الصحافة الإيرانية... قلیلاً من المنطق والاتزان
أبرز العناوين التي طالعتنا بها الصحف الإيرانية الصادرة في طهران اليوم: قلیلاً من المنطق والاتزان، فشل آل سعود في مواجهة المقاومة، لماذا تفشل الاجتماعات، رسالة الانتخابات.
قلیلاً من المنطق والاتزان
أشارت صحيفة (الوفاق) وتحت عنوان "قلیلاً من المنطق والاتزان..!!"، الى تخرصات وزير الخارجية السعودي خلال لقائه نظيره الامريكي ضد ايران الاسلامية فقالت: من مستلزمات الدبلوماسي الناجح وصاحب المنطق العقلاني، التحلي بالاتزان في القول والفعل، وعدم الخروج عن جادة الادب في سلوکیاته التي ینبغي ان تکون مصحوبة بالمصداقیة واللباقة، وهو ما لا نراه عند بعض حدیثي العهد على القطاع السیاسي والدبلوماسي. فبدل ان یتعظ ویبحث عن مخرج منطقي لعزلة بلده نتیجة سلوکیاته غیر المنطقیة وموروثه اللادیمقراطي، تمادى وزير الخارجية السعودي عادل الجبير في تصرفاته باتهام دولة اقلیمیة کبیرة وبدعوى انها تشکل خطراً، الا ان طهران التي تمرست على لغة المنطق والحوار وقدمت صورة صریحة عن لغتها هذه، ترفض النزول الى مستوى امثاله في التعامل بالمثل والخروج على لغتها التي أثبتتها بجلاء اثناء المفاوضات النوویة مع السداسیة الدولیة.
وتضيف الوفاق قائلة: لعل المنطق الایراني هذا هو الذی یزعج الوزیر السعودي ویدفعه الى ان یکشف بین الحین والآخر عما یضمره تجاه ایران، باتهامها بالاحتلال والتدخل في شؤون الآخرین، والرد على التصریحات اللبقة للوزیر ظریف قبل أیام بکلام بعید عن اللباقة، حینما قال: من الصعب امتلاك علاقات ایجابیة مع ایران في الوقت الذي یتم فیه التطاول على الحکومة والشعب في السعودیة، متجاهلاً ان حکومته هي التي تشن أشرس عدوان على الشعب الیمني العزل منذ أکثر من سبعة أشهر وتتدخل بالمال والسلاح في تمویل الارهاب التکفیري في سوریا والعراق و... ولکن الجبير لا یقدم في اتهاماته ضد ایران دلیلاً واحداً على أرض الواقع یشیر الى تدخلها في الدول الأخرى، الا ما یسوّق له الاعلام المدفوع الثمن، وعلى عادل الجبیر ان یدرك بأن المنطق الدبلوماسي لا یعطي لحکومته في ظل سیاساتها المناهضة للآخرین الحق باتهام الآخرین بما تفعله هي.
فشل آل سعود في مواجهة المقاومة
واما صحيفة (جمهوري اسلامي) فقد قالت تحت عنوان "فشل آل سعود في مواجهة المقاومة": في اطار تخرصات وزير الخارجية السعودي ضد ايران، لابد من الاشارة الى ان عدم كفاءة الوزير السعودي وافتقاده للحنكة السياسية ستضعه في ورطة. فعلى سبيل المثال نشاهد ان اعلانه بأن بلده سيعمل مع امريكا على تشكيل هيئة انتقالية لتولي الحكم وعزل الاسد عن منصبه، يعتبر تاكيداً على ان السعودية هي التي تتدخل في شؤون سوريا وليس ايران التي ترفض تغيير الحكومة الشرعية في هذا البلد، بل وان تدخل قوات سعودي لضرب الشعب البحريني يعتبر احتلالاً لهذا البلد .
