الانتخابات البلدية في تركيا امتحان صعب لاردوغان
-
الانتخابات البلدية في تركيا امتحان صعب لاردوغان
يتوجه الاتراك يوم غد 30 مارس/آذار الى صناديق الاقتراع للمشاركة في الانتخابات البلدية، التي من المتوقع أن تكون امتحاناً صعباً لرئيس الوزراء رجب طيب أردوغان وللمعارضة، على حد سواء.
ويرى المتابعون للشؤون التركية أن هذه الانتخابات بعيدة كل البعد عن ان تكون انتخابات بلدية فحسب، اذ يخيم عليها جو استفتاء على مستقبل اردوغان السياسي وعلى شعبيته وعلى حزبه الحاكم.
واضطر رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان يوم الجمعة الى تعليق حملته للانتخابات البلدية بسبب وعكة اصابة حنجرته وسببت فقدانه لصوته بالكامل، حسب ما اعلن مكتبه، الذي أوضح أن اردوغان انسحب من تجمعات انتخابية لينال قدراً من الراحة.
يشار الى أن هذه الانتخابات أول اختبار في صندوق الاقتراع لحزب العدالة والتنمية الذي يتزعمه أردوغان، منذ اندلاع مظاهرات مناهضة للحكومة في الصيف الماضي، وبعد فضيحة فساد كبيرة تفجرت في ديسمبر/كانون الاول، وشهدت تدفقاً مستمراً لتسجيلات مسربة على مواقع التواصل الاجتماعي تكشف عن فساد في حكومة اردوغان.
ورد رئيس الوزراء اردوغان بالتنديد طوال الحملة الانتخابية بـ "مؤامرة" تستهدفه ويقف خلفها بنظره حلفاؤه السابقون من جماعة الداعية الإسلامي فتح الله غولن، داعياً أنصاره إلى "تلقينهم درساً جيداً في 30 مارس".
وحجبت الحكومة مؤخراً موقعي "تويتر" و"يوتيوب"، إثر تسريب تسجيل صوتي نُسب إلى وزير الخارجية أحمد داود أوغلو ورئيس جهاز الاستخبارات هاكان فيدان ومسؤولَين آخرَين يناقشون سبل دعم المسلحين في سوريا.
ففي حال حقق حزب أردوغان فوزاً كبيراً الأحد فإن ذلك قد يشجع رئيس الوزراء على الترشح للانتخابات الرئاسية في 10 أغسطس/آب والتي ستجري لأول مرة بالاقتراع المباشر العام.
وينحصر التنافس في إسطنبول بين رئيس البلدية الحالي قدير طوب باش من حزب العدالة والتنمية الحاكم ومصطفى سيرغل من حزب الشعب الجمهوري المعارض.
ومهما كانت نتائج الانتخابات فأنها في الواقع لن تزيح اردوغان وحكومته ولن تجبره على تغيير سياسته، لكنها مع ذلك تعتبر بالغة الاهمية بعد المطبات السياسية التي عاشها اردوغان في السياستين الداخلية والخارجية، بدءاً من موقفه ممّا يحدث في سورية ومصر وتنظيم "الإخوان المسلمين" والغرب، إلى تفرّده في قيادة حزبه والاتهامات بالفساد والتسلّط وقمع الحريات.