الأكراد يصدون هجوماً للمسلحين في عين العرب وينتظرون التعزيزات
(last modified Wed, 22 Oct 2014 01:27:29 GMT )
Oct ٢٢, ٢٠١٤ ٠١:٢٧ UTC
  • الاكراد بانتظار مساعدات عسكرية لصد هجمات داعش المتكررة لعين العرب
    الاكراد بانتظار مساعدات عسكرية لصد هجمات داعش المتكررة لعين العرب

صد المقاتلون الأكراد الذين يدافعون عن مدينة عين العرب السورية الاستراتيجية الثلاثاء هجوماً شنه عناصر تنظيم "داعش الوهابي البعثي الارهابي" فيما ينتظرون تعزيزات اضافية من التحالف الدولي.

ويبدو ان حدة المعارك تراجعت في عين العرب "كوباني" بالكردية الواقعة على الحدود مع تركيا بعد هجوم عنيف شنه مسلحو "داعش" الارهابي الاثنين.

وقد شن التنظيم الارهابي مساء الاثنين هجوماً جديداً على مواقع المقاتلين الاكراد في المدينة عقب تنفيذ اثنين من عناصره تفجيرين انتحاريين بسيارتين مفخختين في شمالها.

وتجري معارك متقطعة على محاور عدة من مدينة عين العرب، وقد اوقعت هذه المعارك منذ ليل الاثنين الثلاثاء 41 قتيلاً في صفوف تنظيم "داعش" الارهابي و"وحدات حماية الشعب" الكردية.

وقال مدير ما يسمى "المرصد السوري لحقوق الانسان" رامي عبد الرحمن "قتل ثلاثون عنصراً من تنظيم الدولة الاسلامية و11 مقاتلاً كردياً منذ الهجوم الذي شنه التنظيم الليلة الماضية على مواقع المقاتلين الاكراد في المدينة وتلته اشتباكات تواصلت حتى الصباح، وهي حالياً مستمرة بتقطع".

ودخل التنظيم المعروف باسم "داعش" عين العرب في السادس من تشرين الاول، وبات يسيطر على حوالي خمسين في المئة من مساحتها وخصوصاً في الشرق، يتقدم بضعة ابنية او يتراجع بضعة ابنية بشكل يومي، بحسب سير معارك الشوارع التي يتميز بها المقاتلون الاكراد، بحسب خبراء.

غير ان البنتاغون اكد الثلاثاء ان المقاتلين الاكراد مازالوا يسيطرون على القسم الاكبر من المدينة وان المسلحين لم يحرزوا اي تقدم ميداني في الايام الاخيرة.

واوضح المتحدث باسم وزارة الدفاع الاميركية الكولونيل البحري جون كيربي خلال مؤتمر صحافي ان الوضع في كوباني يبقى "هشاً" ولكن في الوقت الراهن فان القوات الكردية -التي حصلت مؤخراً على اسلحة وذخائر ومستلزمات طبية في عملية انزال من الجو نفذتها طائرات امريكية- صامدة بشكل جيد في حين تتولى الغارات الجوية، التي تنفذها الولايات المتحدة وحلفاؤها العرب في التحالف الدولي الذي تقوده، وقف الهجمات التي يشنها المسلحون على مواقع الاكراد.

وقال كيربي ان "الوضع في كوباني يبقى هشاً ولكن، بحسب تقديراتنا، فان القسم الاكبر من المدينة هو تحت سيطرة الاكراد (...) رغم هذا، فان قوات تنظيم الدولة الاسلامية تواصل تهديد" المقاتلين الاكراد، مؤكداً ان "تنظيم الدولة الاسلامية لم يتقدم في كوباني في الايام الاخيرة"، لكنه تدارك محذراً من ان "هذا الوضع قابل لان يتغير".

وواصل الائتلاف الدولي بقيادة الولايات المتحدة غاراته الجوية على المدينة فنفذ الثلاثاء ثلاث ضربات استهدفت مواقع للتنظيم الارهابي.

وكانت غارات الائتلاف الاثنين تسببت بمقتل خمسة عناصر من تنظيم "داعش" الارهابي في كوباني.

