غضب واستنفار أمني بمسقط رأس الكساسبة بعد مقتله
Feb ٠٤, ٢٠١٥ ٠١:١١ UTC
تسود حالة غضب واحتقان في محافظة الكرك جنوب الأردن حيث مسقط رأس الطيار معاذ الكساسبة بعد إعلان تنظيم "داعش" الارهابي إعدامه بإحراقه حيا، وذلك وسط استنفار أمني خشية حدوث أعمال عنف وشغب.
وقد تلقت عائلة الطيار الكساسبة نبأ إعدامه على يد التنظيم بصدمة وحزن شديدين، وذلك بعد إبلاغ قائد القوات المسلحة الأردنية الفريق الركن مشعل الزبن العائلة بالنبأ.
وقال مصدر مطلع في الكرك إن أهالي المدينة خرجوا في مسيرات نددت بما وصفوها بالجريمة البشعة لمقتل الطيار الأردني، وأعلنوا تضامنهم مع عائلته.
كما ردد المتظاهرون هتافات ضد تنظيم "داعش" التكفيري توعدوا فيها بالثأر لمقتله، كما ترحموا على معاذ وقرؤوا الفاتحة على روحه.
وأضاف المصدر أن المزيد من المحتجين يتوافدون على قرية "عي" مسقط رأس الكساسبة للتعبير عن تضامنهم مع عائلته، وللتنديد بالجريمة التي ارتكبها التنظيم بإحراقه حيا.
وأحرق شبان غاضبون مقر مبنى حكومي في قرية "عي".
حزن مخيم
من جهتها قالت مصادر مطلعة إن المئات من شباب العشائر تجمهروا أمام مبنى محافظة الكرك، في الوقت الذي تطوق فيه قوات الشرطة مداخل المدينة خشية حدوث أي أعمال شغب.
وبحسب شهود عيان، فإن حالة من الحزن تخيّم على أهالي مدينة الكرك بشكل عام وقرية "عي" بشكل خاص.
وأضاف المصدر ان عددا من الشباب حاولوا اقتحام مبنى المتصرفية (أحد مباني المحافظة) وتهشيم ممتلكاتها، إلا أن كبار وشيوخ عشيرة الكساسبة وأبناء عشائر البرارشة في المدينة منعوهم من ذلك، بتأكيدهم أن الممتلكات العامة ليست خصمهم وهي ملك لهم وللأردنيين.
وأعلن تنظيم "داعش" في شريط فيديو تناقلته مواقع محسوبة عليه على شبكة الإنترنت أمس الثلاثاء، أنه أحرق حيا الطيار الأردني معاذ الكساسبة الذي يحتجزه منذ 24 ديسمبر/كانون الأول الماضي، في حين أكدت الحكومة الأردنية أن الرد سيكون "حازما وقويا".
أوباما وملك الأردن يلتقيان بعد مقتل الكساسبة
في صعيد متصل، عقد الرئيس الأميركي باراك أوباما وملك الأردن عبد الله الثاني فجر اليوم الأربعاء في البيت الأبيض اجتماعا لم يكن مقررا، بعد إعلان تنظيم "داعش" الارهابي إعدامه للطيار الأردني معاذ الكساسبة حرقا.
وقال البيت الأبيض إن الاجتماع تم الإعداد له في اللحظة الأخيرة، وقد جاء بعد بضع ساعات من بث التنظيم شريطا يظهر إعدام الكساسبة بإحراقه حيا.
وأفاد مراسل الجزيرة في واشنطن بأن الجانبين امتنعا عن الإدلاء بأي تصريحات للإعلام.
والتقى الملك الأردني في وقت سابق الثلاثاء وزير الخارجية جون كيري وجو بايدن نائب الرئيس والذي كرر "الدعم الكامل" الذي تقدمه الولايات المتحدة للأردن، مشيدا بمشاركة هذا البلد في التحالف الدولي ضد تنظيم "داعش".
واعتبر أوباما أن قتل الطيار الأردني "مؤشر آخر على شراسة ووحشية هذا التنظيم"، مؤكدا أنه "سيضاعف يقظة وتصميم التحالف الدولي لضمان الهزيمة الكاملة للتنظيم".