ميليشيات مسلحة تعلن سيطرتها على مطار العاصمة الليبية طرابلس
Aug ٢٣, ٢٠١٤ ٢٢:٣١ UTC
-
قوات "عملية فجر ليبيا" اعلنت سيطرتها على مطار طرابلس
أعلنت قوات "عملية فجر ليبيا" والتي تتألف من ميليشيات مدينة مصراتة وكتائب أخرى متحالفة معها، أنها سيطرت أمس السبت على مطار طرابلس الدولي؛ وذلك بعد نحو شهر من المعارك العنيفة مع ميليشيات الزنتان المدعومة من اللواء المتقاعد خليفة حفتر.
وقال احد قادة قوات "فجر ليبيا" لوكالة فرانس برس إن "قواتنا تمكنت مساء السبت من دخول مطار العاصمة الليبية طرابلس والسيطرة عليه بالكامل"؛ مضيفا أن "السيطرة على المطار جاءت بعد السيطرة على معسكر النقلية الاستراتيجي القريب من المطار، حيث كانت تتمركز فيه غرفة عمليات مليشيات الصواعق والقعقاع وحلفائها من بقية مليشيات الزنتان"، حسب قوله.
وأشار إلى انهم "بدأوا في تمشيط المكان لتأمينه ومن ثم تمركز القوات فيه"، على حد تعبيره.
وفي وقت لاحق، قال القائد الميداني محمد الزنتاني الذي كان يقاتل ضمن لواء القعقاع داخل المطار فيما يعرف بـ"قوة حماية المطار" إن "غرفة العمليات أمرتنا بالانسحاب التكتيكي ومغادرة المطار بانتظار تعليمات جديدة".
وأضاف الزنتاني وهو يقود إحدى الفصائل لفرانس برس "المعركة لا زالت في بدايتها (...) ربما نخسر معركة لكن الحرب بدأت من الآن" دون إعطاء مزيد التفاصيل.
وتابع " المعركة لم تكن من أجل مرفق حيوي أو مقر المطار، وإنما المعركة من أجل الوطن، ومن يقاتل من أجل وطنه لن يخسر والساعات القليلة القادمة ستشهد مفاجئات كبيرة و من يفرح أخيرا يفرح كثيرا"، على حد وصفه.
ونقلت قناة النبأ التلفزيونية القريبة من قوات فجر ليبيا صورا من داخل المطار لما قالت إنها قوات فجر ليبيا التي يتحدر معظمها من مدينة مصراتة (200 كلم شرق طرابلس) وحلفائها في مختلف مناطق غرب البلاد.
ويظهر في الصور عدد من مقاتلي هذه المليشيات يصعدون على هياكل ما تبقى من طائرات على مدرج المطار إضافة إلى ما قالوا إنها غنائم تمثلت في أسلحة وعتاد ومدرعات قالوا إنهم حصلوا عليها بعد السيطرة على المطار.
وكان المطار الواقع على بعد 30 كلم جنوب العاصمة والمغلق منذ بداية المعارك، تحت سيطرة ميليشيا "ثوار الزنتان" منذ الاطاحة بنظام معمر القذافي في 2011.
وتشكل السيطرة على المطار انتكاسة قوية لميليشيات الزنتان المتحالفة مع اللواء المتقاعد خليفة حفتر الذي يتخذ من بنغازي مقرا له ويحارب هو الآخر المجموعات التي توصف بـ"الاسلامية" في المدينة.
ولتأكيد تقدمهم نظم مسؤولون عن ميليشيات مصراتة يوم الخميس زيارة للصحافيين الى معسكر النقلية الواقع على طريق المطار.
وكان محمد الغرياني المتحدث باسم مجموعة "فجر ليبيا" اعلن في وقت سابق السبت ان طائرة مجهولة شنت مساء الجمعة غارة على مواقع قرب المطار بهدف مساعدة ميليشيات الزنتان التي تدافع عن المطار؛ مضيفا أن هذه الغارة ادت الى مقتل 13 مسلحا واصابة أكثر من عشرين آخرين بجروح.
بدوره اتهم المتحدث باسم قوات فجر ليبيا في مؤتمر صحافي مساء السبت حكومتي مصر والإمارات بتنفيذ الغارة الجوية لصالح مليشيات الزنتان؛ كما حمّل البرلمان الليبي والحكومة المؤقتة المسؤولية عن الحادث معتبرا أنها "متواطئة حيال هذا الأمر".
وطالب المؤتمر الوطني العام -الذي انتهت ولايته وتم انتخاب برلمان جديد محله في 25 حزيران/يونيو- ب"الانعقاد لإيجاد حلول لهذه الاختراقات التي تشهدها البلاد"، على حد وصفه.
