مساعدات لغزة والمانحون يلحون على انهاء النزاع
(last modified Sun, 12 Oct 2014 10:32:10 GMT )
Oct ١٢, ٢٠١٤ ١٠:٣٢ UTC
  • اجتماع الدول المانحة المشاركة في مؤتمر اعادة اعمار غزة
    اجتماع الدول المانحة المشاركة في مؤتمر اعادة اعمار غزة

تعهدت الدول المانحة المشاركة في مؤتمر اعادة اعمار غزة في القاهرة الاحد بتقديم ملايين الدولارات ولكنها الحت على ضرورة استئناف المفاوضات للتوصل الى تسوية دائمة للنزاع بين الفلسطينيين والكيان الصهيوني.

ووعدت قطر، على لسان وزير خارجيتها خالد العطية، بتقديم مساعدات قدرها مليار دولار لتكون بذلك اكثر المانحين سخاء حتى الان.

واعلنت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي ان الدول الاعضاء فيه ستقدم في الاجمالي 450 مليون دولار خلال العام 2015 للفلسطينيين.

وقال وزير الخارجية الاميركي جون كيري ان بلاده ستقدم 212 مليون دولار مساعدات اضافية للفلسطينيين.

وتعهدت الكويت بتقديم 200 مليون دولار على 3 سنوات، وكذلك اعلنت دولة الامارات العربية عن تقديم مساعدة قيمتها 200 مليون دولار.

غير ان المانحين اعربوا بوضوح عن مخاوفهم من ان تذهب مساعداتهم سدى مرة اخرى اذا لم يتم التوصل الى تسوية دائمة للنزاع بين الفلسطينيين والاحتلال الصهيوني.

وكان وزير الخارجية الاميركي الاكثر صراحة معبرا عن ذلك بلا مواربة.

وفي كلمته في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر، صرح كيري "اقول بوضوح وعن اقتناع عميق اليوم ان الولايات المتحدة تظل ملتزمة كليا وتماما بالعودة الى المفاوضات ليس من اجل المفاوضات ولكن لان هدف هذا المؤتمر ومستقبل المنطقة يتطلب ذلك".

واضاف كيري الذي كان يجلس على المنصة الى جانب الرئيس الفلسطيني محمود عباس والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والامين العام للامم المتحدة بان كي مون "لا اعتقد ان اي شخص في هذه القاعة يريد ان يعود بعد عامين او اقل الى نفس المائدة للحديث عن اعادة اعمار غزة" بسبب التقاعس عن "التعامل مع القضايا الاساسية" التي تؤدي الى تكرار النزاع.

وتابع "ان وقف اطلاق النار ليس السلام، ينبغي ان نعود الى المائدة ومساعدة الناس على القيام باختيارات صعبة، اختيارات حقيقية، اختيارات حول ما هو اكثر من وقف اطلاق النار لانه حتى وقف اطلاق النار الاكثر ديمومة لا يمكن ان يكون بديلا (عن التسوية لتحقيق) امن اسرائيل و(لانشاء) دولة و(ضمان) الكرامة للفلسطينيين".

وكان السيسي خاطب في كلمته الافتتاحية اليكان الصهيوني بالقول ان "الوقت حان لانهاء النزاع مع الفلسطينيين".

واضاف السيسي امام المؤتمر الذي يشارك فيه موفدون من نحو خمسين بلدا بينهم وزراء خارجية حوالى ثلاثين بلدا وممثلو عدة هيئات اغاثية ومنظمات دولية او سياسية مثل صندوق النقد الدولي او جامعة الدول العربية "اقول للشعب والحكومة في اسرائيل ان الوقت قد حان لانهاء النزاع".

ومن جهته دعا عباس في كلمته امام المؤتمر الى "مقاربة دولية جديدة" لتسوية النزاع وانهاء الاحتلال.

وقال "لقد كشف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، هشاشة وخطورة الوضع في منطقتنا في ظل غياب سلام عادل، وجهود دولية تراوح مكانها، ووعود لم تتحقق، ورغم كل ما نشعر به من ألم ومرارة، فإننا نؤكد للجميع، بأننا لا زلنا متمسكين بالسلام، وبالتزاماتنا كافة، وفق الشرعية الدولية ومواثيقها وقراراتها، والاتفاقات المبرمة".

وتابع "لا بد هنا من إيجاد مقاربة دولية جديدة لحل الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي، تنهي الاحتلال الإسرائيلي، وتفضي إلى إقامة دولة فلسطينية والقدس الشرقية عاصمتها على حدود العام 1967، لتعيش إلى جانب دولة إسرائيل في أمن وحسن جوار، تطبيقاً لرؤية حل الدولتين، ومبادرة السلام العربية".

وشدد الرئيس الفلسطيني على ان "شعبنا الفلسطيني ومنطقتنا بأسرها لا يحتملون المزيد، والوضع في المنطقة على حافة الهاوية".

واكد ان "المجتمع الدولي مطالب أكثر من أي وقت مضى، بدعم سعينا لإصدار قرار من مجلس الأمن الدولي، يضع سقفاً زمنياً لإنهاء الاحتلال، والذهاب من ثمّ إلى مفاوضات جادة لحل قضايا الوضع النهائي كافة بدءاً بترسيم الحدود في إطار جدول زمني محدد".

وحذر بان كي مون من ان الوضع في قطاع غزة لا يزال قابلا للاشتعال في اي لحظة. وقال بان "غزة لا تزال برميل بارود، الناس بحاجة ماسة الى رؤية نتائج (تشكل تحسنا) في حياتهم اليومية".

ودعا المانحين المشاركين في مؤتمر القاهرة الى "دعم سخي" لقطاع غزة.

* تدمير البنى التحتية

ولم تقتصر خسائر العدوان الصهيوني على غزة والفصائل الفلسطينية على استشهاد اكثر من 2100 فلسطيني معظمهم من المدنيين و73 صهيونيا عسكريا. فلقد اصبح حوالي مئة الف فلسطيني بلا مأوى في القطاع الصغير والمكتظ بالسكان. وقبل الحرب، كان 45% من القوة العاملة و63% من الشباب يعانون من البطالة.

وتقول منظمة الامم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (اونروا) ان المعارك ادت الى تدمير 80 الف منزل كليا او جزئيا والكثير من مرافق البنى التحية وشبكات توزيع الماء والكهرباء.

ويتوقع ان ينخفض اجمالي الناتج المحلي بنسبة 20% خلال الاشهر التسعة الاولى من 2014 مقارنة مع 2013 في حين لا تزال غزة تخضع لحصار اسرائيلي محكم. ويعاني قسم كبير من سكان القطاع من الفقر.

ووضعت حكومة التوافق الوطني الفلسطينية خطة تفصيلية لاعادة الاعمار بقيمة اربعة مليارات دولار، وان كان الخبراء يرون ان القطاع بحاجة الى مبالغ اكبر من ذلك وان العملية ستستمر عدة سنوات.

ويعول جزء كبير من الاسرة الدولية على مزيد من الاستقرار السياسي في غزة مع المصالحة التي جرت مؤخرا بين السلطة الفلسطينية التي يرئسها محمود عباس وحركة حماس التي تسيطر على القطاع الواقع بين مصر والكيان الصهوني.

واجتمعت حكومة التوافق الفلسطينية في قطاع غزة الخميس للمرة الاولى منذ تشكيلها في حزيران بعد سنوات من الخلاف بين فتح وحماس، في رسالة واضحة الى المانحين تفيد بان الاموال ستوظف بالتأكيد لاعادة الاعمار تحت ادارة حكومة تضم شخصيات مستقلة.

كلمات دليلية