وفاة طالب أضرب عن الطعام 72 يوماً بالمغرب
https://parstoday.ir/ar/news/islamic_world-i105371-وفاة_طالب_أضرب_عن_الطعام_72_يوماً_بالمغرب
أثارت وفاة طالب يساري كان يخوض إضراباً عن الطعام داخل السجن، جدلاً بين المؤسسات الرسمية في المغرب من جهة، وأوساط حقوقية ويسارية راديكالية من جهة أخرى، حول المسؤولية عن وفاة الطالب بعد 72 يوماً من الإضراب، في مستشفى بمدينة فاس.

(last modified 2020-07-13T05:28:27+00:00 )
Aug ١٦, ٢٠١٤ ٠٧:٢٩ UTC
  • صورة للطالب أثناء إضرابه عن الطعام
    صورة للطالب أثناء إضرابه عن الطعام

أثارت وفاة طالب يساري كان يخوض إضراباً عن الطعام داخل السجن، جدلاً بين المؤسسات الرسمية في المغرب من جهة، وأوساط حقوقية ويسارية راديكالية من جهة أخرى، حول المسؤولية عن وفاة الطالب بعد 72 يوماً من الإضراب، في مستشفى بمدينة فاس.

وألقت أجهزة الأمن القبض على الطالب مصطفى مزياني، بتهمة المشاركة في جريمة قتل طالب آخر، يُدعى عبدالرحيم الحسناوي، ينتمي إلى منظمة "التجديد الطلابي"، المقربة من حزب "العدالة والتنمية" الإسلامي، الذي يقود الحكومة الحالية في المملكة المغربية.

وقُتل الحسناوي، بحسب المصادر الرسمية، على يد مجموعة تنتمي الى فصيل يساري بجامعة مدينة فاس، وقبل قرابة شهرين ونصف الشهر، دخل مزياني إضراباً عن الطعام، مطالباً بالإفراج عنه، وبمواصلة دراسته في الكلية التي طرد منها لأسباب تأديبية.

وفور تأكيد وفاة الطالب، بعد أيام عرفت تدهوراً مطرداً في حالته الصحية، تواردت مواقف متباينة من الجهتين الرسمية، والحقوقية السياسية، حول ملابسات الواقعة، التي وصفت بـ"الفاجعة."

فقد حمَّلت "الجمعية المغربية لحقوق الإنسان" الدولة المغربية مسؤولية وفاته، بعدما رفضت تسجيله في الجامعة، مستغربة من أن الدولة أصدرت بياناً تؤكد أنها قبلت بتسجيله في محاولة لتبرئة نفسها من مسؤولية الوفاة.

وأكدت الجمعية، في بيان أن "وفاة مصطفى مزياني هي نتاج إهمال هيئات الدولة من رئاسة الحكومة ووزارة العدل ومندوبية إدارة السجون."

واعتبرت الجمعية أن عدم التفات السلطات إلى مطلب الطالب "العادل والمشروع في إعادة تسجيله بكلية العلوم بفاس، أدى إلى استفحال حالته الصحية، ووصوله إلى أوضاع كارثية، استدعت نقله إلى العناية المركزة وهو مصفد اليدين، وما رافق ذلك من المعاملة اللاإنسانية، مع اللامبالاة من المسؤولين، لتهديد حقه في الحياة، المنصوص على ضرورة حمايته في الشرعة الدولية لحقوق الإنسان."

وذكرت الهيئة الحقوقية بأنها نبهت في العديد من المرات، إلى خطورة وضعية مزياني، وضرورة تحرك المسؤولين لمعالجة الملف والاستجابة لمطالبه، قبل حدوث "الفاجعة"، إلا أن "مطالب وتحركات عدد من المكونات المجتمعية لم تلق آذاناً صاغية"، بحسب البيان.

على الجانب الآخر، أصدرت المديرية الجهوية لإدارة السجون بفاس، بياناً قالت فيه إن "إدارة المؤسسة السجنية استعملت كل وسائل الإقناع من أجل ثنيه عن قرار مواصلة الإضراب عن الطعام، خاصةً بعد إشعاره باتخاذ قرار إعادة تسجيله بالجامعة، لكنه أصر على عدم التنازل عن موقفه" (حسب ادارة السجون).

وأورد بيان المؤسسة أنه "في 16 يوليو/ تموز الماضي، وعلى إثر تسجيل انخفاض طفيف في نسبة السكر في دمه، تم نقله إلى مستشفى لسان الدين بن الخطيب بفاس، حيث أخضع لتحاليل وفحوصات بينت أن حالته مستقرة".

وأضافت أنه "بتاريخ 19 يوليو تم نقله مرة أخرى إلى نفس المستشفى، ومكث تحت الرعاية الطبية إلى غاية 4 أغسطس/ آب 2014، وهو التاريخ الذي قرر الطبيب المعالج بهذه المستشفى، بتنسيق مع طبيب المؤسسة السجنية، نقله إلى المستشفى الجامعي الحسن الثاني بفاس، إثر تدهور وضعه الصحي، حيث ظل تحت العناية الطبية المركزة، واستفاد من مجموعة من الفحوصات والوصفات الطبية، التي تكفلت إدارة المؤسسة بجميع مصاريفها، إلى أن وافته المنية بالتاريخ المذكور".