البحرين تحت الانتداب من جديد

ابرز ما طالعتنا بها الصحف الايرانية الصادرة في طهران اليوم: البحرين تحت الانتداب من جديد، ليبيا الى اين؟ وأبدیة المفاوضات وسرمدیة المقاومة.

البحرين تحت الانتداب من جديد

ونبدأ مع (كيهان العربي) التي قالت تحت عنوان "البحرين تحت الانتداب من جديد": ان تعود بريطانيا العجوز بوجهها الاستعماري القبيح الى البحرين وذلك بعد اكثر من اربعة عقود لمغادرتها لامر في غاية الغرابة والصدمة وربما هذه اول مرة في تاريخ الشعوب، وقد لا نجد له مثيلا في عالم الانسانية ان يحبذ المرء العيش تحت لواء الذل والهوان ويسلم زمام اموره بيد غيره، لكن هذا ما حدث في البحرين حيث وقع نظام آل خليفة يوم الجمعة اتفاقية لتعزيز الوجود العسكري البحري البريطاني في البحرين، والذي هو في الواقع لحماية نظام آل خليفة.

ولفتت كيهان العربي الى ان الحكام الطغاة لا يقرأون التاريخ ولا يتعظون بعبره ودورسه ويفرطون في حساباتهم على القوة واستخدام اليد الحديدية لضرب الشعوب من اجل البقاء متناسين القدر كما يقول الشاعر التونسي: "اذا الشعب يوما اراد الحياة  ****  فلابد ان يتسجيب القدر".

ليبيا الى اين؟

صحيفة (قدس) قالت تحت عنوان "ليبيا الى اين؟": تعيش ليبيا في بحر متلاطم من الازمات، جعلت مستقبله في دائرة الغموض والهلامية. ونظرا لان ليبيا دولة مبنية على الشعبوية، وكانت قوة هيكليتها السياسية مبنية على عائدات النفط ،اي ان عائدات النفط وبدلا من ان تصرف للرفاه الاجتماعي، كانت تصرف لخدمة النظام وتعزيز بقائه وشراء الاسلحة وتكديسها، لذا فان العامل الاقتصادي ترك اثارا بليغة على مسيرة التحولات في المنطقة ومنها ليبيا. 

واضافة الى النظام القبلي الحاكم في ليبيا واثره على مسيرة التحولات، فان العوامل الخارجية لن تقل تاثيرا في ذلك. لعدة اسباب منها امتلاكها للاحتياطي الهائل للنفط، والعمق الجيوسياسي للبلاد وقربها من اوروبا، اي ان الحفاظ على المصالح النفطية من جهة والعمل على الحد من تنامي الشعور الديني يشكلان صعوبة كبرى امام الغرب، بمعنى اخر ان الازمة في ليبيا تعتبر في منتهى الصعوبة والحساسية بالنسبة للغرب، خصوصا في ظل وجود الهيكلية القبلية وفقدان مؤسسات المجتمع المدني وضعف النظام السياسي، وتحركات الناتو .

وتضيف الصحيفة: في ضل وجود النظام القبلي والاختلافات بين القبائل الواقعة شرقي البلاد والتي كانت معارضة لنظام القذافي مع تلك الواقعة غربي البلاد المقربة من القذافي، بالاضافة الخلافات بين التيارات السياسية الاسلامية والوطنية، فان الغرب الذي يبذل المستحيل للمحافظة على مصالحه النفطية الستراتيجية، اصبح اليوم يتحرك بحذر تام تجاه ليبيا ريثما تتضح الصورة ويتبين لمن تكون الغلبة، وهذا ما سيؤدي بطبيعته الى اطالة امد الازمة الحالية. 

نبذ المجتمع الدولي للكيان الصهيوني

اسباب "نبذ المجتمع الدولي للكيان الصهيوني" تحت هذا العنوان قالت صحيفة (ايران): تتميز المرحلة الحالية في العلاقات الدولية ببروز سلسلة معايير كالعولمة والحاكمية والتنافسية بين الدول واتساع دور منظمات المجتمع المدني ومجلس حقوق الانسان وتنامي قوة المؤسسات الدولية كالامم المتحدة بالاضافة الى دور الراي العام العالمي في التحولات الدولية. وما ساهم في بروز هذه الحالات هو التقنيات التي فرضت نفسها حاليا في عالم الاتصالات كالانترنت والفيسبوك والتي ترسم الخطوط العريضة لحركة الشعوب والمجتمعات وتترك اثارا بليغة على سياسات الانظمة ووجهات نظر الشعوب تجاه التحولات الجديدة خصوصا مايحدث في الاراضي الفلسطينية المحتلة.

