تظاهرات في العاصمة الجزائرية وثلاثة قتلى في جنوب البلاد
شهدت العاصمة الجزائرية السبت تظاهرات مؤيدة واخرى معارضة لترشح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لولاية رابعة، بينما تواصلت المواجهات المذهبية بغرداية في جنوب البلاد لليوم الخامس بين عرب سنة وامازيغ اباضيين واوقعت ثلاثة قتلى وعشرات الجرحى، بحسب مصدر رسمي.
ترأس مدير حملة بوتفليقة عبد المالك سلال تجمعا لطلاب الجامعات في القاعة البيضوية بالضاحية الغربية للعاصمة الجزائرية تحت عنوان "توعية الشباب بضرورة المشاركة في الانتخابات".
ووصف سلال ما سمي بالربيع العربي ب "الحشرة" وقال "الربيع العربي حشرة وسنقضي عليه باستخدام مبيد الحشرات وكل المنتجات اللازمة لإيقافه"، كما نقل موقع صحيفة الشروق.
ووعد سلال طلاب الجامعات بالسكن والعمل وب"مزيد من الإصلاحات السياسية والانفتاح والحريات والديمقراطية".
وفي نفس الوقت نظمت عدة حركات مدنية تجمعات احتجاجية بوسط العاصمة الجزائرية ضد ترشح الرئيس المنتهية ولايته عبد العزيز بوتفليقة في انتخابات 17 نيسان/ ابريل وللمطالبة بتغيير النظام ومكافحة الفساد.
وتجمع المئات من المساندين للحركة الاحتجاجية "بركات" (كفى) بالقرب من الجامعة المركزية تحت شعار "لا لولاية رابعة لبوتفليقة".
وعلى غير العادة لم تتدخل الشرطة لمنع المظاهرة او توقيف المشاركين فيها كما حدث في المرتين السابقتين، بسبب "منع المسيرات والمظاهرات في العاصمة" بحسب قانون صدر في 2001.
من جانب اخر نقلت وكالة الانباء الجزائرية عن مدير الصحة في الولاية قوله ان ثلاثة اشخاص قتلوا السبت في المواجهات المذهبية العنيفة الدائرة منذ خمسة ايام في غرداية (600 كلم جنوب الجزائر)، المدينة التاريخية بوابة الصحراء.
وقال المسؤول ان القتلى هم في الثلاثينيات من العمر وقد قضوا جراء اصابتهم بأدوات غير حادة، مشيرا الى ان هناك شخصا رابعا حاله حرجة بعد اصابته بجروح خطرة في هذه المواجهات المذهبية العنيفة التي دارت بين شبان في غرداية، المدينة المدرجة على لائحة اليونيسكو للتراث العالمي.
وبحسب الوكالة فان اثنين من القتلى فارقا الحياة في مكان المواجهات قرب حي الحاج مسعود، في حين توفي الثالث في المستشفى متأثرا بجروحه. واضافت ان الشخص الرابع الذي اصيب في هذه المواجهات نقل الى المستشفى وحاله حرجة.
وكان باحمد باباوموسى، عضو لجنة العقلاء التي انشئت عند اندلاع الاحداث في كانون الاول/ ديسمبر، قال في وقت سابق السبت ان ثلاثة اشخاص على الاقل قتلوا السبت بينما كانوا يحاولون الدخول عنوة الى مفوضية للشرطة في غرداية. وتعذر التحقق من هذه الواقعة وحصيلتها من مصدر مستقل.
واندلعت موجة المواجهات العنيفة هذه الثلاثاء بعدما خففت قوات الشرطة انتشارها في المدينة وفي الوقت الذي عادت فيه عائلات من سكان المدينة الميزابيين (الامازيغ) الى منازلهم التي تعرضت الى الحرق في بداية الاحداث في كانون الثاني/ يناير.
ولم يعرف في الحال الحصيلة الاجمالية لهذه المواجهات، ولكن عددا من الشهود افاد عن انها اسفرت عن سقوط اكثر من مئة جريح، في حين تحدثت وكالة الانباء الجزائرية الجمعة عن حوالى 60 جريحا سقطوا في غضون 24 ساعة، بينهم ثمانية "حالهم حرجة" بعدما تعرضوا للحرق بالاسيد.
وعادت احداث العنف بسبب عودة السكان الميزابيين (الامازيغ) الى منازلهم التي تعرضت الى الحرق في بداية الاحداث في كانون الاول/ ديسمبر، بحسب الصحف.
واكدت صحيفة الوطن ان هذه العائلات استقبلت بالحجارة ما تسبب في اندلاع الاشتباكات الاخيرة.
واوضح ممثل حزب جبهة القوى الاشتراكية حمو مصباح ان "العائلات التي تقطن في الاحياء المختلطة (عرب وامازيغ) التي لم تحترق بيوتها تريد انقاذ متاعها حتى لا تفقد كل ما تملك".
واضاف "كل المحلات كانت مغلقة بوسط غرداية السبت... وحتى التلاميذ الذين يفترض ان يدرسوا في نهاية الاسبوع لاستدراك ما فاتهم من دروس بسبب الاحداث لم يلتحقوا بالمدارس".
وخلال الفترة الممتدة بين كانون الأول/ديسمبر 2013 وشباط/فبراير 2014، تحولت منطقة غرداية (600 كلم جنوب الجزائر)، المدرجة على لائحة التراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للعلوم والتربية والثقافة (يونيسكو)، إلى مسرح لاشتباكات بين عرب سنة وأمازيغ إباضيين، ما أسفر عن مقتل خمسة اشخاص وجرح 200 آخرين منهم افراد شرطة.