هوية (البسيج)
Nov ٢٦, ٢٠٠٧ ٢٠:٣٠ UTC
انصبت ابرز اهتمامات الصحف الايرانية الصادرة صباح اليوم في طهران على محورين اساسيين: ذكرى تاسيس قوات التعبئة الشعبية (البسيج) على يد الامام الخميني (رحمة الله عليه)، ومؤتمر انابوليس والحديث عن السلام والتخطيط للحرب
انصبت ابرز اهتمامات الصحف الايرانية الصادرة صباح اليوم في طهران على محورين اساسيين: ذكرى تاسيس قوات التعبئة الشعبية (البسيج) على يد الامام الخميني (رحمة الله عليه)، ومؤتمر انابوليس والحديث عن السلام والتخطيط للحرب. • هوية (البسيج) هوية (البسيج), هوية الثورة..تحت هذا العنوان تناولت صحيفة (رسالت) في افتتاحيتها اسبوع قوات التعبئة او (البسيج) كما هو معروف في ايران وكتبت تقول: نعيش ذكرى يوم تاسيس (البسيج) على يد الامام الخميني واذا اردنا تفسير مكانة (البسيج) في ايران علينا ان نرجع الى اصول الثورة الاسلامية ومبادئها. فكما قال سماحة القائد يوم امس: ان (البسيج) كما هي الثورة الاسلامية يعتبر من ايات الله سبحانه وتعالى وهوية (البسيج) هي هوية الثورة ذاتها. واعتبرت الصحيفة ان اهم ميزة تتميز بها قوات التعبئة هي شعبيتها وانها تنبع من ارادة الشعب الايراني بكل اطيافه ومكوناته الثقافية والاجتماعية، وهذا هو سر بقاءها واستمرارها كما هو حال الثورة الاسلامية حيث ان هذه الثورة لم تكن ثورة منوري العقول او ثورة العمال او اي شريحة اخرى، بل كانت ثورة الشعب الايراني بكل تفاصيله وشرائحه. وتابعت الصحيفة: ان قوات التعبئة لعبت دورا كبيرا في فترة الدفاع المقدس اثر تعرض ايران للهجوم البعثي ومن وقف وراءه من الدول الغربية وعلى رأسهم امريكا. وبعد ذلك في فترة الاعمار والتنيمة قامت التعبئة بدور القوات الشعبية الناهضة لبناء ايران وتطورها في كل المجالات العلمية والصناعية والزراعية. وبهذه الجهود الجبارة تقدمت ايران اقتصاديا وارست قواعد التنمية الشاملة للبلاد وراحت تفتح ابواب العلوم والتقنيات الحديثة كالمشروع النووي ذات الاهداف المدنية والصناعية الكبرى. • مدرسة العشق اما صحيفة جوان فتحت عنوان (مدرسة العشق ) وصفت قوات التعبئة الشعبية (البسيج) في ايران وكتبت الصحيفة تقول: نعيش هذه الايام ذكرى تاسيس هذ القوات على يد مؤسس الثورة الاسلامية الامام الخميني (رضوان الله عليه) الذي كان يقول ان (البسيج) هو الجيش الشعبي والذخيرة الالهية للثورة الاسلامية ولا يمكن تفكيك ثقافة (البسيج) عن ثقافة الثورة الاسلامية وكما كان يؤكد مؤسس هذه القوات ان التعبئة هي الشعب باكمله، الشعب الذي قاوم الغزو البعثي وحماته الغربيين والاقليميين الذين بذلوا كل ما في وسعهم وعلى مدى ثمان سنوات ليقتلوا الثورة الاسلامية في مهدها لكن الشعب الايراني اتحد حول القيادة الرشيدة ووقف وقفة رجل واحد امام هذه الهجمة الكبرى وقدم عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى والمعوقين قرابين ليثبت للعالم بان الاستقلال والسيادة والكرامة تحتاج رجال وتضحيات ولا تاتي بالمساومة والمداهنة مع العدو. وتابعت الصحيفة: لم يقتبس (البسيج) قوته من التجهيزات العسكرية والمادية، بل كان يستلهم الدروس من مدرسة العشق الالهي والاسلام المحمدي الاصيل الذي احياه الامام الخميني في ايران. ورات صحيفة جوان ان (البسيج) يتعدى مفهوم القوة العسكرية ليصبح فكرا وثقافة اصيلة في ايران. فاي مواطن يعمل لخدمة الوطن والاسلام فهو بسيجي بامتياز وان كان طالبا في المدرسة او في الجامعة او كان عاملا في المصنع او مزارعا او طبيبا او مهندسا. اضافة الى ان ثقافة (البسيج) تجعل الانسان على اهبة الاستعداد للدفاع عن الوطن والقيم الإسلامية اذا تعرض البلاد الى هجوم عسكري لا سمح الله. • السلام والحرب الحديث عن السلام والتخطيط للحرب..