مواجهة أنقرة وروسيا في إطار الناتو
الصحف الإيرانية الصادرة في طهران اليوم ركزت على التحولات التي أعقبت إسقاط الطائرة العسكرية الروسية فحملت العنواوين التالية: "مواجهة أنقرة وروسيا في إطار الناتو"، "أوباما وعرقلة الجهد الروسي"، "الرد الروسي على الطعنة التركية" و"أنقرة والخوف من انتقام الكرملين".
مواجهة انقرة وروسيا في اطار الناتو
تحت عنوان "مواجهة أنقرة وروسيا في إطار الناتو" قالت صحيفة (ابتكار): من الواضح ان تركيا حاولت ان تنوب عن امريكا بإرسال رسالة الى موسكو تؤكد امتعاض الغرب من العمليات الروسية ضد مواقع عصابات "داعش" الارهابية. الا انه واذا ما تدخل الناتو بعد هذه التطورات فإنه سيدفع الثمن غالياً خصوصاً اذا ما استمر في دعم "داعش" والوقوف بوجه جبهة روسيا وايران. والسؤال المطروح هو كيف ستتصرف روسيا مع الهجوم التركي على طائرتها، فهل سيقتصر الرد الروسي على توجيه التحذيرات، واصدار قرارات منع السياح من التوجه الى تركيا، ام انه سيكون عسكرياً وقاصماً؟
وتضيف الصحيفة: الاحتمال الاقوى هو ان الاوضاع ستبقى في اطار التحذيرات والقرارات المحدودة، مع ان روسيا ستنشر منضومة صواريخ اس 400 وبالمقابل سينشر الناتو منظومة باتريوت الصاروخية فوق الاراضي التركية. فبوتين يخطط لاكبر من الرد العسكري، اي ان زيارته الى فرنسا جاءت لايجاد خلافات داخل الناتو عبر اقناع فرنسا بضرورة محاربة "داعش" والابقاء على الاسد في الحكم في ان واحد. ما يعني ان "داعش" اصبحت في فخ السياسات الاقليمية والدولية، وان اكبر حماتها كتركيا والسعودية ستصبحان ضحية لعبة الكبار. فقد تحصل تغييرات في مواقف واشنطن في هذ الحالة والتي قد تنتهي بتفريط واشنطن باقرب حلفائها في المنطقة كالسعودية للخلاص من هذه السجالات السياسية.
أوباما وعرقلة الجهد الروسي
واما (كيهان العربي)، فقد قالت تحت عنوان "أوباما وعرقلة الجهد الروسي": بعد ان تعرضت فرنسا لهجوم ارهابي لم يكشف عن تفاصيله لحد هذه اللحظة نجد ان باريس شمرت سواعدها لان تحارب تنظيم "داعش" لانه وكما ادعت شكل تهديداً مباشراً لها، الا انه وفي فذلكة معروفة خرج علينا وزير الخارجية الفرنسي بالقول ان فرنسا تريد التحالف مع موسكو في ضرب الارهاب وبنفس الوقت وضعت خطة لهذا الامر مفادها ان يقوم الجيش السوري وبالتنسيق مع المعارضة المزعومة والموهومة "الجيش الحر" في محاربة "داعش" على الارض وتتولى كل من فرنسا وروسيا الامر من الجو. وهو ما يعكس ان باريس تحاول جهد امكانها ان تجد مساحة للارهاب المدعوم امريكيا. لذلك جاء الرد الروسي الواضح من خلال تصريح الكرملين بالامس ان الغربيين غير جادين في محاربة الارهاب وهو ما سيشكل طعنة كبيرة للجهود الغربية التي تريد ومن خلال اعلانها التعاون مع الروس هو استغلال الوقت وتسويف الامر من اجل ان لا تستمر موسكو قوتها وقدرتها الفاعلة لضرب الارهاب.
