قائد الثورة: الإمام الخميني تجسيد عيني لحركة أطلقها الشعب الإيراني
Jun ٠٤, ٢٠١٥ ٠١:٣١ UTC
أكد قائد الثورة الإسلامية آية الله السيد علي الخامنئي أن شخصية الإمام الخميني الراحل (قدس) لا ترتبط بمجرد كونه فقيها وفيلسوفا متميزا، موضحا أنه مظهر وتجسيد عيني لحركة اطلقها الشعب الايراني.
وقال قائد الثورة الاسلامية خلال خطابه في مراسيم إحياء الذكرى الـ 26 لرحيل الإمام الخميني (قدس سره) بطهران، إن تحريف الشخصيات يأتي بسبب الجهل بها او تفسيرها بشكل خاطئ، وإن تحريف شخصية الإمام الخميني وآرائه يؤدي الى تكبد خسائر جسيمة.
وأضاف آية الله خامنئي، ان الإمام الخميني مظهر وتجسيد عيني لحركة أطلقها الشعب الإيراني، وأنه لا ديمومة لطريق الإمام الخميني (قدس سره) الا بالتعرف الصحيح على شخصيته، مؤكدا أنها لا ترتبط بمجرد كونه فقيها وفيلسوفا متميزا.
وأشار الى أن الإمام الخميني (رضوان الله عليه) نهض بالجهاد في سبيل الله وأسس لهذه الحركة العظيمة، وقام بمبادرتين عظيمتين في ايران هما الاطاحة بالملكية الوراثية المنبوذة وتأسيس نظام حكم قائم على الإسلام، وقال: ان الامام الخميني (قدس سره) كان مصداقا للجهاد في الله حق الجهاد، لإنه إلتزم بالجهاد في سبيل الله بكل أشكاله.
وقال مضيفا: إن المنظومة الفكرية للإمام الخميني لها خصوصيات تعبر عن مدرسة متكاملة، وكانت تواكب العصر وتهتم بما تبتلي بها المجتمعات الاسلامية، موضحا أن طريق الإمام كان عمليا فحقق النصر والتقدم الى امام.
وتابع آية الله السيد الخامنئي، إن الشعب الإيراني كان تابعا وارادوا فرض ثقافتهم عليه لكن الإمام الخميني حوله الى شعب متحفز متطلع للأمل لتحقيق اهدافه الكبرى، وأن الشعب الايراني انتقل من حالة السبات والغفلة بفضل نهضة الامام الخميني (قدس سره)، مبينا أن الشعب الايراني سيتلقى صفعة إذا اضاع طريق الامام الخميني او ابتعد عنه.
وحذر من أن الاستكبار العالمي لن يغض الطرف عن الشعب الايراني او الكف عن التآمر ضده، وقال، إن الاعداء سيتراجعون اذا شعروا بأن الشعب الايراني قد بلغ مبلغ التقدم، معتبرا أن الأخطار المحدقة بالشعب الإيراني تكمن في تحريف شخصية الامام الخميني (قدس سره)، ومشددا على أن خطر تحريف شخصية الإمام يجب أن يكون ماثلا أمام انظار الجميع.
وقال قائد الثورة الاسلامية، إن معرفة شخصية الإمام تتم عبر قراءة مبادئه وأفكاره في حركته الثورية، وإن حياة الإمام الخميني كحياة سائر الناس فيها الكثير من التطورات والأحداث، وإن معرفة شخصية الامام الخميني (قدس سره) تتم عبر مبدأ الايمان بالاسلام المحمدي الاصيل ونبذ الاسلام الامريكي، مشيرا الى أنه لا يمكن التعامل بانتقائية مع مبادئ الإمام الخميني وافكاره.
واضاف: ان التيار المنحرف لـ"داعش" و"القاعدة" وامثالهما مدعوم من امريكا و"اسرائيل"، والاسلام الاصيل هو الاسلام الذي يعتمد الكتاب والسنة والتحقيق العلمي، ويقوم على أساس الاستنباط وما تحتاجه المجتمعات، اما اسلام السلاطين واسلام "داعش" فهو الذي لا يهتم بجرائم الصهيونية.
وأوضح السيد علي خامنئي أن الامام الخميني (قدس سره) كان حاسما وحازما في قراراته وجياشا في عواطفه، وكان صريحا لأنه كان يعتمد على الله، ولم يكن يجامل في القضايا، مؤكدا على أنه لم يكن يعول على وعود المستكبرين.
وأكد السيد علي الخامنئي ان الامام الخميني الراحل وقف صامدا طوال حياته امام المؤامرات الامريكية حيث واجه سياسات الولايات المتحدة والاستكبار العالمي. مشيرا الى ان موقف الامام الخميني الراحل كان مواجهة الظلم وأين ما يوجد ظلم كان الامام يقف ضده ومع المظلوم.
وقال سماحته: اليوم موقف ايران هو ذلك الموقف للامام الراحل، موقف مبدئي من الاحداث التي تجري في العالم، اننا بقدر ما نعارض "داعش" نعارض عنصرية الشرطة الامريكية ضد السود، واننا نعارض الظلم الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني ونقف الى جانبه.
وبخصوص الإمام المهدي (عجل الله فرجه) والذي صادف ذكرى مولده يوم الاربعاء، قال السيد علي الخامنئي، إنه لا توجد فرقة إسلامية لا تعتقد بظهور المهدي (عجل الله فرجه)، وانه من ذرية النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
وأشار الى أنه في مذهب أهل البيت (عليهم السلام) تمت تسمية وتحديد شخصية الإمام المهدي (عجل الله فرجه)، وأن مدرسة أهل البيت تؤمن بوجود الإمام المهدي (عجل الله فرجه) وتثبته حسب أدلتها.
وقال السيد علي الخامنئي، إن الإستبعاد الوحيد لمعارضي مولد الإمام المهدي (عجل الله فرجه) هو طول عمره الشريف، مبينا أن القبول بطول عمر الإمام المهدي (عجل الله فرجه) يؤيده طول عمر النبي نوح (عليه السلام)، مؤكدا أن الاعتقاد الشيعي بالقضية المهدوية لا ينحصر بموضوع مولده.