بهذا العنوان تناولت صحيفة الوفاق الناطقة بالعربية مؤتمر انابوليس وقالت: تزامنا مع انعقاد مؤتمر انابوليس تعهد الكيان الصهيوني بنشر تقرير عن خطته لانفاق ما يزيد عن ۶۲ مليار دولار لتطوير ماكنته الحربية خلال الاعوام الخمسة المقبلة. ويتحدث التقرير عن تشكيل فرقة جديدة من دبابات الـ (ميركافا) وناقلات جنود مدرعة باعداد كبيرة، فضلا عن اعداد مماثلة من الطائرات الحربية والقاذفة، وكذلك نظام صاروخي متطور، وايجاد فرق عسكرية جديدة مجهزة باحدث الآليات والتقنيات الحديثة، في كل من اسلحة الجو والبر والبحر. ويضيف التقرير بان الميزانية العسكرية الصهيونية تشكل 8% من الناتج القومي الى جانب مساعدات امريكية واوروبية لهذا الغرض. ومما لم يأت ذكره في التقرير ويعتبر سرياً، هو تطوير الترسانة النووية الاسرائيلية، والتي يقال بان عدد الرؤوس النووية الجاهزة للاطلاق فيها يزيد عن ۳۵۰ رأساً نووياً !! وتابعت الصحيفة: يكفي هذا التقرير الخطير ليكشف حقيقة من يحضر اليوم امام العرب تحت قناع السلام. فهل يتبقى أي رهان للسلام مع مثل هذه العقلية الارهابية التي ارتكبت ابشع المجازر بحق الابرياء منذ ان زرعت في أرض فلسطين؟! ومن الذي يصدق بان الكراهية والعداء الصهيوني سوف يتبدل الى مودّة وصداقة مع العرب والمسلمين؟! وخلصت الوفاق بالقول: ان اجتماع انابوليس لن يكون اكثر من مسرحية اعلامية لإعطاء الصهاينة شرعية الوجود في أرض الآخرين، وتعميق الفتنة بين الفلسطينيين والعرب، وخلق العداوة بين من حضر ومن لم يحضر. • انابوليس والدبلوماسية الامريكية اما صحيفة (كيهان) فشبهت الدبلوماسية الامريكية التي ادت الى مؤتمر انابوليس بالسيارة المنهكة والمتعبة جدا وقالت: لقد بذلت كوندليزارايس المستحيل لتجمع القادة العرب مع الصهاينة حول طاولة السلام المزمع في الشرق الاوسط، لكن الفشل يلاحق هذه الجهود دوما لسبب واحد وبسيط جدا وهو ان الادارة الامريكية تتجاهل ارادة شعوب المنطقة وتراهن على الانظمة السياسية التي لا تتمتع بشعبية كبيرة في بلدانها. وتسائلت الصحيفة: هل يمكن لهذا المؤتمر ان يوصل القضية الفلسطينية التي تعاني من الاحتلال والارهاب الاسرائيلي لمدة 60 عاما, الى حل عادل وحقيقي؟ ماذا قدمت المؤتمرات والملتقيات العديدة السابقة التي رعتها الادارة الامريكية للشعب الفلسطيني؟ واعتبرت الصحيفة ان الاهداف الحقيقية من وراء هذا المؤتمر هي اضفاء الشرعية علىالكيان الصهيوني وتقوية موقفه بحضور الوزراء العرب بعد ان تعرضت سمعته الى خطر كبير جراء حرب تموز وانتصار المقاومة الاسلامية اللبنانية عليه. من جهة اخرى تحاول الادارة الاميركية ان تغطي على انتكاساتها المتوالية في المنطقة بدءا بالعراق وصولا الى لبنان وفلسطين مرورا بافغانستان والملف النووي الايراني. واعتبرت صحيفة كيهان ان الفشل والهزيمة ستلاحق الادارة الامريكية ودبلوماسيتها مادامت لاتصغي الى صوت الشعوب والجماهير صاحبة القرار والارادة الحقيقية في هذه المنطقة. وايران هي الغائب الحاضر بقوة في مثل هذه المؤتمرات لانها تدعم خيار الشعوب العربية والاسلامية في التصدي للغطرسة الصهيوامريكية ولا تنساق وراء الوعود الكاذبة والتسوية المجانية والتطبيع مع العدو الصهيوني. انها اختارت الطريق ذات الشوكة وتحملت ولازالت تتحمل الكثير من العناء والمشقة لأنها ترفض المساومة على القضية الفلسطينية اكبر جرح زرعه الاستعمار الغربي في جسد الامة الاسلامية.