فليبكوا كثيراً
Jan ٢٠, ٢٠١٦ ٠٣:٥٧ UTC
أبرز العناوين التي طالعتنا بها الصحف الإيرانية الصادرة في طهران اليوم: فليبكوا كثيراً، محاولات أمريكا اليائسة، حرصاً على الأمن أم خدعة سياسية، "داعش" والعودة إلى قصر الأسياد.
فليبكوا كثيرا
صحيفة (كيهان العربي) علقت على جهود الصهيونية العالمية وذيولها في المنطقة لإبقاء الملف النووي سيفاً مسلطاً على طهران، فقالت تحت عنوان "فليبكوا كثيرا": لاشك ان هذه الاطراف كانت ترى في ذلك نعم الذريعة لممارسة الضغط واتخاذ القرارات التي كانوا يعتقدون انهم يستطيعون ان يوصلوا ايران الى وضع قطع النفس. الا ان تحلي طهران بالصبر والحكمة التي رسمتها في سياستها لمعالجة هذا اللون من السلوك اللاانساني واللاأخلاقي قد مكنها من اخضاع كل الارادات الدولية بصيغة تعتمد على المنطق والحوار.
وأضافت: اللافت والذي لابد من الاشارة اليه ان الصهيونية العالمية وامريكا وذيولهم في المنطقة كانوا يحلمون بان لا يتم الاتفاق. الا ان طهران استطاعت ان تبدل فرحهم الى حزن كبير بات يخيم عليهم من خلال الوصول الى الاتفاق مع المجتمع الدولي بحيث فتح الآفاق امامها للتحرك الاوسع وانفتاح العالم عليها من جديد. مما يعكس ان المحاولات العدوانية والحاقدة قد انكفأت وعادت الى الوراء، وبذلك يمكن القول ان الثورة النووية قد انتصرت، رغم وجود بعض التحفظات من نوايا الجانب الآخر سواء كان الامريكي او غيره فيما اذا خضعوا للضغوط وينكفئون على أنفسهم، الا ان طهران قد أعدت لكل شيء حسابه وعندها لكل حادث حديث.
محاولات أمريكا اليائسة
صحيفة (جوان) علقت على المحاولات الامريكية اليائسة لوضع العقبات امام الاتفاق النووي فقالت: لاشك ان التحرك الامريكي الاخير بفرض الحظر على الصواريخ الباليستية الايرانية يشكل دروساً لابد من الاتعاظ منها. فمن خلال تأكيدات مرشحة الحزب الديمقراطي للانتخابات الرئاسية هيلاري كلينتون على ضرورة فرض البيت الابيض المزيد من الحظر على ايران، تتأكد حقيقة نوايا الساسة الامريكان تجاه ايران. وان عداء امريكا لايران لن يقتصر على المتطرفين في الحزب الجمهوري، فالجميع متأثرين باللوبي الصهيوني. كما ان هناك اليوم تحركاً كبيراً ضد المسلمين وعلى الخصوص الشيعة تقوده امريكا وتدعمه السعودية لتأجيج الخلافات السنية الشيعية.
وتضيف: في الوقت الذي دخل الاتفاق النووي حيز التنفيذ واعلان الوكالة الدولية للطاقة الذرية تأييدها الكامل للبرنامج النووي الإيراني وسحب كافة الذرائع ضد ايران الاسلامية، يتضح جلياً ان العداء ضد ايران متجذر في اخلاقية الغرب وامريكا. والا ماذا يعني فرض الحظر من جديد في الوقت الذي اكدت امريكا واعترفت بسلمية البرنامج النووي الايراني وانه لا يوجد ما يبرر إبقاء الحظر، والانكى من ذلك انه تم التاكيد مراراً ان الصناعات الصاروخية الايرانية لا علاقة لها بالمفاوضات النووية وليست مطروحة للنقاش بتاتاً.
