طهران لا تركع إلا لله
Dec ٢٤, ٢٠١٤ ٠٤:٠٣ UTC
في مطالعتنا للصحف الإيرانية الصادرة في طهران اليوم، نبدأ بالعناوين التالية: طهران لا تركع الا لله. التحرك العسكري الهندي للعبور من سور الصين. اوكرانيا والحرب الباردة عام 2015. انتصار الشعب الكوبي.
طهران لا تركع الا لله
ونبدأ مع (كيهان العربي) التي قالت تحت عنوان "طهران لا تركع إلا لله": من المعلوم ان العداء الامريكي لايران لم يكن وليد الصدفة ويعود تأريخه الى ابتداء انطلاقة الثورة الاسلامية. لذا فإن واشنطن مارست الارهاب الاعمى ولاول مرة ضد الجمهورية الاسلامية من خلال عمليات الاغتيال التي طالت قادة الثورة الأساسيين كمطهري وبهشتي ورجائي، ثم دفعت عميلها صدام ليشن الحرب المفروضة التي دامت اكثر من ثماني سنوات للضغط على الجمهورية الاسلامية من اجل ان تتنازل عن مبادئها. الا ان واشنطن شاهدت بان هذه الحرب ليس فقط لم تضعف ايران بل انها جعلت منها دولة قوية وصامدة بحيث نالت اعجاب الشعوب وحظيت بموقع كبير لدى العالم.
وتضيف الصحيفة: ان واشنطن تسعى جاهدة للتقرب من ايران لانها وجدت وجودها ونفوذها اليوم مهدد وبصورة لا يمكن تصوره، لذلك ومن اجل ان تضمن ولو جزءاً من هذا البقاء والنفوذ اضطرت الى ارسال رسائل التودد والتقارب مع ايران. ولكن الامر لا يتعلق بايران بقدر ما يتعلق بامريكا نفسها وهو الاهم في هذه المعادلة، لذا عليها ان تثبت مصداقيتها على الارض، لا فقط على طاولة الحوار او الرسائل المتبادلة عندها تبدأ ايران بالتفكير في موضوع ترتيب العلاقات. لذلك جاء رد ايران الرسمي وعلى لسان مسؤول الامن القومي الايراني شمخاني من ان ايران لا يمكن ان تتنازل عن ثوابتها ومبادئها وستبقى صامدة ورافعة رأسها عاليا، وقد اثبتت التجارب مع طهران ان كل ما اشتدت عليها الظروف فانها تخرج منتصرة، وكذلك يعطيها الامر مساحة اوسع في ان تحظى باحترام الدول وتقديرها مما سيشكل بطبيعته هزيمة منكرة لواشنطن.
التحرك العسكري الهندي للعبور من سور الصين
تحت عنوان "التحرك العسكري الهندي للعبور من سور الصين" قالت صحيفة (جوان): اعلنت الهند مؤخراً تدشين الغواصة (اي ان آريهانت) بإنزالها الى المياه الاقليمية الهندية. ومع ان للهند اكثر من غواصة الا ان (آريهانت) من نوع خاص فهي غواصة نووية وتحمل اربعة رؤؤس نووية وصواريخ عابرة القارات يبلغ مداها 3500 كيلومتر، فالهند شهدت نقلة نوعية في صناعة الاسلحة والغواصات، ما يعني ان حكومة ناراندا مودي بصدد تعزيز قوتها العسكرية لينعكس على اقتصاد البلد. ففي الوقت الذي تبلغ الميزانية الهندية لشراء الاسلحة ثلاثة اضعاف ميزانية الصين، لذا فان نيودلهي قررت اعادة النظر في حساباتها وسياساتها العسكرية لتصبح مصدرة للاسلحة على غرار الصين. وفي هذا السياق تخطط الهند لابرام اتفاقيات تعاون مع شركات الاسلحة الامريكية لصناعة طائرات بدون طيار، وتدخل الهند ساحة المنافسة امام بكين التي رفعت من معدل مبيعاتها للاسلحة بمعدل 6%. رغم ان الصناعات العسكرية الهندية تفتقر للجودة العالية وليست بجودة الصناعات الصينية.
