حزب اردوغان يسعى للغالبية المطلقة مع بدء العد العكسي للانتخابات
Oct ٢٥, ٢٠١٥ ١٤:٥٧ UTC
قبل اسبوع من الانتخابات التشريعية يضاعف حزب الرئيس التركي المحافظ رجب طيب اردوغان الجهود لاستعادة الاكثرية المطلقة التي خسرها قبل خمسة اشهر، وسط اجواء توتر اذكاها هجوم انقرة والنزاع الكردي.
وقال امام الحشود "في الاول من تشرين الثاني/نوفمبر سنحكم وحدنا مجددا. لا تتركوني بين ايدي (دولت) بهجلي (زعيم القوميين) و(كمال) كليتشداراوغلو (زعيم الاشتراكيين-الديموقراطيين)!".
وحزب العدالة والتنمية الحاكم تركيا منذ 13 سنة مني في السابع من حزيران/يونيو بهزيمة نكراء بحصوله على 40,6% من الاصوات متراجعا ب10 نقاط مقارنة مع النتيجة التي حققها في 2011 وخسر الغالبية في البرلمان.
واعتبرت هذه النتيجة خسارة شخصية لاردوغان الذي القى بكامل ثقله في الانتخابات على امل ان يحرز حزبه الفوز الكاسح الضروري لفرض "الرئاسة المعززة" التي يحلم بها.
فمنذ اواخر تموز/يوليو تجددت المواجهات الدامية بين قوى الامن التركية ومسلحي حزب العمال الكردستاني والتي نسفت عملية السلام الهشة التي بدات في خريف 2012.
وبعد ثلاثة اشهر على هجوم انتحاري مشابه في مدينة سوروتش المتاخمة لسوريا، شهدت تركيا في 10 تشرين الاول/اكتوبر الهجوم الاكثر دموية في تاريخها والذي نسب الى تنظيم "داعش" الارهابي. واستهدف تفجير مزدوج تظاهرة سلام لانصار القضية الكردية في وسط انقرة وادى الى مقتل 102 منهم.
وقال داود اوغلو الاحد "اخواني الاعزاء، يحاولون كسر امتنا ووحدتنا (...) لكننا سنمضي قدما ولن نستسلم ولن نقع في الفخ".
وانتقد اردوغان بدوره "اعداء" تركيا بالقول "الاول من تشرين الثاني/نوفمبر تاريخ مهم. ستعطون الرد المناسب للذين يريدون تشتيتنا وتقسمينا".
وكالعادة، خص داود اوغلو اشد الانتقادات في خطابه لحزب الشعوب الديموقراطي الحزب الرئيسي الموالي للاكراد في البلاد الذي يعد "شريك ارهابيي" حزب العمال الكردستاني.
وصرح الاحد "ان الخونة في امتنا ابعدوا السلام عن بلادنا".
وقالت ناشطة في حزب العدالة والتنمية جاءت للاستماع الى خطاب داود اوغلو "لم يكن كل ذلك موجودا (النزاع الكردي) وكنا قد تخلصنا من هذه الامور. لكن الان مع تقدم حزب الشعوب الديموقراطي عادت الامور الى نقطة الصفر". واضافت "لا استقرار ممكنا بدون حزب العدالة والتنمية".
واعتبرت السلطة في حملتها الانتخابية الحزب المذكور عدوها اللدود، بعد ان اسهم الى حد كبير في حرمانها الاكثرية المطلقة بفوزه بـ13% من الاصوات في حزيران/يونيو.
لكن رئيس الحزب صلاح الدين دميرتاش الذي اضطر الى الغاء تجمعاته العامة الكبرى خشية التعرض لهجمات جديدة، بادر كل مرة الى الرد على اردوغان وحكومته عبر وسائل الاعلام، محملا اياه مسؤولية تجدد النزاع الكردي وتشجيع الجهاديين. وقال بعد هجوم انقرة ان "الدولة سفاحة".
واتهم دميرتاش حزب العدالة والتنمية "بدفع تركيا الى شفير حزب اهلية لدرجة ان الكراهية باتت شائعة بين الناس".
من جهة اخرى، اصيب اثنا عشر شخصا بجروح الاحد في صدامات بين اكراد واتراك امام سفارة تركيا في اليابان حيث دعي المغتربون الى التصويت مسبقا في اطار الانتخابات التشريعية المرتقبة في الاول من تشرين الثاني/نوفمبر بحسب وسائل الاعلام اليابانية.
وقد اضطرت الشرطة اليابانية للتدخل من اجل اعادة الهدوء امام السفارة حيث تجري عمليات التصويت.
لكن بالرغم من الجهود التي يبذلها العدالة والتنمية لجذب الناخبين القوميين، يبدو رهانه فاشلا. فاستطلاعات الراي الاخيرة قدرت حصوله على 40 و43% من نوايا التصويت اي اقل من نصف مقاعد البرلمان البالغ 550.
وهذا السيناريو سيلزم مجددا حزب اردوغان تقاسم السلطة، او تنظيم استحقاق جديد في حال فشل السيناريو الاول.