وتضيف الصحيفة: تعتبر القرارات المتعددة التي صدرت عن مجلس حقوق الانسان والتحركات الدبلوماسية ضد الكيان الصهيوني جزء بسيط من التغيير الذي طرا على المواقف الدولية ازاء الصهاينة. وهي التي كانت وراء تراكض الصهاينة لوقف اطلاق النار ابان عدوانهم الاخير على غزة، وارتفاع الانتقادات الشعبية الدولية للسياسات الغربية الداعمة للصهاينة، خصوصا في اوروبا والتي دفعت بالبرلمانات الاوروبية الى الاعتراف بدولة فلسطين.

ولفتت الصحيفة الى ان الكرة الان في الملعب الصهيوني الذي لم يجد بديلا عن ترك سياساته الرعناء والقبول بقرارات حقوق الانسان . الا ان اصرار الصهاينة على عنجهيتهم ومضيهم في مخططاتهم لتوسيع الاستيطان ، صعدت من اصوات المعارضة في الكابينة الصهيونية ودفعت بها الى الانحلال وحالت دون تمكن البرلمان من تحقيق اهداف نتنياهو .

أبدیة المفاوضات وسرمدیة المقاومة

تحت عنوان "أبدیة المفاوضات وسرمدیة المقاومة" قالت صحيفة (الوفاق): إنَّ غایة ما یتمناه العدو الصهیونی ویهدف إلیه فی هذه المرحلة، هو العودة إلى طاولة المفاوضات، ومباشرة محادثات التسوية مع السلطة الفلسطینیة، بصورةٍ مباشرةٍ أو عبر الوسیط الأمریکي، بشروطٍ مسبقة أو وفق المقترحات الأمریکیة التی تقدم بها وزیر الخارجیة جون کيري. وعنده أکثر من سببٍ وغایة لاستئناف المفاوضات، لیس منها الحرص على التسوية، ولا الإیمان به وبحتمیته أو ضرورته، ولا رغبة فی استقرار الأوضاع فی المنطقة، وتجنب الحروب والویلات، ووقف أعمال القتل والتهجیر والمعاناة. بل إن أسبابه ودوافعه مختلفة، تقوم على قاعدة مصالحه، ووفق مکاسبه ومنافعه، وبما ینسجم مع استراتیجیته العامة التی تضر بالجانب الفلسطیني، وتعرض مستقبله للخطر والضیاع.

وتضيف الصحيفة: بعد ان شعر الصهاينة بآثار المقاطعة، ونتائج السیاسات الأوروبیة المعارضة، والتی تمثلت أخیراً بالاعترافات الأوروبیة المتوالیة بالدولة الفلسطینیة المحتلة، والمعروفة الحدود، والمعلومة العاصمة، وجاء الاعتراف من دولٍ أوروبیة قویة، کان لها فضلٌ کبیر في تأسیس الکیان وتفوقه. بات الصهاينة يعتقدون بأن مفاوضات التسوية، وطاولة الحوار، والصورة التی تجمعهم برئیس السلطة الفلسطینیة، ولو کانت اللقاءات شکلیة أو وهمیة، فأنها تنفس عنهم، وتخفف من الحملات الدولیة المعارضة ضدهم، وتظهرهم بأنهم یسعون للسلام ویحرصون علیه. فالمفاوضات بالنسبة إلى الکیان الصهیونی سیاسة استراتیجیة، تقوم علیها کل مخططاته المستقبلیة والآنیة، وقد کان المسؤولون الصهاينة یدرکون أن المفاوضات مع الجانب الفلسطیني ستستمر عقوداً من الزمن، کما صرح بذلك اسحق شامیر رئیس الحکومة الصهيونية الأسبق. وفی الوقت الذی سیجد الفلسطیني نفسه مجرداً من أی حقوق، يتاكد للجميع بان المفاوضات بالنسبة للعدو سیاسة خداع دائمة، فهل یواجه الفلسطینیون أبدیة مفاوضات التسوية الوهمیة،وسراب الحوارات الزائفة.