رسالة القائد تشكل الحجر الأساس للتقارب بين العالم الإسلامي والغرب
(last modified Mon, 07 Dec 2015 05:37:21 GMT )
Dec ٠٧, ٢٠١٥ ٠٥:٣٧ UTC
  • قام آية الله الخامنئي بتوجيه الرسالة للشباب الغربي تحديداً لأنه يدرك ويعرف أن هذا الشباب هم قادة المستقبل
    قام آية الله الخامنئي بتوجيه الرسالة للشباب الغربي تحديداً لأنه يدرك ويعرف أن هذا الشباب هم قادة المستقبل

كتب الإعلامي الاردني هشام الهبيشان مقالاً حول رسالة آية الله السيد علي الخامنئي إلى شباب البلدان الغربية، مؤكداً أن هذه الرسالة جاءت في وقتها داعياً إلى اعتبارها مرجعية فكرية وثقافية ودينية لإيجاد التقارب بين الشرق والغرب في ظل المرحلة الخطرة التي تمر بها صورة الاسلام السمح المعتدل في العالم الغربي.

 

جاءت رسالة آية الله الخامنئي عقب هجمات باريس وبالتزامن مع هجمة شرسة من قبل بعض الجماعات المتطرفة بالغرب وبتحريض ودعم من "جماعات اللوبي الصهيوني التلموذية الماسونية" لتستهدف تشويه صورة الاسلام والمسلمين وخصوصاً بعد الاحداث الارهابية الاخيرة في لبنان وفرنسا، ومن هنا وفي ذروة هذه الهجمة الشرسة على الاسلام جاءت هذه الدعوة للشباب الغربي بضرورة البحث عن حقيقة الاسلام بعيداً عن من يحاولون تشويه صورته الحقيقية.

 

وقام آية الله الخامنئي بتوجيه الرسالة للشباب الغربي تحديداً لأنه يدرك ويعرف أن هذا الشباب هم قادة المستقبل، فالسيد الخامنئي قال برسالته مخاطباً الشباب الغربي "إنني أؤمن أنكم أنتم الشباب وحدكم القادرون، وباستلهام الدروس من محن اليوم، على إيجاد السبل الجديدة لبناء المستقبل، وتسدوا الطرق الخاطئة التي أوصلت الغرب إلى ما هوعليه الآن"، فوجه حديثه للشباب الغربي لإنه يدرك أن أي حديث مع بعض ساسة الغرب لن يجدي نفعاً، لأن بعض هؤلاء الساسة هم بالاصل هم جزء من هذه المؤامرة والحرب التي تشن على الاسلام والمسلمين اليوم.

أما على الصعيد العربي فإن هذه الرسالة لقيت أصداء جيدة وكبيرة بين الكثير من الاوساط العربية إعلامياً وسياسياً، ولاسيما بالصحافة العربية ووسائل الاعلام ووسائل التواصل الاجتماعي العربية، خصوصاً بين صفوف الشباب العربي المثقف، حيث اوجدت ردود فعل مجتمعية وفكرية وثقافية عربية صاخبة وايجابية حول مضامينها.

ولقد أوضح السيد الخامنئي برسالته للشباب الغربي الكثير من التفاصيل حول معاناة الشعب الفلسطيني باعتبارها القضية الاساس للأمة العربية والاسلامية جراء الإرهاب الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني الاعزل، والمقصود هنا بحديث السيد الخامنئي هو تصوير حقائق الواقع المأساوي الذي يعيشه الشعب الفلسطيني منذ أكثر من ستين عاماً على يد المحتل الصهيوني ومقارنة هذا الإرهاب بالإرهاب الحديث الممتد لأوروبا نتيجة سياسات بعض الأنظمة الأوروبية الداعمة للأرهاب بالمنطقة والداعمة للإرهاب الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني.

واعتقد أن رسالة السيد الخامنئي وحديثه عن القضية الفلسطينية وحجم الإرهاب الصهيوني بحق الفلسطينيين سيكون لها أثر ايجابي بتركيز فكر الشباب الغربي والمجتمع الغربي بعمومه وتوضيح الصورة الحقيقية لهم عن ما يجري بفلسطين بشكل واضح.