وتضيف الصحيفة: ان تخرصات عادل الجبير ليست بالجديدة فقد سبق وان رددها مراراً دون ان تلقى آذاناً صاغية ولم تعد تثير انتباه احد. وها هو الان يحاول ان يتناسى مجازر بلده في اليمن وسوريا والبحرين وليبيا ومؤامراتها على العراق، ويحاول ابعاد الانظار عن فلسطين والمجازر التي يرتكبها الصهاينة هناك ويطالب بدعم عصابات داعش في العراق وسوريا واليمن ويعتبر ذلك أنه اهم من القضية الفلسطينية. وما يؤكد ذلك هو ان رئيس الوزراء الصهيوني السابق ايهود اولمرت اشار خلال حرب الثلاثة وثلاثين يوماً التي شنها كيان الاحتلال على جنوب لبنان والحرب على غزة، اشار الى انها جاءت بطلب من بعض الدول العربية لتضعيف المقاومة.
ولفتت الصحيفة الى انه من المعيب على السعودية التي تعتبر المقاومين في سوريا والذين يقاتلون عصابات "داعش" الممولة سعودياً بالارهابيين، اذ ان ال سعود اكدوا بهذه السياسة انهم لايزالون يعيشون في عصر الجاهلية.
لماذا تفشل الاجتماعات
تحت عنوان "لماذا تفشل الاجتماعات" قالت صحيفة (سياست روز): في الوقت الذي تعتبر القضية الفلسطينية والمقاومة وتصعيد المجازر الصهيونية من اهم قضايا المنطقة والعالم الاسلامي نشاهد ان وسائل الاعلام الغربية والعربية تسلط الاضواء على الحرب على سوريا من قبل العصابات الارهابية، التي يمولها الغرب والرجعية العربية. فعلى الصعيد السياسي نشاهد ان الاجتماعات تعقد الواحدة تلو الاخرى دون فائدة، واخرها الاجتماع الرباعي الذي عقد في النمسا وضم وزراء خارجية روسيا وتركيا وامريكا والسعودية. ومع انه في الظاهر اعرب المشاركون عن ارتياحهم لنتائج المفاوضات الا ان الاجتماع فشل ولم يخرج بأية نتيجة.
وتضيف الصحيفة: لاشك ان مثل هذه الاجتماعات ستبقى فاشلة وبدون نتيجة، بسبب تعاطي امريكا وحليفاتها الانتقائي مع القضية. فالغرب حول سوريا الى ساحة انتقام ويحاول اليوم استغلال الورقة السورية للضغط على المقاومة وروسيا، لتحقيق اهداف امريكا الشخصية. فادعاءات الغرب حول رحيل الاسد تأتي في الوقت الذي يصر على افشال المبادرات الداعية لانهاء الحرب على سوريا لإبقاء شعلة الارهاب مشتعلة لإحراق سوريا بالكامل خدمة للكيان الصهيوني .
رسالة الانتخابات
صحيفة (جوان) وتحت عنوان "رسالة الانتخابات" علقت على الانتخابات البرلمانية الكندية وفشل حزب (استيفان هاربر) والفوز الكاسح للحزب الليبرالي المحافظ بزعامة (جوستين ترودو) نجل رئيس الوزراء الكندي الاسبق (پيير ترودو). والنقطة اللافتة للانتباه هي اعلان رئيس الوزراء الجديد بالخروج من ما يسمى بالائتلاف الامريكي لمحاربة "داعش". والسؤال المطروح هو ما سبب هذا التحول ولماذا تسعى كندا الابتعاد عن امريكا.
وتضيف الصحيفة لاشك ان الجواب يكمن في رؤية الشعب الكندي، الذي سئم اليوم من سياسات الحكومة الماضية الاقتصادية وقوانينها المتناقضة مع قوانين حقوق الانسان، التي تتشدق بها واوضاع اللاجئين وانتهاك حقوق المراة، والتمييز العنصري. بمعنى اخر ان الشعوب باتت ترفض البرلمانات التي تقوم بتنفيذ الاملاءات الامريكية الصهيونية. فالانتخابات ونتائجها بينت وبصورة غير مباشرة عزلة امريكا والصهاينة وهزيمتهم امام ارادة الشعوب. كما ان شعارات رئيس الوزراء الجديد وتأكيده على احياء دور كندا الدولي تشير الى التبعية لامريكا لن ترفع من مستويات الشعوب. وان ادعاءات واشنطن بانها منقذة للشعوب هراء لا اكثر، اي ان الانتخابات الكندية شكلت فشلاً لسياسات امريكا والصهاينة في العالم.