ويحاول تنظيم "داعش" الارهابي منذ اكثر من شهر السيطرة على عين العرب، ثالث المدن الكردية السورية والتي تبلغ مساحتها ستة الى سبعة كيلومترات مربعة.

وقتل في غارات التحالف على كوباني الاثنين خمسة مسلحين، فيما قتل 12 مسلحاً آخر من التنظيم الارهابي في الاشتباكات داخل المدينة بينهما عنصران فجرا نفسيهما. كما قتل خمسة مقاتلين اكراد في المعارك، بحسب ما اعلن المرصد.

وفي حال استولى مقاتلو التنظيم على المدينة بكاملها، فسيسيطرون على شريط حدودي طويل مع تركيا. وكانوا منذ بدء هجومهم في اتجاه عين العرب في 16 ايلول استقروا في مساحات شاسعة في محيط المدينة تضم عشرات القرى والبلدات.

واصبحت كوباني رمزاً لمقاتلة "داعش" الارهابي الذي اعلن قيام "الخلافة" في سوريا والعراق اواخر حزيران. إذ نادراً ما صمدت منطقة امامه سواء في العراق حيث احتل مساحات شاسعة في الغرب والشمال، او في سوريا حيث يسيطر على كامل محافظة الرقة (شمال) ومناطق اخرى في الشمال وفي الشرق.

ويستهدف التحالف العربي الدولي مواقع التنظيم في سوريا والعراق بضربات جوية مكثفة منذ نحو اربعة اشهر. الا ان خبراء ومسؤولين غربيين اكدوا ان الضربات الجوية غير قادرة وحدها على القضاء على التنظيم.

* الموقف التركي

ورحبت الولايات المتحدة الاثنين بقرار تركيا السماح لمقاتلين اكراد عراقيين بعبور الحدود للدفاع عن مدينة كوباني، علماً ان الناشطين والمسؤولين الاكراد يؤكدون ان اي مقاتل لم يعبر حتى الآن.

لكن انقرة اعلنت الثلاثاء ان المقاتلين البشمركة لم يعبروا الحدود الى سوريا انطلاقاً من اراضيها حتى الان.

وقال وزير الخارجية التركي مولود شاوش اوغلو لقناة "ان تي في" دون مزيد من التوضيحات "لايزال يتعين على البشمركة عبور الحدود بين تركيا وكوباني، وهذه مسألة لاتزال خاضعة للبحث".

وقال شاوش اوغلو ان القرار لايزال بحاجة الى موافقة حزب الاتحاد الديمقراطي الذي تتبع له وحدات حماية الشعب التي تدافع عن كوباني والمقاتلين العراقيين الاكراد.

ويأتي الموقف التركي بعدما عمدت الولايات المتحدة فجر الاثنين الى إلقاء اسلحة وذخائر للمقاتلين الاكراد فوق المدينة للمرة الاولى، قالت ان مصدرها كردستان العراق.

ويقول المقاتلون الاكراد انهم ينتظرون مساعدات عسكرية اضافية لمواصلة صد هجوم المسلحين على مدينتهم.

وقد استولى تنظيم "داعش" الارهابي على اسلحة وذخائر القتها طائرات التحالف الدولي لمساعدة المقاتلين الاكراد في دفاعهم عن عين العرب، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان وتسجيل مصور الثلاثاء.

ورغم ضغوط حلفائها وفي طليعتهم الولايات المتحدة، لاتزال الحكومة التركية المحافظة ترفض التدخل عسكرياً لمساعدة المقاتلين الاكراد السوريين.

ورفض الرئيس التركي رجب طيب اردوغان الاحد الدعوات الموجهة الى بلده لتسليح "وحدات حماية الشعب"، الجناح المسلح للحزب الكردي الرئيس في سوريا، حزب الاتحاد الديمقراطي، واصفا الاخير بانه "منظمة ارهابية".

ولتركيا تاريخ طويل من الصراع مع حزب العمال الكردستاني التركي الذي يعتبر مقرباً من حزب الاتحاد الديمقراطي.