إستنكار لتدمير آثار الموصل وتخوف على مواقع أخرى شمال العراق
Feb ٢٨, ٢٠١٥ ٠٢:٥٧ UTC
-
التدمير الهجمي للآثار والثقافة في العراق لاقى استنكاراً دولياً كبيراً
أثار نشر تنظيم "داعش" الوهابي البعثي الإرهابي شريط فيديو يظهر تدمير قطع أثرية قيمة في مدينة الموصل استنكاراً عالمياً واسعاً ومخاوف من مصير مشابه لمواقع أخرى في شمال العراق.
وقارن علماء وخبراء في الآثار بين هذا العمل وقيام حركة طالبان في العام 2001، بتدمير تمثالين عملاقين لبوذا في منطقة باميان الافغانية.
ودان الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الجمعة التدمير "الهمجي" للآثار.
وقال خلال زيارته الفيليبين "الهمجية تطال الاشخاص والتاريخ والذاكرة والثقافة"، مضيفاً "ما يريده هؤلاء الارهابيون هو تدمير كل اوجه الانسانية".
ووصف الامين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي الامر "بالجريمة الوحشية التي تفوق الوصف بهمجيتها وبربريتها"، معتبراً انه يمثل "واحدة من ابشع الجرائم التي ارتكبت في هذا العصر بحق تراث الإنسانية جمعاء".
بدورها، وجهت مديرة منظمة الامم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "يونيسكو" ايرينا بوكوفا، رسالة الى المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي، آملة في "اطلاق تحالف دولي ضد تهريب القطع الاثرية".
واعتبرت تدمير القطع "عملية تطهير ثقافي وتدمير متعمد للتراث يستهدف هويات مختلف المجموعات التي تعيش في العراق".
وكانت بوكوفا طالبت الخميس بعقد اجتماع طارئ لمجلس الامن الدولي.
واعتبر رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي في بيان الجمعة ان تدمير الآثار "استهداف لوجود هذه البلاد وشعبها، ومحاولة لطمس الدور الانساني الرائد للعراقيين"، مشيراً الى ان "تدمير متحف الموصل هو عمل همجي جبان لن يمر من دون عقاب".
ودعا العبادي"جميع دول العالم للوقوف معنا وقفة جادة وحاسمة للقضاء على "داعش" وتجفيف منابع تمويله".
وكانت وزارة السياحة والآثار العراقية استنكرت الجمعة "العمل الاجرامي"، داعية الى "التطبيق الشديد والفعلي لقرار مجلس الامن الدولي الاخير"، في اشارة الى القرار 2199 الصادر هذا الشهر، بهدف تجفيف مصادر تمويل التنظيم الارهابي، ومنها تهريب الآثار.
ويسيطر التنظيم الارهابي على مساحات واسعة في شمال العراق وغربه منذ حزيران/يونيو، اضافة الى مناطق في سوريا المجاورة.
وسبق له ان عرض صوراً واشرطة مصورة تظهر قيامه بتفجير مزارات واضرحة واماكن عبادة اثرية، معتبراً اياها "شركاً" بالله.
وفي شريط تدمير آثار الموصل، يقول عنصر انها "اصنام واوثان لاقوام في القرون السابقة كانت تعبد من دون الله عز وجل"، مضيفاً ان النبي محمد (ص) "أزال الاصنام وطمسها بيده الشريفة عندما فتح مكة" قبل زهاء 1400 عام.
ويعتبر متخصصون في الدراسات الاسلامية ان ما قام به الرسول محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) مع الاصنام المخصصة للعبادة، لا يقارن بتماثيل تعد ارثاً حضارياً بحتاً.
وقال رضوان السيد استاذ العلوم الاسلامية في الجامعة اللبنانية، ان مقارنة التنظيم بين ما فعله وما قام به النبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم)، امر "غير صحيح على الاطلاق وقياس سخيف ومخطئ".
واضاف ان الاصنام في عهد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) "كانت تماثيل لآلهة موجودة حول الكعبة (...) بينما الآثار والتماثيل الموجودة في متحف الموصل والمواقع الاثرية الاخرى ليست تماثيل لآلهة، بل تماثيل لأباطرة وحيوانات وطيور".
ويعتقد ان العديد من التماثيل التي دمرت هي نسخ من قطع اصلية نقلت الى المتحف العراقي او متاحف عالمية. الا ان بعضها اصلي، لا سيما التمثال الآشوري الضخم للثور المجنح عند بوابة نركال الذي قام عناصر التنظيم الارهابي بتشويهه وتحطيم قطع منه باستخدام منشار كهربائي.
* موقع نمرود الاثري
واثار تدمير الآثار مخاوف على ما تبقى من مواقع تاريخية في محافظة نينوى، وكبرى مدنها الموصل. وابلغ عناصر التنظيم الارهابي حراس بوابة نركال، ان هدفهم المقبل سيكون موقع نمرود الاثري جنوب الموصل، بحسب عالم الآثار العراقي عبد الامير حمداني.
وقال حمداني، ومقره جامعة ستوني بروك الامريكية، "هذه ليست نهاية القصة، على المجتمع الدولي التدخل".
واضاف ان نمرود "واحدة من اهم العواصم الآشورية، ثمة نقوش وثيران مجنحة هناك... ستكون كارثة حقيقية"، متخوفاً من قيام المسلحين ايضاً "بمهاجمة الحضر وتدميرها... وهي منطقة معزولة جدا في الصحراء".
وتقع مدينة الحضر التاريخية على مسافة مئة كيلومتر جنوب غرب الموصل، وهي مدرجة على لائحة التراث العالمي لمنظمة اليونيسكو.
وكان الارهابيون فجروا الخميس مسجد الخضر الاثري وسط مدينة الموصل بذريعة انه يضم مرقداً تاريخياً، بحسب شهود واكاديميين.
كما افاد شهود ان التنظيم الارهابي احرق في اوقات سابقة، كتباً في مكتبة الموصل، ودمر مزارات تراثية عدة في المدينة التي تعد من الاقدم في الشرق الاوسط.
وفي وقت تحاول القوات العراقية والكردية على الارض استعادة المناطق التي يسيطر عليها المسلحون ، الا ان حماية الآثار الواقعة في مناطق بعيدة عن متناول القوات الامنية، يبدو امراً شبه مستحيل.
كلمات دليلية