اشتباكات عنيفة ببنغازي اثر اختطاف نجل آمر القوات الخاصة
قتل جندي واحد واصيب اثنان آخران على الاقل في اشتباكات عنيفة اندلعت في مدينة بنغازي شرق ليبيا بعد عصر الخميس بين القوات الخاصة والصاعقة للجيش الليبي ومجموعات مسلحة، بعد ساعات على اختطاف نجل آمر القوات الخاصة العقيد ونيس بوخمادة وفق ما أفادت مصادر عسكرية وطبية.
وقال مصدر عسكري طلب عدم الكشف عن اسمه إن "وحدات من القوات الخاصة والصاعقة مدججة بمختلف أنواع الاسلحة وتساندها مروحيات من سلاح الجو الليبي تجري عمليات مطاردة لمختطفي علي ونيس بوخمادة في الوقت الحالي وتشتبك مع جيوب منهم" دون أن يحددها.
وقال عضو المكتب الإعلامي لمركز بنغازي الطبي خليل قويدر أن "المركز تلقى قتيلا من القوات الخاصة واسمه رمضان الحاسي، وجريحا من القوة ذاتها واسمه الشريف التباوي".
من جانبها قالت مديرة مكتب الإعلام في مستشفى الجلاء لجراحة الحروق والحوادث فاديا البرغثي إن "المستشفى استقبل جريحا واحد من القوات الخاصة واسمه محمد الدروقي"، لافتة إلى أنه "تعرض لإصابة خفيفة في الرجل جراء الاشتباكات".
وأوضح المصدر أن "هذه الاشتباكات تجري حاليا في محيط مناطق القوارشة وقاريونس والهواري في الجهة الغربية والجنوبية الغربية لمدينة بنغازي حيث توجد معسكرات لكتائب الثوار السابقين أبرزها معسكر كتيبة شهداء 17 فبراير".
وأشار إلى أن "تلك المجموعة المسلحة تتحصن في مزرعة بمنطقة القوارشة في المدخل الغربي للمدينة" لافتا إلى أن "الاشتباكات بدأت بعد أن رصد عناصر القوات الخاصة رماية من منطقة القوارشة على طائرة عمودية كانت تقوم بتمشيط المنطقة".
وقال مصدر في كتيبة شهداء 17 فبراير وهي كتيبة للثوار معظم منتسبيها من الإسلاميين، إن "قذائف للمدفعية المتوسطة وطلقات لأسلحة خفيفة انصبت باتجاه المعسكر من بعيد" لافتا إلى أن "الكتيبة تمكنت من إلقاء القبض على عدة أشخاص من القوات الخاصة والصاعقة أطلقوا الرصاص باتجاه المعسكر".
وقال المصدر العسكري إن "آمر القوات الخاصة والصاعقة العقيد ونيس بوخمادة تلقى مكالمة هاتفية من مختطفي نجله علي يطالبونه بسحب قواته من محيط تلك المنطقة لقاء إطلاق سراح نجله بعد ساعة من تنفيذه للشرط".
وقال مصدر مسؤول في الغرفة الامنية المشتركة لتأمين مدينة بنغازي إن "القوات الخاصة تلقت أوامرها من الغرفة بعد الحصول على إذن من النيابة العامة على ملاحقة هذه المجموعة الإجرامية" مؤكدا أن "تلك المجموعة تم رصدها وجار التعامل معها ولن تتمكن من الفرار".
وقال شهود عيان إن عناصر القوات الخاصة توزعت في المناطق القريبة من القوارشة بكامل عتادها وآلياتها وقامت بتطويق كامل للمنطقة وأغلقت كل الطرق الرئيسية المؤدية إليها ووجهت المواطنين إلى استخدام طرق بديلة لإبعادهم عن منطقة الاشتباكات.
يشار إلى أن حالة الاستنفار القصوى في صفوف القوات الخاصة ببنغازي جاءت بعد ساعات على تعرض نجل آمرها العقيد ونيس أبو خمادة ظهر الخميس لعملية اختطاف حين كان مع رفاقه من مطعم خلف جامعة بنغازي بحسب المصدر.
وقال المصدر إن نجل بوخمادة اختطف هو رفيقه لكن رفيقه عثر عليه مرميا على قيد الحياة في منطقة القوارشة.
وكان المصدر قال في وقت سابق إن "سيارتين من نوع تيوتا بيك اب اعترضتا بوخمادة الابن بالقرب من أحد المطاعم خارج أسوار الجامعة واقتيد إلى مكان مجهول".
ويستهدف مسلحون مجهولون أفراد القوات الخاصة والصاعقة بانتظام من خلال عدة هجمات على مقراتها واغتيال أفرادها خصوصا في مدينة بنغازي التي تشهد انفلاتا أمنيا واسعا.
ويوم الجمعة الماضي، اعتقلت القوات الخاصة أربعة أشخاص في بنغازي في حوزتهم "قائمة من ضباط قتلوا بالفعل وآخرين في طور الإعداد لقتلهم " خلال عملية أسفرت عن مقتل جندي.
وبعد أكثر من عامين على الاطاحو بنظام معمر القذافي في تشرين الاول 2011، ما زالت الفوضى تسود ليبيا.
والأربعاء، نجا وزير الداخلية الليبي بالوكالة الصديق عبد الكريم من محاولة اغتيال في طرابلس.