امريكا وعرقلة الدخان الابيض
Jul ١٤, ٢٠١٥ ٠١:١٦ UTC
ابرز العناوين التي طالعتنا بها الصحف الايرانية الصادرة في طهران اليوم الثلاثاء: امريكا وعرقلة الدخان الابيض، السعودية واستمرار محاولات استمالة موسكو، السعودية خسرت اللعبة في اليمن، من الصرب الى "داعش".
امريكا وعرقلة الدخان الابيض
تحت عنوان "امريكا وعرقلة الدخان الابيض" قالت صحيفة (كيهان العربي): كل المؤشرات وما يتسرب من كواليس واروقة فندق كوبورغ في فيينا تتحدث عن ان الاتفاق في ربع الساعة الاخيرة من انجازه. فكل شيء بات جاهزا للاتفاق الا الاتفاق نفسه الذي تتحكم فيه امريكا التي هي من عادتها ان تناور حتى في اللحظات الاخيرة عسى ان تحصد المزيد من المكاسب. لكنها هذه المرة وبالتاكيد تقف في المكان الخطأ لان ايران لاتساوم ولاتهادن ولاتطالب باكثر من حقها؛ وهذا المنطق يحاصر امريكا ويجعلها في الزاوية الحرجة. فامريكا لم تأت برغبة الى طاولة المفاوضات، بل ان ما دفعها هو وصولها الى طريق مسدود وادراكها بان الحل العسكري مع ايران اصبح من الماضي وان آلة الحظر اثبت عدم جدواها على ارض الواقع.
وتضيف الصحيفة: اميركا ليست دولة كدول العالم تريد الندية والاحترام في التعامل مع الاخرين. فهي دولة استكبارية واستعلائية تحتقر الضعفاء وتصدر لهم الاوامر فقط؛ لكنها مجبرة للرضوخ الى منطق الاقوياء وتفاوضهم. وهذه ايران مثال حي يمكن الاحتذاء بها لرفع الظلم والاضطهاد والفساد في العالم. ومع كل هذا وذاك وان باتت كل الامور محسومة لتوقيع الاتفاق؛ لكننا لن نستطيع التعويل على المواقف الامريكية ووعودها حتى يرى هذا الاتفاق النور لان أمريكا لها تاريخ طويل من نقض العهود. وهذا ما يدفعنا الى عدم الجزم بشيء حتى نرى خلال الساعات القادمة خروج الدخان الابيض من فندق كوبورغ الذي بات يحبس الانفاس الامريكية.
السعودية واستمرار محاولات استمالة موسكو
تحت هذا العنوان قالت صحيفة (قدس): تعقد روسيا سنويا منتدا اقتصاديا دوليا يعرف بمنتدى سان بطرسبورغ الاقتصادي، بمشاركة آلاف من السياسيين ورجال الأعمال وممثلي وسائل الإعلام العالمية. وقد عقد منتدى هذا العام بشكل موسع، للتلويح الى انها لم تكترث للعقوبات الغربية وان اقتصادها لايزال قويا ولها من الاصدقاء بما فيه الكفاية بحيث يجعلها في غنى عن التعاون الاقتصادي مع الغرب. ومن النقاط البارزة في منتدى هذا العام هو الحضور المميز للسعودية، حيث توجه وفد مؤلف من 500 شخص الى روسيا بذريعة السعي لتلطيف الاجواء بين موسكو والرياض.
وتساءلت الصحيفة تقول: في الوقت الذي يعلم الجميع مدى قوة العلاقة بين السعودية وامريكا، هل تتعارض الخطوة السعودية بالتوجه الى سان بطرسبورغ مع السياسات الغربية لفرض القاطعة والحصار على روسيا؟ ام ان للسعودية اهدافا اخرى تتوخاها من هذه الزيارة.
