حزب «نداء تونس» يتعهد بعدم الاستفراد بالحكم غداة فوزه بالانتخابات
Oct ٢٩, ٢٠١٤ ٠١:٠٤ UTC
أعلن حزب "نداء تونس" العلماني أنه لن يحكم تونس بمفرده بعد تقدمه على حركة النهضة الإسلامية التي حلت ثانية في الانتخابات التشريعية الحاسمة التي أجريت الأحد ووصفها مراقبو الاتحاد الاوروبي بـ"الشفافة" و"المصداقية".
وقال الباجي قائد السبسي رئيس ومؤسس حزب نداء تونس في مقابلة بثها تلفزيون "الحوار" التونسي الخاص مساء الاثنين "أنا لا أتحالف مع أحد وإنما أتعامل حسب الواقع".
واضاف "اخذنا قراراً قبل الانتخابات بأن نداء تونس لن يحكم وحده حتى لو حصل على الاغلبية المطلقة (...) يجب ان نحكم مع غيرنا (...) مع الاقرب الينا من العائلة الديمقراطية، لكن حسب النتائج".
وسيكون على الحزب الحاصل على اكبر عدد من المقاعد تشكيل ائتلاف ليحصل على الاغلبية (109 مقاعد من 217).
وقال المتحدث باسم الحزب زياد العذاري ان الفارق بين الحزبين يبلغ نحو 12 مقعداً.
وبحسب تقديرات حزب النهضة فانه حصل على سبعين مقعداً مقابل 80 لنداء تونس. ويساعد النظام الانتخابي النسبي بالقوائم المعتمد في تونس على تمثيل الاحزاب الصغيرة.
وحتى الان لم تعلن "الهيئة العليا المستقلة للانتخابات" سوى نتائج جزئية لعمليات الاقتراع، علماً بأن الهيئة لديها مهلة تنتهي في 30 تشرين الاول/ اكتوبر الجاري لاعلان النتيجة النهائية للانتخابات.
ومساء الثلاثاء أعلنت الهيئة ان نسبة المشاركة في الانتخابات بلغت بحسب ارقام غير نهائية 69% من الناخبين المسجلين.
وقالت البلجيكية آنمي نايتس أويتبروك رئيسة بعثة مراقبي الاتحاد الاوروبي الاثنين في مؤتمر صحفي بتونس ان "الشعب التونسي عزز التزامه الديمقراطي بفضل انتخابات ذات مصداقية وشفافة مكنت التونسيين من مختلف التوجهات السياسية من التصويت بحرية لمجلس تشريعي وفقاً لأول دستور ديمقراطي" في البلد.
وأضافت أويتبروك وهي عضو بالبرلمان الأوروبي "جرت الحملة الانتخابية على نطاق واسع في هدوء وتمكنت القوائم (الانتخابية المترشحة) من تقديم برامجها بحرية، وقد احترمت عموماً معايير الحملة الانتخابية التي ثبت أنها معقدة جداً".
وقال الباجي قائد السبسي في مقابلته مع تلفزيون الحوار التونسي "الناس الذين لديهم افكار غير افكارنا نقبلهم ونتحاور معهم ولا نعتبرهم اعداء (...) ليسوا اعداءنا بل منافسينا" وذلك في اشارة الى حركة النهضة.
وأضاف السبسي أن "تونس في حاجة ملحة للخروج من الوضع (الصعب) التي هي فيه (...) لا اتصور انه بامكاننا تحسين الوضع في اقل من سنتين على الاقل (...) لأن الحالة وصلت الى درجة نهائية" من التردي.
ووعد بـ"إرجاع الدولة" و"الاستقرار" الى تونس التي قال انها تمر بوضع "متدن في كل الميادين"، متوقعاً ان يساعد الغرب بلده لكن شرط "وقف التيار الارهابي".
وقال "نحن لم نعد بشي. الشيء الوحيد الذي وعدت به هو ارجاع الدولة التونسية لاني اعتقد ان كثيراً من مشاكلنا الان والوضع المتدني الذي يمر به بلدنا في كل الميادين (...) الامنية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية ناجم عن نقص الدولة، الدولة التونسية لم يبق لها حضور".
ويعتبر الاسلاميون نداء تونس الذي يضم منتمين سابقين لحزب التجمع ويساريين ونقابيين امتداداً للحزب الحاكم في عهد بن علي.