلغته لواشنطن ايضا حيث تعهدت الاخيرة بأنها لم تستهدف أياً من المراكز الحكومية السورية وان لم يمكن التعويل على ذلك وفقاً لما صرح به مساعد الخارجية الاسلامية حسين عبد اللهيان.
التکفیریون وأنصار الله.. أین الثرى من الثریا
وأما صحيفة (الوفاق) فقد قالت تحت عنوان "التکفیریون وأنصار الله.. أین الثرى من الثریا": النسخة التکفیریة التي ترتكب المجازر ولم تحترم الكبير والصغير ولا قبور الاولياء تکررت وبوضوح اکثر في الیمن فسرقت منه سعادته، فلا یمر یوم الا وتنقل الاخبار لنا من هناك عن استهداف الجیش والشرطة وقوى الأمن وشخصیات سیاسیة وعسکریة ومواطنین عادیین. والجمیع یعرف ان هوس القتل واشاعة الفوضى والدمار للنسخة الوهابیة هي طبیعة ذاتیة للارهابيين ولا علاقة لها بوجود انصار الله في الیمن أو بوجود حزب الله في لبنان. فهذه لیبیا وتونس والجزائر والصومال وغیرها، حیث لا وجود هناك لأي تنظیم أو حزب یمکن وصفه بأنه شیعي، لیکون بالامکان تبریر ثقافة الموت والدمار التي اخذت تنتشر هناك بسبب تلك النسخة المشوهة عن الاسلام السیاسي. لذا على النخب الدینیة والسیاسیة ان تقف موقفاً مسؤولاً من هذا النموذج الممسوخ الذي یراد فرضه على الأمة، عبر التصدي لکل محاولات تبریره من الجهات المشبوهة التي تدعي العلم والفضیلة والحرص على الاسلام، فجرائم تبریر فظاعات القاعدة والمجموعات التکفیریة لا تقل بشاعة عن الجرائم ذاتها، وعلى هذه النخب ان تبین ان القتل لمجرد القتل هي طبیعة متأصلة في هذه النسخة وان الموت والخراب هي النتیجة الطبیعیة لتطبیقاتها.
كلمات دليلية