مواجهات اثر تظاهرات احتجاجا على ترشح السيسي للرئاسة بمصر
فرق الامن المصري الجمعة بالغاز المسيل للدموع تظاهرات لمؤيدي الرئيس المصري المعزول محمد مرسي الذين تظاهروا في مدن عدة احتجاجا على قرار المشير عبد الفتاح السيسي قائد الجيش السابق الترشح للانتخابات الرئاسية، حسبما افادت مصادر امنية والاعلام الرسمي.
وأعلن مسؤول أمني مقتل صحافية مصرية في مواجهات بين الشرطة والمتظاهرين.
واصيب اربعة اشخاص في المواجهات التي وقعت بين المتظاهرين الاسلاميين مع قوات الامن تارة ومع معارضين لهم تارة اخرى عبر البلاد خاصة في القاهرة.
وكان المشير عبد الفتاح السيسي الذي قاد عملية عزل مرسي في الثالث من تموز الفائت اثر تظاهرات شارك فيها الملايين مطالبين برحيله، اعلن الاربعاء عزمه الترشح للانتخابات الرئاسية المتوقع اجراؤها في ايار المقبل، والمتوقع ان يفوز فيها بسهولة.
وتظاهر انصار مرسي استجابة لدعوة التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب الذي تقوده جماعة الاخوان المسلمين لهم في بيان له الخميس تحت شعار "معا للخلاص".
وقال البيان "تأكد ما قلناه منذ تسعة شهور وسقط القناع الزائف من على وجه قائد الانقلاب المنفذ له والمشارك في التخطيط له مع أعداء مصر"، في اشارة الى السيسي الذي رأت الجماعة انه قرر بالترشح ل"رئاسة الدم".
وتقول جماعة الاخوان المسلمين ان السيسي قاد "انقلابا عسكريا" ضد مرسي لكن الجيش يقول انه استجاب لرغبة الملايين من المصريين الذي نزلوا للشوارع احتجاجا على مرسي الذي قضى سنة واحدة في الحكم اتسمت بالاضطرابات السياسية والتراجع الاقتصادي.
وفي القاهرة، اوردت وكالة انباء الشرق الاوسط ان الامن المصري اطلق الغاز المسيل للدموع لتفريق متظاهرين في حي مدينة نصر (شرق العاصمة) وحي الهرم (غرب القاهرة) وحي حلوان (جنوب القاهرة).
وقالت مصادر امنية ان المتظاهرين المؤيدين لمرسي اشتبكوا بالاهالي في احياء عين شمس والمطرية شمال القاهرة بعدما رددوا هتافات مناهضة للجيش والسيسي.
وفي سكن الطلاب الخاص بجامعة الازهر بؤرة تظاهرات الطلاب الاسلاميين بالقاهرة، القى الطلاب الاسلاميون بالحجارة وزجاجات المولوتوف الحارقة على الامن الذي رد باطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع عليهم.
وفي محافظة البحيرة (شمال دلتا النيل)، نظم انصار مرسي سلاسل بشرية حملوا فيها صوره ولافتات مناهضة للسيسي، بحسب الوكالة الرسمية.
وفي محافظة دمياط (شمال الدلتا) وقعت اشتباكات بين المتظاهرين المؤيدين لمرسي والامن جرى خلالها القاء القبض على عشرة من المتظاهرين الاسلاميين المناصرين لمرسي.
وفي محافظة الفيوم (جنوب القاهرة)، تدخل الامن المصري لفض اشتباكات بين انصار ومعارضي مرسي والاخوان بعد خروج تظاهرات مناهضة لترشح السيسي للرئاسة.
وفي مدينة بورسعيد على قناة السويس شرق البلاد، اضرم مجهولون النيران في اعلان انتخابي للمشير السيسي، بحسب الوكالة الرسمية في البلاد.
وقالت مصادر امنية ان الشرطة القت القبض على 28 مناصرا لمرسي ضبط معهم منشورات مناهضة للجيش والشرطة.
وافاد خالد الخطيب رئيس وحدة الرعاية الحرجة بوزارة الصحة ان اربعة اشخاص اصيبوا في مواجهات في محافظة دمياط شمال البلاد.
* مظاهرات مؤيدة
ولم يكن الشارع حكرا على معارضي السيسي الجمعة، حيث تظاهر مؤيدون له دعما لقراره بالترشح للرئاسة.
ورفع مؤيدو السيسي صوره واعلاما لمصر في ميدان التحرير وفي محافظة الاسكندرية الساحلية على البحر المتوسط (شمال البلاد).
ومنذ الصباح الباكر، اتخذ الامن المصري اجراءات امنية قرب المقار الحكومية وفي الميادين الرئيسية في العاصمة القاهرة وفي عدد من المحافظات، حسبما ذكر التليفزيون الرسمي.
واتخذت اجراءات تامينية مماثلة في مدينة المنيا (جنوب القاهرة) والتي شهدت مطلع الاسبوع احكاما بالاعدام على 528 مناصرا لمرسي.
واثارت احكام الاعدام غير المسبوقة تلك انتقادات دولية.واعتبرت الامم المتحدة هذه الاحكام "انتهاك للقانون الدولي لحقوق الانسان".
الى ذلك، ذكرت وكالة انباء الشرق الاوسط ان لجنة الانتخابات الرئاسية ستعلن "كافة القرارات المتعلقة بعملية الانتخابات الرئاسية ومواعيد إجراء الانتخابات" الاحد المقبل في مؤتمر صحافي.ومن المتوقع ان ينافس السيسي اليساري حمدين صباحي الوحيد الذي اعلن اعتزامه خوض السباق الرئاسي.
لكن فرص السيسي الرجل الاقوى في البلاد والذي يراه عدد كبير من المصريين بطلا شعبيا تبدو اكبر بكثير.
واعلن السيسي نفسه قرار الجيش المصري اطاحة الرئيس الاسلامي محمد مرسي في الثالث من تموز الفائت اثر احتجاجات شعبية حاشدة عبر البلاد.
ومنذ ذلك الحين، تشن السلطات المصرية حملة واسعة على انصار مرسي خلفت نحو 1400 قتيل معظمهم من الاسلاميين، بحسب منظمة العفو الدولية.
في المقابل، قتل اكثر من مئتين من افراد الامن من الشرطة والجيش في هجمات لمسلحين عبر البلاد.
وفي كانون الاول الماضي، اعتبرت الحكومة المصرية جماعة الاخوان المسلمين "تنظيما ارهابيا"، وهي تهمة تنفيها الجماعة التي تؤكد ان انشطتها سلمية.