<..." /> <..." /> <..." /> <..." />
«داعش» الإرهابي يفخخ المواقع الأثرية في مدينة تدمر
(last modified Mon, 22 Jun 2015 05:22:11 GMT )
Jun ٢٢, ٢٠١٥ ٠٥:٢٢ UTC
  • سيطر التنظيم الارهابي على مدينة تدمر بعد اشتباكات عنيفة ضد قوات الجيش السوري
    سيطر التنظيم الارهابي على مدينة تدمر بعد اشتباكات عنيفة ضد قوات الجيش السوري

فخخ مسلحو تنظيم "داعش" الوهابي البعثي الإرهابي بالألغام والعبوات الناسفة المواقع الأثرية في مدينة تدمر التاريخية وسط سوريا بعد شهر من سيطرتهم عليها.

واكد المدير العام للآثار والمتاحف السورية مأمون عبد الكريم تلقيه معلومات من سكان المدينة تفيد بزرع المسلحين الغاماً في المعابد الاثرية، المدرجة على لائحة التراث العالمي.

من جهته قال ما يسمى "المرصد السوري لحقوق الانسان" الاحد ان عناصر تنظيم "داعش" الارهابي "قاموا السبت بزرع الالغام والعبوات الناسفة في المدينة الاثرية في مدينة تدمر في ريف حمص الشرقي".

وسيطر التنظيم الارهابي في 21 ايار/مايو على مدينة تدمر بعد اشتباكات عنيفة ضد قوات الجيش السوري استمرت تسعة ايام.

واثارت هذه السيطرة مخاوف جدية على آثار المدينة التي تعرف باسم "لؤلؤة الصحراء" وتشتهر بأعمدتها الرومانية ومعابدها ومدافنها الملكية التي تشهد على عظمة تاريخها.

واوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن انه "لم تتضح اهداف التنظيم من تفخيخ المواقع الاثرية وما اذا كان يخطط لتفجيرها ام زرعها لمنع تقدم قوات النظام الموجودة غرب تدمر".

وقال ان قوات الجيش السوري استقدمت في الايام الاخيرة تعزيزات عسكرية الى الاطراف الغربية للمدينة، وسط انباء عن نيتها شن هجوم مضاد ضد مسلحي التنظيم الارهابي.

وقال مصدر سياسي في دمشق انه تم في الاونة الاخيرة ارسال قيادي عسكري بارز الى المنطقة لقيادة هجوم يهدف لاستعادة السيطرة على مدينة تدمر والعديد من حقول الغاز الرئيسة القريبة منها.

واكد مصدر امني في دمشق من جهته ان "الجيش سيتقدم باتجاه كل المناطق حيث يتواجد الارهابيون وفق الخطط الموضوعة ومن بينها تدمر".

ولم تتعرض اثار المدينة لأي تخريب حتى الان من قبل الارهابيين الذين دخلوا في 22 ايار/مايو، اي غداة سيطرتهم على تدمر، الى المتحف الموجود فيها ودمروا عدداً من المجسمات الحديثة التي تمثل عصور ما قبل التاريخ وتستخدم لأهداف تربوية، ثم اغلقوا الابواب ووضعوا حراساً على مداخل المتحف.

وفي 27 ايار/مايو، اقدم مسلحو التنظيم الارهابي على قتل عشرين رجلاً بإطلاق الرصاص عليهم في المسرح الروماني بعد اتهامهم "بالقتال الى جانب النظام".

وقال المدير العام للآثار والمتاحف السورية الاحد "لدينا معلومات اولية من السكان تفيد بصحة هذه الانباء وانهم فخخوا المعابد بالالغام"، مضيفاً "اتمنى ان تكون هذه المعلومات غير صحيحة ولكننا قلقون".

وحث عبد الكريم "سكان تدمر والقيادات العشائرية والدينية في المجتمع المحلي على التدخل لمنع الحاق الضرر بالمواقع الاثرية والحؤول دون تكرار ما جرى في شمال العراق". وقال "انا متشاءم بشدة واشعر بالحزن".

ونشر التنظيم الارهابي في شهري شباط/فبراير ونيسان/ابريل مقاطع فيديو توثق تخريبه وتدميره مواقع عدة في العراق، ابرزها آثار الموصل ومدينتي الحضر ونمرود.

وحذرت المديرة العامة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونيسكو) ايرينا بوكوفا في شريط فيديو نشر على موقع المنظمة تزامناً مع سيطرة التنظيم الارهابي على المدينة من ان "اي تدمير لتدمر لن يكون جريمة حرب فحسب وانما ايضا خسارة هائلة للبشرية".

وتعرض اكثر من 300 موقع ذي قيمة انسانية في سوريا للدمار والضرر والنهب خلال اربع سنوات من النزاع، وفق ما اعلنت الامم المتحدة في ديسمبر/ كانون الاول 2014 بناء على صور ملتقطة بواسطة الاقمار الاصطناعية.

وتملك سوريا كنوزا ومعالم اثرية تعود لحقبات التاريخ المتعاقبة من كنعانية وارامية واموية وعثمانية.

لكن هذا الارث الضخم يتعرض منذ بدء النزاع المسلح الى التخريب والتدمير.