حرصاً على الامن ام خدعة سياسية
صحيفة (سياست روز) تناولت التوجهات الامريكية والسعودية صوب باكستان التي تواجه اليوم ازمات سياسية وامنية والمساعي الامريكية لترطيب الاجواء بين باكستان والهند وباكستان وافغانستان وعقدها الاجتماعات بهذا الخصوص فقالت تحت عنوان "حرصاً على الأمن أم خدعة سياسية": ان امريكا ولو كانت جادة في ادعائها وحرصها على امن باكستان لماذا لم تتحرك طيلة السنوات الماضية، وما معنى طرحها موضوع التفاوض مع طالبان وتدعي بأن ذلك ضروري من أجل امن المنطقة؟
وتضيف: بما أن ما يهم امريكا في هذه المرحلة هو استمرار التواجد في افغانستان، حيث طرحت موضوع التفاوض مع طالبان ومنحها بعض المناطق في افغانستان، لذا فان واشنطن تحاول اقناع باكستان ببعض المغريات الاقتصادية لانجاح المهمة. واما بشأن السعودية التي ارسلت في غضون ثلاثة ايام، ولي عهدها ووزير دفاعها الى اسلام اباد وارسلت قبل ذلك وزير خارجيتها الى هناك، فان المراقبين يعتقدون بأن الرياض بصدد التغطية على ازماتها الداخلية والخلافات داخل العائلة الحاكمة، خصوصاً وان هناك اليوم تيارين يتنافسان للسيطرة على مفاصل الحكم. وفي الوقت الذي تواجه السعودية اخفاقات كبيرة على صعيد المنطقة، وفشلت في تحقيق اهدافها، رغم تخصيص مليارات الدولارات لدعم العصابات الارهابية في سوريا والعراق وليبيا وفشل عدوانها على اليمن. لذا فانها تحاول ان تطلب من اسلام اباد ارسال عناصر طالبان المتواجدين في باكستان بكثرة الى المناطق التي هزمت فيها السعودية اي الى اليمن لتحقيق هدف ولو صغير ليحفظ لها ماء الوجه الذي لم يبق منه شيء. ما يعني ان ما تدعيه السعودية بايجاد تكتلات وتجاذبات بين دول المنطقة ضد ايران، هو ذريعة للتغطية على هزائمها المستمرة والمتلاحقة في المنطقة.
«داعش» والعودة الى قصر الاسياد
اما صحيفة (قدس) وتحت عنوان "داعش والعودة الى قصر الاسياد" تناولت موضوع تأسيس الانظمة السلطوية لعصابات القاعدة لتنفيذ مآربها، وانقلاب الطاولة عليها ومواجهتها هجمات من هذه العصابة الارهابية كامريكا والسعودية وتركيا فقالت: ان عصابات القاعدة الارهابية التي اسستها واشنطن لخدمة مصالحها ومقاومة الاحتلال السوفياتي في افغانستان اصبحت اليوم بمثابة خنجر في خاصرة امريكا وباكستان وتهدد مصالحها في كل مكان. والمثال الآخر على العصابات الارهابية هو "داعش" الذي أوجد من قبل السعودية وبمساعدة امريكية. فبعد فشلها في استقطاب طالبان لتنفذ سياساتها في المنطقة، فكرت الرياض في تأسيس عصابات جديدة منافسة لطالبان، لكنه وبمرور الزمن انقلب السحر على الساحر وبات "داعش" يهدد السعودية وهاجم بعض المخافر الحدودية السعودية قبل فترة وقتل مجموعة من الجنود والضباط، واكد مسؤول سعودي آنذاك مخاطباً "داعش" ان الرياض هي التي اوجدت "داعش" وقادرة على القضاء عليه متى ما شاءت. ولكن هل ان الرياض قادرة حقاً على القضاء على "داعش"؟
وتضيف: اما تركيا وشخص الرئيس اردوغان الذي قدم الدعم والتسهيلات للعصابات الارهابية المسلحة في العراق وسوريا واستلم من بعض دول الرجعية العربية مليارات الدولارات لهذا الغرض، يواجه اليوم ضربات موجعة تهدد اركان نظامه، ما يؤكد ان اللعب بمثل هذا النار لن يكون بدون مقابل وليس خالياً من الاخطار وسيلقى الداعمون والمؤسسون للارهاب جزاء اعمالهم الغير مدروسة عاجلاً ام آجلاً.