انفجار حافلة يؤدي الى مقتل 22 زائرا شيعيا في باكستان
قتل 22 زائرا شيعيا الثلاثاء لدى عودتهم من ايران حيث زاروا الاماكن المقدسة واصيب 20 اخرون عندما انفجرت قنبلة في حافلة كانت تقلهم في ولاية جنوب غرب باكستان، بحسب مسؤولين، فيما يخوض الجيش قتلا مع مسلحي طالبان شمال غرب البلاد..
ووقع الانفجار في قرية درينغار على الطريق السريع الواصل بين باكستان وايران على بعد نحو 60 كيلومتر غرب مدينة كويتا عاصمة ولاية بلوشستان.
وصرح مسؤول الحكومة المحلية شوكت شهواني ان "22 شخصا قتلوا واصيب 20 اخرون".
واضاف ان 51 راكبا كانوا على متن الحافلة ساعة وقوع الانفجار وان مصير تسعة ركاب لا يزال غير معروف بسبب حجم الدمار الذي خلفه الانفجار.
وصرح وزير داخلية الولاية اسد جيلاني انه لم يتضح على الفور نوع القنبلة التي استخدمت في الهجوم وما اذا كان الهجوم انتحاريا.
وقال ان حافلتين كانتا تسيران معا برفقة عربات امنية حكومية وان الانفجار استهدف احدى الحافلتين.
وكان شخصان قتلا في هجوم مماثل في الاول من كانون الثاني في انفجار قنبلة استهدفت حافلة تحمل زوارا شيعة.
ولم تعلن اية جهة مسؤوليتها عن الانفجار الا ان العنف الطائفي تصاعد في باكستان بعد عدة هجمات دموية من جماعات مسلحة قرب اسلام اباد في تشرين الثاني العام الماضي.
ويشكل الشيعة نحو 20% من سكان باكستان. وتعاني ولاية بلوشستان الغنية بالنفط ووالغاز من تمرد انفصالي وعنف طائفي يستهدف المسلمين الشيعة من اتنية الهزارا.
* عمليات للجيش
وفي باكستان أيضا أعلن الجيش الثلاثاء انه قصف معاقل المسلحين في شمال غرب البلاد فقتل اربعين عنصرا منهم في رد على الاعتداءين اللذين قامت بهما حركة طالبان باكستان واسفرا عن سقوط 39 قتيلا بينهم 34 عسكريا خلال اليومين السابقين.
وقال ضابط كبير في الجيش "قتل اربعون ارهابيا الليلة الماضية" في قصف جوي نفذه الجيش دمر خلاله "مخابئهم" في وزيرستان الشمالية. وكانت الحصيلة الاولى اشارت الى مقتل 25 شخصا.
واكد مصدر حكومي هذا القصف وحصيلته الجديدة.
وتعتبر وزيرستان الشمالية، وهي واحدة من المناطق القبلية السبع في شمال غرب باكستان المجاورة للحدود الافغانية، اكبر معقل في المنطقة لمقاتلي تنظيم القاعدة الاجانب ولحركة طالبان باكستان التي تبنت اعتداءي الاحد والاثنين.
وقال الضابط ان مقاتلات الجيش بدأت تقصف المنطقة الثلاثاء في الساعة 00:30 مؤكدا ان "بعض الاجانب وقياديين" في الحركة بين الضحايا.
واكد الجيش ان بعضهم متورط في عدة اعتداءات دامية في شمال غرب البلاد بما فيها الذي اسفر عن مقتل 82 مسيحيا على الاقل في بيشاور في ايلول الماضي والهجوم على بانو الذي اسفر عن سقوط 26 عنصرا من القوات شبه العسكرية.
وافادت مصادر امنية ان القصف طال ايضا منزل عدنان رشيد احد قادة حركة طالبان باكستان الذي يعتبر مدبر عدة هجمات خصوصا تلك التي ادت الى الافراج عن المئات من المعتقلين في ديرا اسماعيل خان (شمال غرب) في تموز الماضي.
واكد مسؤولون في اجهزة الاستخبارات في ميران شاه ان القصف الجوي تواصل صباح الثلاثاء متسببا في فرار سكان المنطقة لكن لم يتسن التاكد مساء الثلاثاء مما اذا كان القصف اسفر عن سقوط قتلى بين المدنيين.
من جهة اخرى اعلنت الشرطة في اسلام اباد الثلاثاء انها اعتقلت الاثنين ثلاثة اشخاص يشتبه في انهم حاولوا ارتكاب اعتداءات وعثرت على مئة كيلوغرام من المتفجرات في جنوب غرب المدينة.
واعلن مسؤول في الشرطة ان "الرجال الثلاثة وهم متحدرون من المناطق القبلية، استأجروا منزلا، وكانت بحوزتهم اكياس مملوءة بالمتفجرات وكوابل ونظام كامل يستعمل في التفجير".
وتشن حركة طالبان المتحالفة مع تنظيم القاعدة، تمردا مسلحا ضد الحكومة منذ 2007 وتندد بتحالفها الاستراتيجي مع واشنطن.
وتثير الهجمات الدامية الاخيرة تساؤلات حول استراتيجية التهدئة التي تنتهجها حكومة رئيس الوزراء نواز شريف الذي عاد الى الحكم في ايار/مايو الماضي واقترح في ذلك السياق مفاوضات سلام مع حركة طالبان الباكستانية.
لكن الحركة رفضت الاقتراح بعد مقتل حكيم الله محسود الذي حل محله الملا فضل الله الذي كان قائد طالبان في وادي سوات (شمال غرب) والمعروف بشراسته وتطرفه غير ان الحركة اعلنت انها ما زالت مهتمة بمفاوضات "صادقة" شرط ان ينسحب الجيش من المناطق القبلية شمال غرب البلاد وان يكف الامريكيون عن قصف المسلحين بطائراتهم.
وقد اسفرت هجمات حركة طالبان باكستان منذ 2007 عن سقوط اكثر من 6600 قتيل في مختلف انحاء باكستان.