ما بعد الانتخابات التونسية
(last modified Thu, 25 Dec 2014 03:38:13 GMT )
Dec ٢٥, ٢٠١٤ ٠٣:٣٨ UTC
  • الرئيس التونسي المنتخب محمد الباجي قائد السبسي
    الرئيس التونسي المنتخب محمد الباجي قائد السبسي

في مطالعتنا للصحف الايرانية الصادرة في طهران اليوم نبدا بالعناوين التالية: ما بعد الانتخابات التونسية، المطلوب... حوار مثمر وتبعات قرار البرلمان الاوكراني.

ما بعد الانتخابات التونسية

نبدا مع صحيفة (سياست روز) التي قالت تحت عنوان "ما بعد الانتخابات التونسية": اعلنت اللجنة العليا المستقلة للانتخابات التونسية نتائج المرحلة الثانية من الانتخابات الرئاسية في هذا البلد، والتي فاز فيها محمد الباجي قائد السبسي رئيس حزب نداء تونس باحرازه 55% من الاصوات. وما يميز هذه الانتخابات هي مشاركة 60% من المؤهلين، لتعكس النضوج السياسي للشعب التونسي. والنقطة الثانية هي انه وفي الوقت الذي روج الاعلام الغربي الى عودة تونس الى ما بعد الثورة اي الى عهد الدكتاتور بن علي، نشاهد ان السبسي ومعه حزبه نداء تونس اكدا على ان ذلك لا يمكن ان يحصل، بدليل تاكيد السبسي على عدم تعيين ايا من وزراء بن علي في الحكومة القادمة.

وتضيف الصحيفة: ان ابرز ما يطالب به الشعب التونسي في هذه المرحلة هو تحسين اوضاعه الاقتصادية، وقطع التبعية للدول الغربية ورفض التدخلات الخارجية في شؤونه واعادة العلاقات مع سوريا وقطعها مع الكيان الصهيوني. الامر الذي يعني ان حزب نداء تونس بات اليوم امام مسؤولية خطيرة، فالانتخابات الرئاسية لم تكن لاعادة تونس الى الوراء كما يدعي الغرب، بل انها جاءت في اطار التكامل السياسي، وهذا ما يدعو السبسي لمضاعفة الجهود لاعادة البلاد الى بر الامان.

مميزات التجربة التونسية

وتحت عنوان "مميزات التجربة التونسية" قالت صحيفة (ايران): لاشك ان الانقلابات التي حصلت خلال السنين الاخيرة في الدول العربية في الشرق الاوسط وشمال افريقيا كمصر وليبيا وتونس، ترتبط بصورة مباشرة بالهيكليات الحاكمة على مجتمعاتها ومعدلات النمو الاقتصادي وقوة التفاهمات السياسية بين الاحزاب والتيارات السياسية، وقد كان للتفاهمات السياسية في تونس الدور الكبير في عبور هذا البلد من بحر الازمات اسرع من غيره من دول المنطقة. ففي اطار تحركاتها العقلانية مثلا امتنع حزب النهضة عن تعيين اي مرشح لخوض الانتخابات الرئاسية الاخيرة ونظم سياساته على اساس استقطاب ثقة الشعب، لذا وفي مقابل ما قام به الغنوشي، فان القائد السبسي ومع تاريخه السياسي واشغاله لمناصب عليا في عهد بو رقيبة وبن علي، فانه قد وضع ستراتيجيات حكومته على اساس التعاون مع كافة الاحزاب السياسية الوطنية لخدمة البلاد.

وتضيف الصحيفة: على عكس ما حصل في تونس فان دول كمصر وليبيا انشغلت النخب الحاكمة في السيطرة على الامور متجاهلة باقي التيارات السياسية وقطع التعاون مع الاحزاب السياسية الوطنية. وفي الوقت الذي يعيش اقل من 3% من الشعب التونسي تحت خط الفقر، وان التضخم لم يبلغ  1/6 % والبطالة دون 15% ، وتفاوتها الواضح مع مصر التي تبلغ نسبة الذين يعيشون دون خط الفقر 40% و45% في اليمن.  يتضح بان ما دفع بالشعب التونسي الى انتخاب السبسي ليس الدافع الاقتصادي بل هو الرغبة في ترسيخ الحرية والتنمية السياسية. 