وعلى اثر ذلك أعلن المؤتمر الوطني العام المنتهية ولايته استئناف نشاطاته بالرغم من وجود برلمان منتخب، حسب ما اعلن المتحدث باسمه مساء السبت.
وقال المتحدث عمر حميدان للتلفزيون المحلي ان "المؤتمر الوطني العام سيعقد جلسة استثنائية في طرابلس لضمان سيادة الدولة".
يشار الى ان "الاسلاميين" كانوا يتمتعون بتمثيل جيد في المؤتمر العام السابق الذي حل محله برلمان منتخب في 25 حزيران/يونيو حصل فيه الاسلاميون على تمثيل ضعيف مقابل تمثيل واسع لما يعرف بـ "التيار الوطني".
وجاء اتهام مصر والامارات، رغم تبني قوات سلاح الجو التابعة للواء حفتر مسؤوليتها عن غارة ليلة الجمعة السبت على طرابلس. وكانت قد تبنت مسؤولية غارة الاثنين الماضي.
وقال صقر الجروشي رئيس أركان سلاح الجو التابع لقوات حفتر لفرانس برس إن "مقاتلاتنا شنت مجددا غارات السبت (...) ولن تتوقف عملياتنا"؛ وأوضح أن "طائرات مملوكة لسلاحنا من نوع سوخوي 24 استهدفت مواقع قوات فجر ليبيا".
من جهتها أعلنت الحكومة الليبية إنها تجهل الجهة التي تقف وراء الهجمات الجوية، فيما قالت رئاسة الأركان العامة للجيش الليبي إن الغارات نفذت بطائرات لا تملكها ليبيا.
وعقب ثورة 17 فبراير 2011 التي أسقطت نظام معمر القذافي، كان مقاتلو مصراتة والزنتان رفاق سلاح يقاتلون القذافي ويساندهم حلف الشمال الأطلسي، لكنهم اختلفوا على النفوذ بعد ذلك وتحولت طرابلس خلال العام الأخير الى ساحة لصراعهم.
ومنذ الساعات الأولى لصباح السبت سمع سكان العاصمة دوي انفجارات قالوا إنها الأعنف منذ بدء الأزمة.
ويكشف هذا الصراع عجز السلطات عن السيطرة على المليشيات التي باتت تفرض قانونها بالسلاح.
وفي طبرق، أعلن مصدر مسؤول في مجلس النواب الليبي أن ثلاثة مرشحين يتنافسون في جلسة المجلس مساء الأحد لنيل منصب رئيس الأركان العامة للجيش الليبي خلفا للواء الركن عبد السلام جاد الله العبيدي الذي ينوي المجلس إقالته.
وفي تطور لافت للأحداث اعتبر مجلس النواب الليبي في بيان تلي اليوم الاحد قوات "فجر ليبيا" وجماعة "أنصار الشريعة" بانهما "مجموعتان إرهابيتان" وقال إنه سيدعم الجيش لمحاربتهما.
واضاف البيان ان "هاتين المجموعتين الارهابيتين هدف مشروع لقوات الجيش الوطني الليبي الذي نؤيده بكل قوة لمواصلة الحرب حتى إجبارهما على إنهاء أعمال القتال وتسليم أسلحتهما".
ويقود حفتر منذ 16 ايار/مايو الماضي عملية عسكرية أطلق عليها اسم عملية "الكرامة" قال إنها لتطهير ليبيا من "الإرهاب"، ويتواجه فيها مع مجلس يضم ثوار سابقين ضد نظام القذافي يسمي مجلس شورى ثوار بنغازي.
ويضم مجلس شورى ثوار بنغازي جماعة "أنصار الشريعة" التي تعتبرها الحكومة الليبية المؤقتة وواشنطن جماعة "إرهابية" وتتهمها الأخيرة بالضلوع في مقتل السفير الأمريكي السابق وثلاثة دبلوماسيين امريكيين في بنغازي عام 2012.
ويسيطر مجلس شورى ثوار بنغازي على 80 في المئة من مدينة بنغازي بعد حرب طاحنة سيطر فيها المجلس على معظم معسكرات الجيش التابع لقوات حفتر الذي يمتلك مقاتلات تتولى القتال إلى جانب وحدات برية من الجيش.
وكان مجلس النواب المنعقد في طبرق (1600 كلم شرق طرابلس) لدواع امنية، دعا في وقت سابق هيئة الأمم المتحدة ومجلس الأمن مساعدة ليبيا لإنهاء الاقتتال والتدخل لحماية المدنيين الليبيين.
كلمات دليلية