اشتباكات عنيفة تشارك فيها دبابات عراقية في الانبار
-
تحارب القوات العراقية القاعدة والجماعات المسلحة في الانبار
تدور اشتباكات عنيفة منذ صباح الخميس بين القوات العراقية ومسلحي القاعدة في منطقة تقع بين الرمادي والفلوجة، في وقت دعا رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي "الدول التي تركب موجة الارهاب" الى وقف تمويله.
وقال مصدر امني إن "قوة كبيرة هاجمت مساء اوكار القاعدة في منطقة البوبالي التي تحولت الى معقل لمقاتلي القاعدة، وتدور منذ الصباح اشتباكات عنيفة بين الطرفين تشارك فيها دبابات الجيش".
والبوبالي الواقعة بين الفلوجة (60 كيلومتر غرب بغداد) والرمادي (100 كيلومتر غرب بغداد)، وهي منطقة وعرة تحيط بها البساتين، اخر منطقة انسحب منها مقاتلو القاعدة في العام 2007 بعد فرض سيطرتهم عليها.
وكان المالكي اكد في كلمته الاسبوعية مساء الاربعاء ان عودة تنظيم القاعدة الى المناطق التي سبق وانسحب منها "حلم ابليس ولن يعودوا ابدا الا وهم جثث هامدة"، بعد يوم من اعلان تنظيم "الدولة الاسلامية في العراق والشام" الموالي للقاعدة عن قرب عودته الى هذه المناطق.
وقال المالكي اليوم في كلمة لمناسبة عيد الشرطة "يجب ان تتوقف الدول التي تركب موجة الارهاب وتموله وتحميه اعلاميا"، معتبرا ان هذا الامر "سيرتد عليهم كما ارتد على من سبقوهم، ونصيحتي لمن يمدون العون للارهاب ان يكفوا عن دعمه".
وخسرت القوات الامنية العراقية السبت مدنية الفلوجة بعدما خرجت عن سيطرتها ووقعت في ايدي مسلحي "الدولة الاسلامية في العراق والشام" (داعش)، لتتحول من جديد الى معقل للمتطرفين بعد الحربين الامريكيتين اللتين هدفتا الى ضرب المسلحين فيها في 2004.
وعززت القوات العراقية الثلاثاء استعداداتها العسكرية قرب الفلوجة، بعد يومين من قول مسؤول حكومي عراقي ان "القوات العراقية تتهيأ لهجوم كبير في الفلوجة"، فيما دعا رئيس الوزراء نوري المالكي عشائر وسكان الفلوجة الى طرد "الارهابيين" لتجنيب المدينة عملية عسكرية مرتقبة.
غير ان المستشار الاعلامي لوزارة الدفاع العراقية الفريق الركن محمد العسكري استبعد ان تقوم القوات العراقية باقتحام مدينة الفلوجة "الان".
واضافة الى الفلوجة، سيطر المسلحون الموالون لتنظيم القاعدة على اجزاء من مدينة الرمادي المجاورة، مستغلين انشغال القوات الحكومية بقتال مسلحين من العشائر رافضين لفض اعتصام في الانبار.
وبينما تدور الاشتباكات في البوبالي، تشهد الرمادي والفلوجة هدوءا اليوم، بعد يوم من معارك في الرمادي وعودة شرطة المرور الى شوارع الفلوجة رغم استمرار سيطرة المسلحين عليها.
وقتل في المعارك الدائرة قرب الفلوجة وفي الرمادي منذ اكثر من اسبوع اكثر من 250 شخصا، بحسب مصادر رسمية، فيما اعلنت جمعية الهلال الاحمر العراقي ان هذه المعارك تسببت في نزوح 13 الف عائلة حتى الان.
وهذه اسوأ اعمال عنف تشهدها محافظة الانبار التي تتشارك مع سوريا بحدود تمتد لنحو 300 كيلومتر منذ سنوات وهي المرة الاولى التي يسيطر فيها مسلحون على مدن كبرى منذ اندلاع موجة العنف الدموية التي تلت الاجتياح الامريكي عام 2003.
واتهمت اليوم منظمة "هيومن رايتس ووتش" الناشطة في مجال الدفاع عن حقوق الانسان القوات الحكومية العراقية والمسلحين الموالين لتنظيم القاعدة بالتسبب بمقتل مدنيين عبر اتباع طرق قتال "محظورة".
وفي بغداد، قتل ستة متطوعين في الجيش العراقي على الاقل واصيب 20 بجروح في انفجار سيارة مفخخة امام مركز للتطوع، بحسب ما افادت مصادر امنية.
في هذا الوقت، اتصل نائب الرئيس الامريكي جو بايدن بالمالكي للمرة الثانية خلال هذا الاسبوع، بحسب ما اعلن البيت الابيض، مشيرا الى ان المسؤول الامريكي حث المالكي على مواصلة بذل الجهود للحوار مع قادة البلاد وزعماء العشائر والزعماء المحللين.
بدوره، اكد المتحدث باسم البيت الابيض جاي كارني ان واشنطن دعت المالكي الى العمل من اجل المصالحة في موازاة مواصلة العملية العسكرية ضد تنظيم القاعدة في محافظة الانبار.
واضاف البيان ان "رئيس الوزراء المالكي اطلع نائب الرئيس على عناصر جديدة تتعلق بالوضع في محافظة الانبار من بينها سلسلة مبادرات سياسية على المستوى المحلي والوطني"، فيما واشاد بايدن بالتزام المالكي الابقاء على الانتخابات في نهاية نيسان رغم تصاعد اعمال العنف.