أوكرانيا والحرب الباردة عام 2015
"أوكرانيا والحرب الباردة عام 2015" تحت هذا العنوان قالت صحيفة (حمايت): مع نهاية العام الميلادي الجاري واقتراب العام 2015 لايزال العالم يترقب سير الازمات التي لا تنفك ان تتوقف، ومنها ما ينذر ببروز الحرب الباردة من جديد كالازمة الاوكرانية التي وضعت الكتلتين الشرقية والغربية وجهاً لوجه. فالاجتماع الاخير للبرلمان الاوكراني لرفع الموانع التي تحول دون انضمام اوكرانيا الى المنظمات الدفاعية والعسكرية الدولية والانضمام الى الناتو، تعتبره روسيا بمثابة تحد جاد لها وأبدت ردود افعال قوية بشأنها، خاصة ان نشر الحلف صواريخه ومنضوماته الجوية الدفاعية في احدى دول امريكا اللاتينية، وهذا ما سيتبعه تطورات قد تكون اخطر من ازمة الصواريخ الكوبية التي اندلعت بين امريكا والاتحاد السوفياتي ابان الحرب الباردة.
وتضيف الصحيفة: رغم التطورات المتسارعة في تلك المنطقة الا ان حاجة اوكرانيا للغاز والمواد الغذائية الروسية، قد تشكل نقاط تجبر الحكومة الاوكرانية لاعادة النظر في حساباتها خصوصا وان الاتحاد الاوروبي لايزال يبد تحفظات شديدة ولم يف بوعوده التي قطعها لاوكرانيا قبل اندلاع الازمة، فاوكرانيا اعتمدت في السابق على الوعود الغربية وفقدت جزيرة كريمة، لذا فانها اليوم امام مفترق خطر وفي منتهى الصعوبة. واذا ما كانت اوكرانيا جادة في الانضمام الى الناتو عليها ان تواجه الغضب الروسي فضلاً عن التطورات المقلقة التي ستتبعها من قبيل تشييد روسيا لقواعد عسكرية في امريكا اللاتينية، ما يعني ان العام الميلادي القادم سيكون حافلاً بالاحداث الخطرة التي تهدد الامن العالمي.
انتصار الشعب الكوبي
تحت عنوان "انتصار الشعب الكوبي" قالت صحيفة (آرمان): من التطورات الاخيرة التي شهدتها العلاقات الامريكية الكوبية هو افراج امريكا عن ثلاثة مناضلين كوبيين ضد الارهاب والاستعمار من سجونها في مقابل اطلاق كوبا لاثنين من الجواسيس الامريكان لديها. ورغم ان الاعلام الغربي فرض تعتيماً على الحادث كي لا يعتبر اعترافاً بانتصار الشعب الكوبي، الا ان الاحتفالات التي عمت المدن الكوبية بينت للعالم فشل السياسة الامريكية في مقابل الشعوب الحرة.
وتضيف الصحيفة: لاشك ان الانسحاب الامريكي في مقابل كوبا ناجم عن ضعف الادارة الامريكية وتفاقم الازمات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية في امريكا والتي زادت من عزلتها، ليس على صعيد امريكا اللاتنية فحسب، بل حتى في الشرق الأوسط وافريقيا. الا ان ذلك لا يعني ان امريكا ستكف عن مؤامراتها ضد شعوب هذه الدول، فهي ستستمر في سياساتها السلطوية، بدليل ان اوباما في خطابه بمناسبة استئناف العلاقات الامريكية الكوبية اشار الى ان بلده بصدد تعزيز الديمقراطية والدفاع عن حقوق الانسان في كوبا، اي ان واشنطن ستبذل قصارى جهودها لايجاد حكومة تابعة لها في هذا البلد وتسعى ايضاً لتوتير امن كوبا لينعكس على كافة دول امريكا اللاتينية. الامر الذي سيدفع الحكومة الكوبية الى مضاعفة المساعي لتعزيز علاقاتها مع الدول الحرة في كافة انحاء العالم، لرفع احتياجاتها ولا تضطر الى اللجوء الى امريكا التي تتحين الفرص للنفوذ في كوبا.