الرد الروسي على الطعنة التركية
"الرد الروسي على الطعنة التركية"، تحت هذا العنوان قالت صحيفة (جوان): ان تركيا تطاولت وتحركت اكثر من حجمها وخارج الاطرالمحددة للقوانين والاعراف الدولية، بوقوفها بوجه المارد الروسي، فقد حاولت ومن خلال اسقاطها الطائرة الروسية ان توجه الرسالة الى موسكو بعدم التدخل في المناطق السورية المتاخمة للحدود التركية بذريعة دعم التركمان في تلك المناطق من جهة، ومن جهة ثانية حاولت انقرة ان توجد ذريعة لتتدخل على اثره في تلك المناطق التي تعتبرها فناءها الخلفي في شمال سوريا وتنشئ منطقة حظر جوي. الا ان روسيا اعتبرت الهجوم التركي بمثابة طعنة من الخلف واكدت ان تركيا ستدفع الثمن غالياً فأعلنت وفي اولى خطواتها نشر منظومة صواريخ (S400) في قاعدة حميميم الجوية باللاذقية، وارسال مقاتلات حماية للطائرات الروسية القاصفة ومدمرات تحمل صواريخ ذكية الى سواحل اللاذقية مصحوبة برزمة تحذيرات صارمة من قبل روسيا لتركيا.
وتضيف الصحيفة: ان الاجراءات الروسية اتخذت لسد الطريق امام اية قرارات متهورة قد تتخذها تركيا من جديد. اي ان موسكو ومن اجل ان لا تطعن من جديد من الخلف اعلنت انها ستضرب بقبضة حديدية فضلاً عن سلسلة اجراءات اقتصادية اتخذتها روسيا من قبيل منع السياح من التوجه الى تركيا وايجاد محدوديات لعمل الشركات التركية في روسيا، هذا بالإضافة إلى اعلانها اعادة النظر في قضية تصدير الغاز الى تركيا. وهذا ما سينعكس سلبياً على مكانة تركيا الاقليمية والدولية وموقفها الذي شهد نزولاً مطرداً بعد اجتماعات فيينا 1 و 2 بشأن القضية السورية.
أنقرة والخوف من انتقام الكرملين
اما صحيفة (قدس) فقد قالت تحت عنوان "أنقرة والخوف من انتقام الكرملين": منذ اليوم الاول لدخول روسيا على الخط في سوريا لمحاربة عصابات "داعش" الارهابية المدعومة من امريكا والصهاينة وتركيا والرجعية العربية، كانت التكهنات تدور حول احتمال بروز مواجهات بين تركيا وروسيا، وكانت النتيجة كذلك بالضبط، بإسقاط تركيا طائرة سوخوي 24 روسية فوق الاراضي السورية القريبة من الحدود التركية. وما يؤكد صحة التصريحات الروسية بسقوط الطائرة داخل الاراضي السورية، هو قيام عصابات تابعة لـ"داعش" بقتل الطيار قرب احدى القرى السورية. وفي اطار الاسباب وراء اسقاط هذه الطائرة لابد من الاشارة الى ان اردوغان الذي شاهد تدمير مواقع العصابات الارهابية التي رسملت تركيا عليها كثيراً من قبل الطائرات الروسية، فكر في طريقة لايقاف الهجوم الروسي الدقيق على مواقع العصابات الارهابية، ولم يجد افضل من اسقاط الطائرة الروسية دون ان يفكر في عواقب الامور. فتركيا بدأت مغامرة ويجب ان ننتظر موقف الناتو من ذلك.
وتضيف الصحيفة: رغم ان حلف الناتو الذي يعلم جيداً ابعاد خطورة الخطوة التركية، لا يمكن ان يورط نفسه في مغامرة لا طائل من ورائها. لذا اعلن انه لا علم لديه حول ملابسات اسقاط الطائرة الروسية، الا انه هل ستقف روسيا مكتوفة الايدي امام هذا الهجوم الذي اسقط احدى احدث طائراتها وتلاه اسقاط مروحية روسية كانت في مهمة للبحث عن الطيار الروسي في ذلك اليوم؟ فمن جهة سيعتبر السكوت الروسي بمثابة ضوء اخضر لتركيا للاستمرار في هذه التخرصات، ومن جهة ثانية سيؤدي تدخل الناتو الى تعقيد الامور اكثر ويذهب بها الى ما لا تحمد عقباه، ما يعني ان المستقبل سيحمل الكثير من المفاجات لتركيا والمنطقة.