وتضيف الصحيفة: رغم عمق الخلافات بين روسيا والسعودية بسبب الازمة السورية، الا ان ابرام الرياض وموسكو صفقات كبرى لتشييد مفاعل نووية في السعودية وشراء السعودية للاسلحة والصواريخ البعيدة المدى وصواريخ اسكندر يثير الكثير من التساؤلات بشان النوايا السعودية وهل انها بصدد تطميع روسيا والرئيس بوتين؟ وكانت السعودية قد ابرمت اتفاقية لشراء اسلحة روسية بقيمة اربعة مليارات دولار شريطة الغاء موسكو صفقة بيع صواريخ اس 300 الى ايران، وتاييدها للمواقف الغربية في قرارات مجلس الامن ضد ايران. هل ان الرياض ستفلح اليوم ثانية في استمالة بوتين رغم ان الاتفاق السابق لم ينفذ؟!
السعوية خسرت اللعبة في اليمن
تحت عنوان "السعوية خسرت اللعبة في اليمن" قالت صحيفة (جوان): رغم استمرار عدوانها على اليمن فان السعودية لاتزال هي الخاسرة بسبب افتقارها للنظرة السياسية الثاقبة. فمعظم دول العالم تفكرأثناء الحروب بقضية وقف اطلاق النار لضمان مواقعها ومصالحها، الا ان لسعودية استثناء من هذه القاعدة وليس هناك من يفكر بذلك وأنها لاتعترف بوقف اطلاق النار وتعتقد بان الحرب هي التي تضع النقاط على الحروف وتقرر كل شئ دون ان تفكر لحظة في تداعيات هذه الحرب الشعواء.
وتضيف الصحيفة: لاشك ان الفراغ السياسي الموجود حاليا في السعودية يعود الى وجود قادة جدد ناشئون يخططون لبلوغ القمة في لحظات، من قبيل وزير الدفاع السعودي الذي خطط لهذا العدوان من اجل تعزيز موقعه في البلاد وتخويف الدول العربية المطلة على الخليج الفارسي لدفعهم لتاييده. فهو اختار الحل العسكري في ظل عدم وجود القدرة العسكرية الكافية والعدد الكافي؛ إذ أن الجندي السعودي يتحاشى دخول الاراضي اليمنية خشية ان يقتل او يقع اسيرا بيد أبناء الشعب اليمني المقاوم. وهذا يعني ان اختيار آل سعود سياسة الهروب الى الامام وتصعيدهم للقصف الجوي جاء بسبب افتقارهم للنظرة السياسية والعسكرية، وان شنهم العدوان جاء دون التفكير بعواقب الامور.
الصرب الى "داعش"
تحت عنوان من "الصرب الى "داعش" قالت صحيفة (سياست روز): اقيمت مراسم الذكرى العشرين للمجازر التي حصلت ضد المسلمين في البوسنة والهرسك والتي قتل فيها اكثر من ثمانية الاف مسلم على يد الصرب. وقد تعمّد الاعلام الغربي تسليط الاضواء على بعض القيادات من الصرب، لحرف الانظار عن دور الغرب فيها، وهم من أمثال (ميلان ميلوسوفيتش) و (كارادزيتش) وقيادات عسكرية صربية اخرى لتعريفهم بانهم مجرمو حرب ابادوا المسلمين في تلك المنطقة. واللافت ان الوثائق التي نشرت فيما بعد اكدت ضلوع امريكا وفرنسا وبريطانيا في تلك المجازر بدليل ان ميلوسوفيتش اشار في قاعة المحكمة بضرورة مثول الرئيس الامريكي انذاك بيل كلينتون امام المحكمة بوصفه شريكا في جرائمه؛ ما دفع بالاعلام الغربي الى فبركة الاخبار والاعلان عن ان ميلوسوفيتش انتحر في السجن. واما باقي المجرمين الصرب كـالمجرم (كارادزيتش) فانه لم يسمح له الدفاع عن نفسه خشية ان يكشف عن ضلوع قادة الغرب في تلك المجازر. وهو ما يؤكد بان الصرب كانوا يشكلون الساعد الايمن للغرب آنذاك لتحقيق الأهداف.
واضافت الصحيفة تقول: لاشك ان التعتيم على ضلوع الغرب في مجازر البوسنة والهرسك مهّد لبروز عصابات "داعش" واخواتها لارتكاب مجازر اكبر في الدول الاسلامية واشعال الحروب في افغانستان والعراق وليبيا. ولو كانت الامم المتحدة قد شكلت محاكم لجرائم الحرب وحاكمت القادة الغربيين على جرائمهم لما كانت تظهر "داعش" وطالبان والقاعدة.