«اشرقت» شهیدة من ديار الحسين (عليه السلام)
Nov ٢٦, ٢٠١٥ ٠٤:٢١ UTC
-
«اشرقت» قدّمت بطولات حقيقية رغم نعومة اظفارها
حقٌّ للشهيدة "اشرقت" أن ندعو لها، ونخلّد سيرتها وتضحيتها للأجيال المقبلة، وحقٌّ علينا أن يتصدّر ذكرها وذكر كل شهيد وشهيدة من اجل الدين والوطن والكرامة وحقٌّ على ذويها أن يرفعوا رؤوسهم عالية في كل زوايا وأنحاء الارض ، فالبطولة التي سطّرتها بطلة المقاومة هذه ملحمة تاريخية لن تُمحى من الذاكرة.
"اشرقت" قدّمت بطولات حقيقية رغم نعومة اظفارها، بكل ما تعنيه الكلمة من معانٍ، تزخر بالقناعة وإلايمان الراسخین بقضيتها العادلة لنُصرة ارضها الجریحة، وردّ المظالم عن أهلها المستضعفين.
کانت جادة بأغلى ما تملك، فهي «نشأت من معين الأصالة الحسینیة، وروت وطنها وأمتها حباً ووفاء، وضربت أروع صور الوفاء للمقاومة ولسيدها نصر الله في مدرستها وفی خنادق شبكات التواصل الاجتماعي متمتعة بروح معنوية عالية جدا وقناعة راسخة بالحق الذي دافعت عنه لم يزعزعها عن ذلك حب الدنيا الذي رأته رأس كل خطيئة اسوة بمولاها امير المؤمنين علي عليه السلام».
فلسطينية بعمر 16 ربيعا وبقلب یحمل کل هموم شعبها إسمها أشرقت طه قطناني من بلدة حوارة بمدينة نابلس حيث تم دهسها من قبل مستوطن وأتبعها جنود الاحتلال الصهيوني بإطلاق الرصاص عليها ومنعت سيارات الاسعاف من الوصول للمكان وتركت تنزف حتى استشهدت.
أشرقت الثائرة الرافضة للإحتلال المؤمنة الحقيقة بانتفاضة القدس كانت تختزل جلّ مفرداتها فی المقاومة في لبنان وتعتز وتفتخر بها بحربها ضد "الصهاینة " وضد الإرهابيين فخلفية هاتفها المحمول كانت صورة لسماحة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله التي لطلما كانت تنتظر كلماته وإطلالاته وكانت تعبر عن ذلك في كتاباتها وتعليقاتها.
وقع نبأ استشهاد "اشرقت " على والدها كالصاعقة، فقال في أول ماتفوه به بعد الاستشهاد : الحمد لله ابنتي قامت بما يجب القيام به، ابنتي خرجت من البيت مثل كل يوم متوجهة إلى مدرستها وما سمعته هو ما تم تداوله في الإعلام عن إطلاق النار عليها واستشهادها.
وقال الوالد: أن ابنته تتابع الأحداث يوميا وتقوم بالسؤال عن الأحداث باستمرار، وأنها كانت دائما تسأله عن " أفضل السكاكين في المنزل" وإن كانت تستطيع أن تقوم بالعملية عند حاجز حوارة".
وتابع الوالد خلال حديثه للصحافيين في منزله وقد غالبه البكاء: رأيتها آخر مرة فجرا عندما قدمت لي الدواء، ولكني لم أتوقع أنها تأثرت بما يجري من أحداث إلى هذه الدرجة".
وقال الوالد: الاحتلال لم يترك لنا وسيلة إلا المقاومة حتى بأدوات المطبخ، كنت أتمنى أن ترى أشرقت أياما أفضل مما عشناها، أنا فخور جدا بها".
ولاحقا علق طه القطناني عبر صفحته على الفيس بوك قائلا: ساقول لبعض الذين لا يفهمون معنى الشهادة..الاحتلال لم يكذب ..ابنتي ذهبت لتطعن...ولتصرخ في وجه العالم الظالم الاصم...على هذه الارض شعب يستحق الحياة...لن تنالوا من عزيمتنا...
ثم تابع ذلك بالقول: عذرا..بعض الناس للاسف يسكبون الملح على جراحنا...لا باس..وبدل ان يخجلوا من انفسهم من تراجعهم ..وتخليهم عن واجبهم المقدس..ذهبوا الى القول...ان والدها شيعي...ان كان الشيعة هم من يقدمون فلذات اكبادهم على مذابح الحرية...فهنيئا لهم...
اما شقيق الشهيدة أشرقت طه أحمد قطناني فقد قال في حديث إن الشهيدة اوصت بالتبرع بأعضائها اذا ما استشهدت.
ما مات الشهيد ولكن قد مضى بطلاً
وهـل يـمـوت وقول اللّه زكاهُ؟
إنّ الـشـهـيـد لحيّ عند بارئه
مـكـرمٌ بـنـعـيـمٍ كان يهواهُ
بقلم: مصدق مصدق بور
كلمات دليلية