الاحتلال تجسس على مفاوضات إيران النووية عبر زرع فيروسات الكترونية
Jun ١٠, ٢٠١٥ ٢٢:٤١ UTC
أعلن باحثون في شركة "كاسبيركي" للأمن المعلوماتي أنهم تعرفوا على فيروس إلكتروني من صنع الكيان الصهيوني تم زرعه في ثلاثة فنادق أوروبية بهدف التجسس على المحادثات المتعلقة بالملف النووي الإيراني.
وذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية التي نشرت تحقيقا عن التجسس الصهيوني على المحادثات النووية الإيرانية، أن باحثين خلصوا إلى أن الاحتلال زرع نسخة محسنة من فيروس سابق تم رصده عام 2011 ويحمل إسم "دوكو" في فنادق احتضنت المحادثات.
وعلى الرغم من عدم قدرة شركة "كاسبيركي" للأمن المعلوماتي على الشرح بدقة كيفية إستخدام هذا الفيروس أو ماهية المعلومات التي تمكن من جمعها، فإن شركة الأمن المعلوماتي قالت إنه استخدم للتنصت على محادثات، سرقة ملفات، والسيطرة على أي نظام حاسوبي مرتبط بالفندق، مثل الهواتف والمصاعد وأجهزة الإنذار. والفيروس قادر أيضاً على استهداف شبكات الإتصال اللاسلكية "واي فاي"، واختراق حواسيب مكاتب الإستقبال في الفنادق، التي تسمح بالولوج إلى أرقام غرف الوفود الأعضاء.
الصحيفة الأميركية ذكرت أن إكتشافات "كاسبيرسكي" قد تسلط الضوء على إستخدام برامج التجسس الإلكترونية وغيرها من وسائل المراقبة خلال المحادثات المرتبطة ببرنامج إيران النووي، التي عُقدت بين الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والصين وروسيا وألمانيا وإيران خلال جولات عدة في سويسرا والنمسا وألمانيا، الاّ أن التقرير لم يحدد أسماء الفنادق التي تعرضت للخرق المعلوماتي.
وبموجب التقرير، فإن الشركة التي تتخذ من موسكو مقراً لها لم تسم الكيان الصهيوني كالبلد الذي يقف وراء الفيروس الجديد، لكنها أطلقت عليه إسم "دوكو بيت"، في تلميح إلى الحرف الثاني من الأبجدية العبرية. وقال باحثون إن أقساماً كبيرة من رمز الفيروس (Code)، تشبه تلك التي كُتب فيها "دوكو"، وأضافوا أنه من المستحيل خلق الفيروس الجديد من دون الإعتماد على الرمز الأصلي.
الفيروس تم العثور عليه أيضاً في حواسيب استخدمت خلال إحتفالات الذكرى السبعين لتحرير مخيم الموت النازي قرب أوشفيتز في بولندا، والتي حضرها كبار قادة العالم. وقد حمل هذا الفيروس إسم دوكو، لأنه يخلق ملفات تحمل الحرفين "د"و"ك" في بداية أسمائها، وقد رصدته شركة الأمن المعلوماتي "سيمانتك" للمرة الأولى عام 2011، وذكرت يومها أنه شبيه جداً بفيروس "ستاكسنيت"، الذي أصاب حواسيب عدة في المنشآت النووية الإيرانية.
وخلال الشهر الماضي، أفادت "وول ستريت جورنال" أن الكيان الصهيوني تجسس على المحادثات المغلقة بين الولايات المتحدة وإيران السنة الماضية، في مسعى لتحضير حملة مضادة للإتفاق النووي المحتمل. وبالإضافة إلى ذلك، قال التقرير إن الاحتلال حصل على معلومات من مداولات أمريكية سرية ومخبرين ومصادر ديبلوماسية في أوروبا.
البيت الأبيض إكتشف من جانبه عملية التجسس هذه، عندما اعترضت وكالات إستخبارات أميركية تتجسس بدورها على الكيان الصهيوني، محادثات بين مسؤولين صهيونيين، تضمنت تفاصيل لم يكن بالإمكان معرفتها من دون التنصت على محادثات سرية.
وفي مارس/ آذار، وقبل تلاوة بنيامين نتنياهو خطابه أمام الكونغرس الأميركي، حذّر البيت الأبيض ووزارة الخارجية، وبشكل علني، المسؤول الصهيوني، من أن الإفصاح عن تفاصيل بشأن المباحثات مع إيران سيُنظر إليه على أنه خيانة للثقة الأميركية. وقال مسؤولون أمريكيون، أن الكيان الصهيوني يملك كماً من المعلومات حول الإتفاق مع إيران حصلت عليه بطريقة مستقلة.