القوات السورية تدخل حمص القديمة وتواصل سيطرتها على القلمون
-
الاحياء القديمة في حمص هي اخر معاقل المسلحين في المدينة
تنفذ القوات السورية الثلاثاء عملية عسكرية ضد الاحياء المحاصرة في مدينة حمص القديمة، آخر معاقل المعارضة المسلحة في المدينة، فيما عززت تواجدها في منطقة القلمون الاستراتيجية.
ويأتي ذلك بعد هدنة استمرت اسابيع في شباط بموجب اتفاق بين السلطات ومسلحي المعارضة باشراف الامم المتحدة، تم خلالها اجلاء اكثر من 1400 مدني وادخال مواد غذائية ومساعدات.
وذكر التلفزيون الرسمي السوري ان "وحدات من الجيش العربي السوري بالتعاون مع جيش الدفاع الوطني حققت نجاحات مهمة في حمص القديمة"، مشيرا الى انها "تتقدم باتجاهات (احياء) جورة الشياح والحميدية وباب هود ووادي السايح" المحيطة بحمص القديمة.
وتشكل هذه الاحياء مع حمص القديمة مساحة لا تتجاوز الاربعة كيلومترات مربعة تحاصرها القوات السورية منذ حوالي السنتين، وهي تفتقر الى ادنى المستلزمات الحياتية.
واكد مدير ما يسمى "المرصد السوري لحقوق الانسان" رامي عبد الرحمن ان "العملية العسكرية بدأت امس بعد استقدام قوات النظام تعزيزات من جيش الدفاع الوطني".
واضاف ان القوات السورية "تمكنت من السيطرة على كتل من الابنية" لجهة جورة الشياح.
وشكلت حمص نقطة اساسية للمسلحين منذ اندلاع الازمة في سوريا منتصف آذار 2011، وشهدت مواجهات عسكرية.
وكان اشد هذه العمليات في حي بابا عمرو الذي استعاده الجيش السوري في شباط 2012 بعد معارك طاحنة وقصف عنيف اوقع مئات القتلى.
وشكل موضوع الاحياء المحاصرة بندا رئيسيا على جدول مفاوضات جنيف-2 بين وفدي النظام والمعارضة سعيا لفك الحصار.
لكن التفاوض لم يثمر اكثر من الهدنة الهشة التي انتهت سريعا من دون ان ينتهي الحصار.
* القلمون
على جبهة اخرى، واصلت قوات الجيش السوري تقدمها في منطقة القلمون الاستراتيجية بعد سيطرتها الاثنين على بلدة معلولا وعدد من التلال المجاورة.
ونقل التلفزيون السوري الرسمي الثلاثاء عن مصدر عسكري ان "وحدات من الجيش والقوات المسلحة اعادت الامن والاستقرار الى بلدة عسال الورد" في القلمون الملاصقة لمعلولا والواقعة على بعد 55 كيلومتر شمال دمشق.
وكان مصدر امني سوري ذكر الاثنين ان "الارهاب انهار في القلمون"، في اشارة الى المجموعات المسلحة، بينما ذكر المرصد ان القلمون "باتت بشكل شبه كامل تحت سيطرة قوات النظام".
وتشكل القلمون التي بدات المعركة فيها في نهاية السنة الفائتة، صلة وصل بين دمشق ومحافظة حمص في وسط البلاد، ويعتبر هذا الامتداد الجغرافي حيويا بالنسبة الى النظام، على صعيد الامدادات والسيطرة السياسية. كما ان سيطرة النظام على القلمون من شانها ان تحرم المسلحين في ريف دمشق من قاعدة خلفية مهمة.
وفي العاصمة السورية التي تشهد منذ فترة عودة لسقوط قذائف الهاون التي مصدرها اجمالا مواقع للمسلحين قرب دمشق، قتل طفل واصيب اكثر من اربعين آخرين بجروح الثلاثاء في سقوط قذائف.