تأجيل عودة جثامين ضحايا الحجاج الإيرانيين في مأساة منى

تم إرجاء إعادة جثامين قسم من الحجاج الإيرانيين الذين استشهدوا في حادث التدافع في منى بالقرب من مكة المكرمة الى طهران التي كانت مقررة أمس الثلاثاء.

واعلن مسؤولون ايرانيون تأخير العودة المقررة لجثامين جزء من الحجاج الايرانيين لاسباب ادارية تتعلق بتصاريح هبوط الطائرات المكلفة ذلك في السعودية.

وقال مسؤول شؤون الحج في شركة المطارات الايرانية، منوجهر سباسي، انه رغم جهود فريق عمل ادارة ازمة كارثة منى في ايران ومتابعات وزير الصحة الايراني في السعودية، الا انه للاسف لم تصدر سلطاتها ترخيصاً لحد الآن لهبوط الطائرة الخاصة بنقل جثامين الضحايا الايرانيين.

واكد ضرورة ان تبدي المملكة السعودية المزيد من التعاون حول هذا الموضوع.

وايران هي البلد الذي مني بأكبر خسارة في كارثة التدافع خلال موسم الحج والتي ادت الى سقوط الآلاف بين قتيل وجريح، وافادت آخر حصيلة نشرتها لجنة تنظيم الحج الايرانية بان 239 حاجاً ايرانياً قتلوا و14 جرحوا فيما لايزال هناك 241 مفقودين.

وبعد ساعات على الكارثة اتهمت السلطات العليا في ايران السعودية بعدم التعاون مع طهران في البحث عن المفقودين واعادة الضحايا من قتلى وجرحى.

وقال علي مرعشي المسؤول في الهلال الاحمر الايراني المكلف اعادة الجثامين سابقا: كان القرار ان "تقلع طائرة يوم الثلاثاء الى جدة (السعودية) لنقل الجثامين ليجري تشييعهم يوم الاربعاء في طهران".

وعاد الرئيس الايراني حسن روحاني الى طهران أمس الثلاثاء بعدما اختصر زيارته لنيويورك حيث كان يحضر الاجتماع السنوي للجمعية العامة للامم المتحدة، لانه يريد ان يكون موجوداً في طهران عند وصول جثامين 130 حاجاً استشهدوا خلال التدافع.

وقال الناطق باسم الحكومة محمد باقر نوبخت ان "كل الجهود بذلت لنقل سريع للجثامين" بدون ان يذكر اي موعد.

وبعدما انتظر ساعات للتوجه الى السعودية، وصل وفد ايراني يقوده وزير الصحة حسن هاشمي فجر الثلاثاء الى مكة المكرمة.

وقال قاضي زادة هاشمي، في تصريح صحفي عبر الهاتف حول زيارته للسعودية، انه وصل الى مكة المكرمة للتباحث حول الاعمال التي يجب ان يقوم بها، مؤكداً انه سينجز كل مايتطلب في هذا الموضوع. واشار هاشمي الى أن ذوي واسر الحجاج الضحايا يطالبون بنقل جثامينهم الى البلد بسرعة لكنهم يتمتعون بمعنويات رفيعة.

في نفس الصعيد ،اكد مساعد وزير الخارجية الايراني حسن قشقاوي - الذي وصل مع اعضاء الوفد الايراني صباح أمس الثلاثاء الى مكة المكرمة وعقد اجتماعاً مع مسؤولي الحج والزيارة - أكد ضرورة تعاون السلطات السعودية لاعادة جثامين الضحايا وتحديد مصير المفقودين من الحجاج الايرانيين في حادثة منى.

واشار قشقاوي الى الاجتماع الذي عقد في مكة المكرمة بمشاركة ممثل قائد الثورة في شؤون الحج والزيارة قاضي عسكر ورئيس منظمة الحج والزيارة الايرانية سعيد اوحدي، مؤكداً الحاجة الى تعاون الجانب السعودي لاعادة جثامين الضحايا وتحديد مصير المفقودين واعادة جميع الحجاج الايرانيين الآخرين الى ارض الوطن بسلام.

اما الرئيس روحاني فقد اتهم في كلمته امام الجمعية العامة للامم المتحدة السعودية بـ"التقصير". وقال ان الحجاج الذين قضوا في المأساة كانوا "ضحايا تقصير من قبل الذين كلفوا" تنظيم الحج مطالباً بـ"تحقيق دقيق حول اسباب هذه الكارثة".

واضاف روحاني ان "الالم والحزن اللذين ألمّا بملايين المسلمين يتجاوزان التعويضات المادية" مضيفاً ان "الرأي العام يطالب بأن يحترم المسؤولون السعوديون تعهداتهم الدولية" خصوصاً بشأن السماح بنقل سريع لجثامين الضحايا الى بلدانهم.

وتابع "من الضروري خصوصاً تأمين الشروط لفتح تحقيق مستقل ودقيق حول اسباب هذه الكارثة وسبل تفاديها مستقبلاً".

من جانبه، اکدت المتحدثة باسم وزارة الخارجیة الایرانیة مرضیة افخم ضعف الادارة وعدم التدبیر للمسؤولین السعودیین في مأساة منی وقالت: علی السعودیة ان تتحمل مسؤولیة هذه الکارثة وتعتذر للدول الاسلامیة.

ووصفت افخم فی تصریح لها مساء أمس الثلاثاء، تصریحات وزیر الخارجیة السعودي عادل الجبیر في مقابلة له مع قناة "العربیة" السعودیة بأنها غیر بناءة.

يذكر ان وزير الخارجية السعودي عادل الجبير رد بموضع ايران القاطع تجاه هذه المأساة وقال: "اعتقد انه من الافضل للايرانيين ان يبتعدوا عن تسييس مأساة اصابت الناس الذين كانوا يؤدون أهم الشعائر الدينية المقدسة". فالسعودية تسمى ادانات ايران للحادث، استغلالاً سياسياً، حسب تعبيرها.

وجددت افخم تأکیدها علی ضعف الادارة وعدم التدبیر للمسؤولین السعودیین في مأساة منی وقالت ان تصریحات شهود عیان والجرحی جراء هذا الحادث قد کشفت عن جوانب مؤسفة لعدم الاهتمام وحالة اللامبلاة للمسؤولین المعنیین في مؤسسة الحج السعودیة بالنسبة لحجاج بیت الله الحرام، ونوصي السعودیة بتحمل مسؤولیة هذه الکارثة وتعتذر للدول الاسلامیة.

واضافت: ان العناد والقاء المسؤولیة علی الاخرین والتخلي عن عبء مسؤولیة مقتل الآلاف من حجاج بیت الله الحرام تمس وتشوه صورة السعودیة في العالم اکثر من ذي قبل.