ليبيا تغرق في الفوضى والحكومة تقترح مخرجا للازمة
(last modified Tue, 20 May 2014 01:37:34 GMT )
May ٢٠, ٢٠١٤ ٠١:٣٧ UTC
  • المواجهات في بنغازي اوقعت عشرات الضحايا
    المواجهات في بنغازي اوقعت عشرات الضحايا

عرضت الحكومة الليبية المؤقتة الاثنين ان يدخل المؤتمر الوطني العام (البرلمان) في "اجازة برلمانية" حتى انتخاب برلمان جديد وذلك لاخراج البلاد من الازمة التي تفاقمت غداة هجوم مسلح على مقر المؤتمر في موازاة مواجهات عسكرية في الشرق.

وزاد من حدة التوتر اعلان القوات الخاصة في الجيش الليبي في بنغازي انضمامها الى العملية العسكرية التي بدأها اللواء المتقاعد خليفة حفتر ضد المجموعات المسلحة على وقع اتهام السلطات له بتنفيذ "محاولة انقلاب".

وقد تؤدي اعمال العنف الى اغراق البلاد في الحرب الاهلية وتعيد احياء الخصومات بين عشرات الميليشيات التي تنشط وفقا لما يخدم مصالحها سواء كانت ايديولوجية ام اقليمية ام قبلية.

وهذه الميليشيات التي يهيمن عليها الاسلاميون تتولى تطبيق القانون في البلد منذ سقوط نظام معمر القذافي في تشرين الاول 2011 لان السلطات الانتقالية لم تتوصل بعد الى تشكيل جيش وشرطة محترفين.

وقد عمدت السلطات الجديدة الى تهميش او استبعاد الجنود القدامى، من ضباط او جنود الجيش الليبي ابان نظام معمر القذافي، على الرغم من ان بعضهم شارك في الثورة التي اطاحت بهذا الاخير.

واعلنت الحكومة الليبية المؤقتة في ختام اجتماع طارئ الاثنين انها قدمت "مبادرة وطنية" الى المؤتمر الوطني العام تقضي بان يدخل هذا المؤتمر في "اجازة برلمانية" حتى انتخاب برلمان جديد.

وجاء في بيان صادر عن الحكومة نشر على موقعها على الانترنت ان الحكومة الموقتة ايمانا منها ب"خطورة المرحلة الحالية من تاريخ ليبيا (...) ورغبة منها في تجنيب الوطن الانزلاق الى مهاوي الاقتتال الداخلي (...) فانها تتقدم الى المؤتمر الوطني العام بمبادرة وطنية لرأب الصدع".

وتابع البيان انه "بعد انتهاء استحقاق إقرار ميزانية الدولة الليبية لسنة 2014، يدخل المؤتمر الوطني العام في إجازة برلمانية حتى يتم انتخاب البرلمان القادم وتسلم له السلطة التشريعية عند ذلك".

واثار المؤتمر الوطني استياء القوى السياسية والعسكرية وقسم كبير من السكان حين قرر تمديد ولايته حتى كانون الاول 2014 علما بانها انتهت في شباط.

لكنه سرعان ما تراجع عن قراره وقرر اجراء انتخابات مبكرة من دون ان يحدد موعدها.

وشنت ميليشيات نافذة في منطقة الزنتان (غرب) التي تسيطر على جنوب العاصمة الليبية طرابلس الاحد هجوما على مقر المؤتمر الوطني.

وكتائب الزنتان التي تعتبر بمثابة الذراع المسلحة للتيار الليبرالي في ليبيا، تطالب بحل المؤتمر الوطني العام الذي يهيمن عليه الاسلاميون والاخوان المسلمون والمتشددون.

وبعد الهجوم الخاطف على مقر المؤتمر، انسحبت كتائب الزنتان الى معقلها على طريق المطار حيث دارت معارك بينها وبين ميليشيات مسلحة. واسفرت المواجهات عن قتيلين و55 جريحا، بحسب حصيلة رسمية.

* انضمام القوات الخاصة الى حفتر

وفي بنغازي (شرق)، اعلن قائد القوات الخاصة في الجيش الليبي الاثنين ان قواته انضمت الى القوة شبه العسكرية التي يقودها اللواء المتقاعد خليفة حفتر الذي سبق ان اعلن شن عملية عسكرية في بنغازي واتهمته السلطات الليبية ب"محاولة انقلاب".

وقال العقيد ونيس بو خماد "نحن مع معركة الكرامة التي يخوضها الجيش الوطني الليبي بكل افرادنا واسلحتنا"، في اشارة الى اسم العملية التي بدأها اللواء المتقاعد حفتر الجمعة على راس قوة شبه عسكرية في بنغازي بهدف التصدي ل"الارهابيين".

واضاف بو خماد الذي يتمتع بتاييد كبير في صفوف الليبيين وخصوصا سكان بنغازي ان المعركة مستمرة "حتى القضاء على الارهاب"، مذكرا بان جنوده كانوا في مقدم من تصدوا للمجموعات المتطرفة في بنغازي التي سبق ان شهدت مواجهات بين القوات الخاصة والمسلحين.

وقتل عشرات من عناصر بو خماد في الاشهر الاخيرة في هجمات نسبت الى مجموعات مسلحة وخصوصا جماعة "انصار الشريعة" التي تعتبرها واشنطن منظمة ارهابية.

واضافة الى القوات الخاصة، انضم ضباط عديدون في شرق ليبيا بينهم من ينتمي للقوات الجوية الى حفتر الذي اكد الاحد ان "عمليتنا ليست انقلابا ولا سعيا الى السلطة (...) وهدفها محدد وهو اجتثاث الارهاب" من ليبيا.

وخليفة حفتر المتحدر من الشرق الليبي، انشق عن جيش معمر القذافي في نهاية الثمانينات.وعاد الى ليبيا للمشاركة في ثورة 2011 بعدما امضى نحو عشرين عاما في الولايات المتحدة.

كلمات دليلية