500 قتيل في القتال بين داعش والمعارضة المسلحة في سوريا

قتل أكثر من 500 شخص بينهم 85 مدنياً خلال اسبوع من الحرب الدائرة بين مسلحي ما يسمى "الدولة الاسلامية في العراق والشام" التابعة للقاعدة ومسلحي المعارضة السورية في شمال البلد.

وتدور اشتباكات عنيفة منذ اسبوع بين مسلحي المعارضة وعناصر من تنظيم "الدولة الاسلامية في العراق والشام" (المعروف اختصاراً بتنظيم داعش) ما اسفر عن سقوط نحو 500 قتيل.

وقال مدير ما يسمى "المرصد السوري لحقوق الإنسان" رامي عبد الرحمن انه "تم توثيق مقتل 482 شخصاً منذ فجر يوم الجمعة 3 كانون الثاني الجاري وحتى منتصف يوم أمس الخميس، وذلك خلال الاشتباكات بين مقاتلي الدولة الإسلامية في العراق والشام من طرف، ومقاتلي كتائب إسلامية مقاتلة والكتائب المقاتلة من طرف آخر".

واشار المرصد الى ان من بين القتلى "85 مدنياً و240 مقاتلاً معارضاً و157 عنصراً من الدولة الاسلامية في العراق والشام"، لافتاً الى ان الاشتباكات تدور في محافظات حلب (شمال) وإدلب (شمال غرب) والرقة (شمال) وحماة (وسط).

كما افاد المرصد عن "إعدام الدولة الإسلامية في العراق والشام لعشرات المواطنين، ومقاتلي الكتائب المقاتلة في معتقلاتها بعدة مناطق ووجود عشرات المقاتلين من الطرفين الذين لقوا مصرعهم خلال هذه الاشتباكات"، مشيراً الى عدم "التمكن من توثيقهم حتى اللحظة".

واحرز مسلحو "الدولة الاسلامية في العراق والشام" تقدماً الجمعة في المعارك الجارية في الرقة (شمال) فيما يواصل مسلحو المعارضة هجومهم في ريفي حلب (شمال) وادلب (شمال غرب)، حسبما ذكر الجمعة ناشطون.

ويقدر مراقبون عدد مسلحي "داعش" في سوريا بما بين ستة وسبعة الاف، وفي العراق بما بين خمسة وستة الاف.

* الوضع الانساني

بموازاة ذلك، واصل الوضع الانساني تدهوره، كما الحال في دمشق حيث توفي 41 لاجئاً فلسطينياً بسبب الجوع او نقص العلاج خلال ثلاثة اشهر في مخيم اليرموك المحاصر منذ قرابة عام من جانب الجيش، وفق المرصد.

ومن بين حالات الوفاة هذه، 24 تعود لأشخاص ماتوا جوعاً، والاخرون بسبب نقص الادوية والعناية اللازمة، بحسب المرصد الذي يقول انه يعتمد على شبكة من الناشطين والمصادر الطبية على امتداد سوريا.

كذلك اشارت اللجنة الدولية للصليب الاحمر الجمعة الى ان رئيسها بيتر ماورر موجود في دمشق سعياً لتأمين وصول اكبر للمنظمة في البلد.

وقال في بيان ان "انشطتنا اتسعت بشكل كبير العام المنصرم، لكننا نود القيام بالمزيد".

ويعقد رئيس اللجنة الدولية للصليب الاحمر خلال زيارته التي تستمر ثلاثة ايام مباحثات في دمشق مع عدد من كبار المسؤولين في الحكومة السورية ومع قيادة ومتطوعي الهلال الأحمر العربي السوري، الشريك الرئيس للجنة الدولية في البلد.

ويزور ماورر أيضا "الأشخاص الذين يكابدون آثار النزاع للوقوف على الوضع مباشرة".

* الوضع السياسي

وعلى الصعيد السياسي، تواجه جماعات المعارضة المسلحة ضغوطاً للموافقة على المشاركة في مؤتمر السلام المعروف بـ"جنيف 2" والمزمع انطلاقه في سويسرا ويجمع ممثلين عن الحكومة والمعارضة للسعي الى حل سياسي للنزاع الدامي المستمر منذ قرابة ثلاث سنوات.

وفي ظل هذه المعارك الدامية، ستحاول 11 دولة تساند المعارضة المسلحة الضغط عليها لإقناعها بالمشاركة في مؤتمر جنيف 2 المقرر عقده في 22 من الشهر الجاري.

وقال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس الذي دعا الى عقد هذا اللقاء الوزاري في باريس "نعتبر ان (مؤتمر) جنيف 2 ضروري شرط احترام مهمته. ونطلب من الطرفين بذل جهود للمشاركة فيه".

ولم يحسم ما يسمى "الائتلاف السوري" الذي يشهد انقسامات عميقة حول هذه المسألة والذي عقد اجتماعاً هذا الاسبوع في اسطنبول، امر المشاركة وأرجأ الى 17 كانون الثاني قراره في هذا الشأن. وحذر ابرز مجموعات المعارضة في المنفى من اجراء اي شكل من اشكال التفاوض مع الحكومة السورية، وسبق للـ"المجلس الوطني السوري"، ابرز مكونات الائتلاف، ان عبر عن رفضه المشاركة في جنيف 2، مطالباً بضمانات حول تنحي الرئيس السوري بشار الاسد.

من جهتهم، جدد دبلوماسيون روس خلال لقاء الجمعة في موسكو مع مساعدة وزير الخارجية الامريكي للشؤون السياسية ويندي شيرمان، تأكيدهم على دعم روسيا للرئيس السوري بشار الاسد في "تصديه للمجموعات الارهابية".

واجبر النزاع المسلح في سوريا الذي بدأ في اذار 2011 الملايين على الفرار من منازلهم داخل البلد والى دول الجوار.