الاكراد يطردون تنظيم «داعش» للمرة الثانية من عين العرب
Jun ٢٧, ٢٠١٥ ٠٩:١٨ UTC
نجح الاكراد في طرد تنظيم "داعش الوهابي البعثي الارهابي" من مدينة عين العرب (كوباني) في شمال سوريا التي كان دخلها قبل يومين، لكن الارهابيون خلفوا وراءهم اكثر من 200 ضحية بين المدنيين قتلوهم قصفا او قنصا او رميا بالرصاص.
ومنذ بداية الهجوم، رأى خبراء وناشطون ان هدف التنظيم الارهابي ليس السيطرة على كوباني انما الرد و"تحويل الانظار" عن خسائره الاخيرة في مواجهة الاكراد وكان آخرها مدينة تل ابيض في محافظة الرقة (شمال)، ابرز معاقله، عبر استهداف المدنيين واثارة اهتمام الرأي العام.
وتجاوز عدد المدنيين الذين قتلوا على يد تنظيم "داعش" الارهابي في مدينة كوباني ومحيطها منذ الخميس المئتين، بحسب المرصد.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن "ارتفع عدد المدنيين الذين قتلهم التنظيم في كوباني ومحيطها منذ بدء هجومه الخميس الى 206، بعد العثور على مزيد من الجثث اليوم"، مشيرا الى ان معظم الجثث عليها آثار طلقات رصاص.
وقتل الضحايا "اعداما او بقذائف التنظيم او عن طريق قناصته" الذين تحصنوا في ابنية احتلها التنظيم ليومين قبل ان يطرده منها او يقتل عناصره داخلها وحدات حماية الشعب الكردية التي استعادت اليوم السيطرة على كامل المدينة.
واضاف "تبين من التعرف على الجثث ان هناك عائلات بكاملها قتلت، الوالدان والاطفال"، مشيرا الى ان معظم الجثث التي عثر عليها اليوم كانت في شرق المدينة.
وعثر على الجثث مرمية هنا وهناك "في المنازل وعلى الطرق"، بحسب عبد الرحمن.
واشار الى ان "عملية اتشال الجثث مستمرة".
وبين القتلى 26 شخصا اعدمهم التنظيم الارهابي في قرية برخ بوطان الواقعة جنوب كوباني والتي سيطر عليها المسلحون الخميس لساعات.
وقال الصحافي رودي محمد امين الذي يتابع من المنطقة الكردية في شمال سوريا الوضع في كوباني عن قرب السبت "عادت المدينة بكاملها تحت سيطرة وحدات حماية الشعب" الكردية.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن "استعاد المقاتلون الاكراد السيطرة على المواقع التي كان احتلها التنظيم في كوباني (عين العرب)". وتم ذلك بعد تمكن وحدات حماية الشعب الكردية من دخول ثانوية البنين في جنوب غرب المدينة التي كانت آخر موقع يتحصن فيه التنظيم الارهابي، عبر تفجيره.
وتعرض التنظيم الارهابي للهزيمة الاسوا في سوريا بايدي المقاتلين الاكراد عندما انسحب من مدينة كوباني في كانون الثاني/يناير بعد احتلال اجزاء واسعة منها اثر اربعة اشهر من المعارك. الا ان المعركة الاخيرة ارتدت طابعا مختلفا.
وقال عبد الرحمن "لا يمكن اعتبار هذه العملية الاخيرة هزيمة بكل معنى الكلمة، لان التنظيم نفذ ما قصد كوباني من اجله، وهو ارتكاب المجازر. لقد أبيد في كوباني، هذا صحيح، لكن بعد ان ارتكب مجزرة فظيعة".
وتمكنت وحدات حماية الشعب من استعادة المباني التي احتلها التنظيم الارهابي تدريجيا، ثم نجحت في اخراج عشرات المدنيين الذين كان يحتجزهم التنظيم الارهابي قبل تنفيذ عملية عسكرية لدخول آخر مركز لهم اليوم.
واوضح امين ان "الوحدات الكردية فجرت الغاما زرعتها في محيط مبنى ثانوية البنين، ثم اقتحمته"، مضيفا تم تنفيذ هذه العملية العسكرية بعد التأكد بانه لم يبق مدنيون داخل المدرسة".
وافاد ناشطون عن مقتل العديد من عناصر تنظيم "داعش" الارهابي في العملية التي تسببت ايضا بتدمير اجزاء من المبنى.
واوقعت معارك اليومين الماضيين في كوباني ومحيطها 54 قتيلا بين الارهابيين، قضى بعضهم في تفجيرات انتحارية، و16 قتيلا بين المقاتلين الاكراد، بحسب المرصد الذي يشير الى تكتم في اوساط هؤلاء على عدد القتلى.
في شمال شرق البلاد، تتواصل المعارك منذ الخميس في مدينة الحسكة بين قوات الجيش السوري وتنظيم "داعش" الارهابي الذي يحاول السيطرة على المدينة.
وذكر المرصد السبت ان المعارك تتركز في جنوب المدينة حيث سيطر التنظيم الارهابي على حيين تزح منهما ستون الف شخص، بحسب تقرير للامم المتحدة.
واشار الى ان مقاتلين اكراد انضموا الى القتال الى جانب قوات الجيش. ويتقاسم الاكراد السيطرة على الحسكة مع قوات النظام.
ويحاول تنظيم "داعش" الارهابي منذ شهر السيطرة على الحسكة، مركز محافظة الحسكة والتي يبلغ عدد سكانها نحو اربعمئة الف شخص. وكان تقدم اليها في مطلع حزيران قبل ان يضطر الى الانسحاب في مواجهة قوات الجيش السوري.
وكان وزير الاعلام السوري عمران الزعبي دعا الجمعة "كل من هو قادر على حمل السلاح للتصدي" لمهاجمي الحسكة.
واضاف ان "الدفاع عن مدينة الحسكة في مواجهة الارهابيين التكفيريين واجب مشترك بين ابناء المدينة بكل مكوناتها والجيش العربي السوري".