بوتين: الإصلاح الدستوري أهم شروط التسوية السورية
(last modified Tue, 12 Jan 2016 04:28:39 GMT )
Jan ١٢, ٢٠١٦ ٠٤:٢٨ UTC
  • الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع صحافيي
    الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع صحافيي "بيلد"

أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أنه يعتبر الإصلاح الدستوري الذي تتبعه انتخابات برلمانية ورئاسية أهم شروط التسوية السياسية للأزمة السورية.

وقال بوتين في حديث لصحيفة "بيلد" الألمانية: "أما القضية السورية فأعتقد أنه يجب المضي قدما باتجاه الإصلاح الدستوري، وهذه العملية معقدة بالطبع؛ وبعد إتمامها يجب إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المبكرة على أساس الدستور الجديد".

وأشار الرئيس الروسي إلى أن تحقيق الاستقرار والأمن في سوريا وإعداد الظروف الملائمة لتنمية الاقتصاد ورفاه الناس ليفضلوا العيش في بيوتهم بوطنهم بدلا من الهرب إلى أوروبا، لن يكون واردا إلا في حال حدد الشعب السوري وحده، من سيحكم البلاد وكيف سيفعل ذلك.

وقال بوتين إن الرئيس الأسد ارتكب العديد من الأخطاء خلال الصراع في بلاده لكن الأزمة وصلت إلى حجمها الراهن نتيجة الدعم الخارجي المتمثل بالتدفق الكبير للمال والسلاح والمقاتلين.

وتساءل هل تتحمل الحكومة السورية الساعية إلى الحفاظ على سيادتها ومنع الأعمال المنافية للدستور مسؤولية معاناة المدنيين الأبرياء، أم يتحملها أولئك الذين ينظمون هذا العمل المسلح ضد الحكومة؟

وأكد بوتين أن "المسؤولية تتحملها المجموعات المسلحة ومن يدعمها. هو (الأسد) لا يسعى إلى القضاء على شعبه، بل يحارب أولئك الذين وصلوا إلى أراضي بلاده حاملين السلاح، أما المسؤولية عن معاناة المدنيين الأبرياء بسبب هذا النزاع فيتحملها بالدرجة الأولى هؤلاء المسلحون ومن يساعد المجموعات المسلحة. لكنني قلت إن هذا الأمر لا يعني أن كل شيء على ما يرام والجميع على حق. ولهذا السبب أعتقد أنه يجب إجراء إصلاحات سياسية، والخطوة الأولى بهذا الاتجاه هي البدء بالعمل على دستور جديد وإقراره لاحقا".

وقال الرئيس الروسي "لا نريد أن تتطور الأوضاع في سوريا على غرار مجريات الأحداث في ليبيا أو العراق"، واضاف "قلت للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إن مصر كانت ستشهد ما شهدته ليبيا لو لا تحمله المسؤولية وبسط سيطرته على الوضع في البلاد".

وأكد بوتين ضرورة بذل قصارى الجهد من أجل تعزيز السلطة الشرعية في دول المنطقة، بما فيها سوريا، وضرورة إحياء وتعزيز المؤسسات النامية للسلطة في دول مثل العراق وليبيا وتحقيق الاستقرار في الصومال والدول الأخرى، وتعزيز السلطة في أفغانستان.

وأشار بوتين الى دعم روسيا للعمليات العسكرية التي تنفذها المعارضة المسلحة ضد "داعش" وقال "ننسق معهم أعمالنا المشتركة وندعم عملياتهم الهجومية في مختلف مناطق الجبهة من خلال الضربات التي يشنها سلاحنا الجوي، ويدور الحديث عن مئات أو آلاف المسلحين الذين يحاربون داعش. ندعم كلا من جيش الأسد والمعارضة المسلحة، وأكد بعضهم هذا الأمر علنا، فيما يفضل الآخرون الصمت، لكن العمل يجري على قدم وساق".

ووصف بوتين بالكاذبة الاتهامات الغربية إلى روسيا بأنها تضرب المعارضة السورية بدلا من "داعش"، وقال "يكذبون كلهم، أنظروا بأنفسكم، الشرائط المصورة التي يستخدمونها لإثبات هذا الاتهام؛ أنظروا انها ظهرت قبل بدء طيارينا بتوجيه الضربات على مواقع الإرهابيين، ولكن منتقدينا يسعون إلى تجاهل الواقع".

وأشار الرئيس الروسي إلى تجنب الصحافة الغربية الإشارة إلى حادث قصف الطيارين الأمريكيين لمستشفى تابع لمنظمة أطباء بلا حدود في مدينة قندوز بأفغانستان، والذي قيل أنه حصل بالخطأ، لكنه أدى إلى سقوط قتلى وجرحى وبينهم أطباء. وقال بوتين: "تطرقوا مرة أو مرتين إلى ما حدث، ثم وضعوا كل شيء على الرف. ومن يذكر الآن حادثة قصف حفلة الزواج بأفغانستان، التي أسفرت عن مقتل أكثر من مائة شخص؟".