أمريكا تؤجل نشر تقرير عن إنقلاب 1953 بإيران

أجلت الخارجية الأمريكية نشر تقرير يستعرض دور واشنطن في إطاحة رئيس الوزراء الإيراني الأسبق محمد مصدق عام 1953، خوفا من تأثير محتمل لذلك على المفاوضات التي يجريها الغرب مع طهران حول ملفها النووي.

وقالت وكالة "أسوشييتد برس" إن قرار التأجيل تم اتخاذه في سبتمبر الماضي، بعد اجتماع لجنة استشارية أمريكية بشأن الوثائق الدبلوماسية التاريخية.

وقال مسؤول التأريخ بالوزارة ستيفن راندولف إن جزءا من سياسة الولايات المتحدة تجاه إيران سيتم حجبه "بسبب المفاوضات الجارية حاليا" مع طهران بشأن الملف النووي.

ووقعت إيران ومجموعة "5+1" اتفاقا مؤقتا بشأن برنامج طهران النووي في نوفمبر 2013، ويسعى الجانبان لإبرام اتفاق طويل الأمد ينهي العقوبات المفروضة على طهران مقابل وضع قيود على برنامجها النووي.

ووفقا للقوانین الامیرکیة یمکن رفع السریة عن الوثائق التاریخیة والرسمیة الدبلوماسیة بعد مضي 30 عاما علیها لتصبح في متناول الجمیع.

وقد وردت قضیة ضلوع جهاز الاستخبارات المرکزیة الامريکیة بالتعاون مع المخابرات البریطانیة، في انقلاب 19 اب / اغسطس عام 1953 ضد حکومة الدکتور محمد مصدق، بصورة تفصیلیة في الکثیر من الکتب والابحاث والدراسات وجری تاکید ذلک مرارا، وقد کشفت الوثائق التي نشرت من قبل امريکا في العام الماضي ابعادا جدیدة من التعاون بین لندن وواشنطن في قضیة الانقلاب تلک.

جهاز الاستخبارات المرکزیة الامیرکیة ذهب ابعد من الاعتراف بضلوعه في انقلاب العام 1953 في ایران، اذ اورد في موقعه الرسمي حول الانقلاب بانه "انقلاب جری بتعاون وتوجیه الـ (سی آي أي) وفي اطار نهج السیاسة الخارجیة الامیرکیة".

وکان الرئیس الامريکي باراک اوباما قد اعترف في خطاب له في القاهرة عام 2009 بان "الولایات المتحدة کان لها دور في قضیة الاطاحة بحکومة دیمقراطیة کانت منتخبة في ایران".

ومازال الدور الامريکي في انقلاب العام 1953 وبعد مضي 6 عقود من القضایا الحالکة في العلاقات بین ایران وامريکا واحدی صفحات الملف الکبیر للجرائم الامريکیة في ایران وعدم ثقة الایرانیین بامريکا، ملف اصبح اثقل بکثیر بعد المؤامرات التي حاکتها امريکا قبل وبعد انتصار الثورة الاسلامیة في ایران.

ويذكر أنه في أعقاب عزل مصدق آلت السلطة إلى الشاه رضا بهلوي، أحد حلفاء واشنطن، الذي أطيح هو الآخر بعد 26 عاما على يد الثورة الإسلامية.