وهنا تجدر الاشارة الى ان مواجهة الكيان الصهيوني المحتل لفلسطين هي من صلب عقيدة الثورة الإسلامية الإيرانية، وقائد الثورة الاسلامية عندما يتحدث عن هذا الموضوع بالتحديد، فالهدف هو توعية وزراعة فكر راسخ بعقول النشئ والجيل المسلم الجديد لتبقى قضية فلسطين وتحريرها هي قضية كل جيل مسلم قادم، وما المناورات العسكرية الأخيرة للجيش الإيراني والتي تحاكي تحرير المسجد الاقصى إلا دليلاً واضحاً على أن فلسطين وقضيتها هي الشغل الشاغل للسيد الخامنئي وللمجتمع وللقيادة والجيش بالجمهورية الإسلامية الإيرانية.

من جانب آخر، فإن رسالة آية الله الخامنئي الى الشباب الغربي تمهد الطريق لتخفيف حدة التوتر والتعصب الثقافي والديني في الغرب ضد المسلمين، ومن المتوقع أن تسهم إلى حد كبير في تخفيف حدة الهجمة على الاسلام والمسلمين بالعالم ونشر فكرة التسامح والاعتدال وقبول الآخر بين مختلف الاديان، ومن هنا يبدو واضحاً أن الرسالة كان لها صدى جيد وقد حققت مرحلياً جزءاً من أهدافها، وكذلك نجحت في تحقيق نوع من التقارب الفكري والثقافي بين المجتمعات الإسلامية الشرقية والمجتمعات الغربية المسيحية. فهذه الرسالة ليست الأولى ولن تكون الاخيرة للسيد الخامنئي الذي يسعى جاهداً اليوم لتحقيق حالة من التقارب والتوازن الفكري والثقافي بين مجتمعات الشرق والغرب.

 أما على الصعيد الدولي جاءت الرسالة في ظروف قامت قوى التحالف الغربي بدعم الإرهاب من خلف الكواليس وخصوصاً بسورية والعراق، وهذا ما أكده السيد خامنئي في رسالته للشباب الغربي عندما قال: "إن هذا العنف كان للأسف مدعوماً على الدوام من قبل بعض القوى الكبرى بشكل مؤثر وبأساليب متنوعة، قلّما يوجد اليوم من لا علم له بدور الولايات المتحدة الأمريكية في تكوين وتقوية وتسليح القاعدة، وطالبان، وامتداداتهما المشؤومة، وإلى جانب هذا الدعم المباشر، نرى حماة الإرهاب التكفيري العلنيين المعروفين كانوا دائماً في عداد حلفاء الغرب بالرغم من أن أنظمتهم أكثر الأنظمة السياسية تخلفاً، بينما تتعرض أكثر وأنصع الأفكار النابعة من الديمقراطيات الفاعلة في المنطقة إلى القمع بكل قسوة، والازدواجية في تعامل الغرب مع حركة الصحوة في العالم الإسلامي هي نموذج بليغ للتناقض في السياسات الغربية".

والواضح اليوم أن هذه الدول والحكومات التي ذكرها وتحدث عنها قائد الثورة الاسلامية في ايران برسالته وغيرها، مازالت تحارب إلى اليوم كل جهد فعلي دولي - اقليمي يسعى بشكل حقيقي للقضاء على الإرهاب في المنطقة العربية، ولهذا لا نرى نوايا صادقة من القوى الغربية للانضمام لأي جهد وجبهة دولية موحدة تسعى لمحاربة الإرهاب الذي بات فعلياً يهدد المنظومة الغربية في فرنسا وغيرها، بينما الجهد الروسي - الإيراني - السوري سيكون له أثر فاعل بمحاربة هذا الإرهاب، وهناك بالتأكيد قوى عربية وإقليمية ودولية ستنضم لجهد هذا الثلاثي لمحاربة الإرهاب./انتهى/

هشام الهبيشان عمان-الأردن

كلمات دليلية