المطلوب... حوار مثمر

تحت عنوان "المطلوب... حوار مثمر" قالت صحيفة (الوفاق): عبرت طهران على لسان رئیس مجلس الشورى الاسلامي الذي زار بیروت والتقى کبار الشخصیات والمسؤولین، عن ترحیبها وتأییدها للحوار بین الفرقاء اللبنانیین، کونه یصب في مصلحة بلادهم ویبعد عنها شبح المکائد. وقد جاءت التصریحات عن نتائج أولى جولات الحوار بین حزب الله وتیار المستقبل التي انطلقت بفضل جهود الرئیس نبیه بري، مشجعة على مواصلة هذا الحوار خدمة للمصالح الوطنیة مع احتفاظ کل فریق بمبادئه ومواقفه حیال بعض القضایا المحلیة والاقلیمیة.

وان الأمل معقود على أن یؤدي تواصل الحوار بین القوى اللبنانیة الفاعلة الى التوصل الى رؤى متقاربة ازاء بعض القضایا الخلافیة ویشجع اطرافا لبنانیة أخرى على الانضمام للحوار. فاللبنانیین بکل أطیافهم وطوائفهم یرحبون بلقاء الفرقاء في بلادهم على طاولة واحدة تجمعهم مصلحة الوطن والشعب، لان الحوار یعد بمثابة بارقة أمل لخروج هذا البلد مما هو علیه من أزمات سیاسیة وأمنیة واقتصادیة وتخدم قبل کل شيء العدو الصهیوني ومن یضمر العداء للبنان وتستنزف طاقاته في أکثر من جانب.

ولفتت الصحيفة الى ان التجارب اثبتت بأن لبنان بلد التعایش والمشارکة الشاملة في الحکم، حیث إنه لیس بإمکان أي طرف وحزب لبناني التفرد بالسلطة، ویشهد التأریخ اللبناني بأن کل مرحلة یتحقق فیها التوافق بین الطوائف اللبنانیة تعتبر مرحلة الازدهار واستتباب الأمن والاستقرار في ربوع هذا البلد، وحینذاك یصعب على العدو اختراق البلد.

تبعات قرار البرلمان الاوكراني

صحيفة (جمهوري اسلامي) علقت على "تبعات قرار البرلمان الاوكراني" بشان الانضمام الى الناتو فقالت: صوت البرلمان الاوكراني مؤخرا على مشروع قرار يمهد الطريق امام هذا البلد للانضمام الى الناتو في المستقبل، فالقرار الذي نال تاييد 303 اصوات اي مايزيد عن 77 على الحد الادنى، الذي كان مطلوبا لإجازته، يتضمن تخلي البلاد عن حالة عدم الانحياز وتكريس الجهود للانضمام الى حلف شمال الاطلسي، وقد واجه القرار فور المصادقة عليه ردود افعال شديدة من موسكو التي اعتبرته بانه غير بناء وتحريضي. اذ اكد مساعد وزير الدفاع الروسي بان القرار وضع اوكرانيا وروسيا وجها لوجه وانه سيزيد الامور تعقيدا، فيما حذر لافروف من تبعات هذا القرار على كل المنطقة.

وتضيف الصحيفة : ان اوكرانيا تعقد الامال على قوة الناتو وتعتقد بان انضمامها اليه سيضعها تحت مظلة الحلف امام التهديدات الروسية، الا ان الخلافات بين اعضاء الحلف بهذا الخصوص وضعت الامال الاوكرانية في دائرة الغموض، اذ ان اغلبية الدول الاعضاء تعتبر الخطوة مكلفة للغاية ولا تحبذ مواجهة روسيا، خصوصا وان الاخيرة استخدمت وبعد استقلال منطقة القرم، ورقة الغاز وقطعه، للضغط على اوكرانيا،اي انها وجهت رسالة واضحة المعالم للغرب مفادها انها لن تقف مكتوفة الايدي ازاء تحركات الغرب قرب حدودها.